"يديعوت": نتنياهو وبينيت يصفان واقعا أمنيا زائفا

الخميس 20 فبراير 2020 03:47 م / بتوقيت القدس +2GMT
"يديعوت": نتنياهو وبينيت يصفان واقعا أمنيا زائفا



القدس المحتلة / سما /

اعتبر محللون عسكريون أن مسؤولين إسرائيليين - في مقدمتهم رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، ووزير الأمن، نفتالي بينيت – يكذبون بما يتعلق بقضايا أمنية، في سورية ولبنان وقطاع غزة، وأن حركة حماس تستغل فترة انتخابات الكنيست من أجل الحصول على تسهيلات في الحصار الذي يفرضه الاحتلال الإسرائيلي، الذي يسعى إلى استمرار الهدوء النسبي الحالي.

"السيطرة الإيرانية في سورية ضعفت، وإسرائيل هي الدولة العظمى العسكرية الثامنة في العالم، وحماس تتطلع إلى تسوية مع إسرائيل ولم يتبقَ لها سوى تحرير طرف خيط اقتصادي لحماس، كي يكون بالإمكان البدء في تفكيك الملاجئ في غلاف غزة. هذه عينة صغيرة من الأقوال السخيفة التي تصدر عن القيادة السياسية – الأمنية في الأسابيع الأخيرة، في إطار الدعاية الانتخابية. ويُنشؤون شعور عظمة زائف: نحن إمبراطورية. وهذه المؤشرات نفسها لتلك الغطرسة التي شهدناها عشية حرب يوم الغفران (1973) وعشية حرب لبنان"، حسبما كتب المحلل العسكري في صحيفة "يديعوت أحرونوت"، أليكس فيشمان، اليوم الخميس.

وتساءل فيشمان "على أي أساس، على سبيل المثال، يقرر بينيت أن السيطرة الإيرانية في سورية ضعفت؟ هل صورة المعلومات الاستخبارية بعد شهر من اغتيال سليمان باتت تدل على تحول إستراتيجي كهذا لدى الإيرانيين؟ وفي إسرائيل يستخفون بخليفة قاسم سليماني، إسماعيل قآني، تماما مثلما لم يقدروا بشكل صحيح السادات ونصر الله في بداية طريقهما".

وأشار فيشمان إلى أن الواقع عكس ما صرح به بينيت. "قيود القوة السياسية لقآني حصرا من شأنها أن تقوده إلى قرارات مغامرة أكثر في المجال العسكري. ولا شك أن فيلق القدس يمر بعملية إعادة تنظيم في هذه الأيام. وفي مؤشر للمستقبل، عُيّن في منصب نائب قآني، محمد حجازي، قائد وحدة لبنان في فيلق القدس، وهو الشخصية المركزية في مشروع تحسين دقة صواريخ حزب الله. لكن بينيت، وخلال شهر، غيّر بتصريحاته السخيفة الوضع في سورية، تماما مثلما جعل غزة تهدأ".

واعتبر فيشمان أن توسيع الاحتلال لمساحة الصيد إلى 15 ميلا بحريا وإضافة 2000 تصريح عمل للغزيين، ليصبح عددها 7000 تصريح، هي "نتيجة فنطازيا اخترعتها دولة إسرائيل لنفسها، وبموجبها أن حماس زُجّت في الزاوية ونشأت فرصة من أجل فرض تهدئة عليها. وهذه الفنطازيا هي التي تقف خلف الأقوال الوهمية لوزير الأمن حول الإرهاب الآخذ بالأفول، الأمر الذي شكل ذريعة لإصدار آلاف التصاريح لعمال من غزة للعمل في إسرائيل، تحت غطاء تصاريح لتجار، من دون مقابل".

ورأى فيشمان أن "الخدعة الأكبر هي من مدرسة نتنياهو، الذي قال إن إسرائيل الدولة العظمى الثامنة في العالم. وهذه جولة الانتخابات الثانية التي يستخدم فيها هذا التضليل. وهو يستخدم معطى مأخوذ من استطلاع رأي عام سنوي يجريه معهد ’غالوب’ بالتعاون مع جامعة بنسلفانيا، برعاية مجلة US NEWS AND WORLD REPORT. وتحت عنوان ’الدولة الممتازة’، يُسأل قرابة عشرين ألف شخص في عدة دول حول رأيهم بحوالي ستين دولة في العالم. وذلك من دون أن يزوروها أو تعلموا عنها. وهكذا، فإن الاستطلاع يدرس عمليا صورة هذه الدول بنظر المستطلعين، في سلسلة طويلة من المواضيع".

ولفت فيشمان إلى أن هذا الاستطلاع وضع إسرائيل في المرتبة الثانية في العالم، من حيث القوة العسكرية، بعد روسيا وقبل الولايات المتحدة والصين. إلا أن نتنياهو لا يستخدم هذا المعطى "كي لا يجعل نفسه أضحوكة. وبعد أخذ القوة العسكرية بالحسبان إلى جانب معطيات أخرى مثل التأثير الدولي والاستقرار السياسي وما شابه، تتراجع إسرائيل إلى المرتبة الثامنة". وتتراجع إسرائيل إلى المرتبة 29، بعد سؤال المستطلعين حول جودة الحياة والاقتصاد والتنقل والتأثير الثقافي وما إلى ذلك.

ولفت فيشمان إلى أن "معاهد أبحاث رائدة في العالم في مجال الأمن، وتستند إلى مواد استخبارية ومعطيات علنية، تشير إلى تراجع تدريجي في القوة العسكرية الإسرائيلية في العقد الأخير، ويشمل ذلك الموضوع النووي. والمعطيات الكاذبة (التي يدلي بها المسؤولون الإسرائيليون) تخدم الدعاية الانتخابية، لكنها أرضا خصبة للعنجهية، الاستخفاف بالعدو وجهوزية متدنية".

فيما، اعتبر المحلل العسكري في صحيفة "هآرتس"، عاموس هرئيل، اليوم، أن "التسهيلات" الإسرائيلية الجديدة تعبر عن إنجاز ملموس حققته حماس، وأن قائد الحركة في قطاع غزة، يحيى السنوار، "واصل ممارسة ضغط عنيف، حتى حصل على ما أراد". وأشار هرئيل إلى أن "قائمة التسهيلات، التي كالمعتاد لا تنشر بشكل رسمي في إسرائيل، خلافا للإعلان عن عقوبات جديدة، هي الأكبر التي تمت المصادقة عليها منذ سيطرة حماس بالقوة على القطاع، في حزيران/يونيو 2007".

وحسب هرئيل، فإن الضغوط التي مارستها حماس على إسرائيل من خلال مسيرات العودة، على مدار سنة ونصف السنة "لم تؤدِ إلى استسلام إسرائيل وتسهيلات ملموسة، وإنما أدت إلى تزايد إحباط هائل في القطاع تجاه حماس. وهذا الوضع دفع السنوار إلى وقف المظاهرات (مسيرات العودة)، ولكن من دون التخلي بالكامل عن استخدام القوة. وربما الاستخدام المدروس والمحدود للعنف في الأسابيع الأخيرة، مثل إطلاق البالونات المفخخة إلى جانب إطلاق عشوائي لقذائف صاروخية وقذائف هاون من جانب فصائل صغيرة غالبا، جلب هذا الإنجاز لحماس".

ورأى هرئيل أن "هذا لم يكن سيحصل لولا أن إسرائيل موجودة في حمى الانتخابات. وقد رصدت حماس الضائقة السياسية التي تواجهها حكومة نتنياهو، واستمرت في الضغط، وحصلت على تسهيلات هذا الأسبوع". واستدرك أنه "ينبغي الأخذ بالحسبان طبعا أن رئيس الحكومة يجهز مفاجأة عسكرية لحماس، مثلما ألمح الأسبوع الماضي، ولكن حسب سير الأمور ميدانيا، تحصل الحركة على تسهيلات من إسرائيل حتى الآن".

وأضاف هرئيل أن "الجيش الإسرائيلي، الذي أيد التسهيلات طوال الأشهر الأخيرة، يواصل إظهار قدر من تفاؤل صحي بالنسبة للقطاع، وسنعرف قريبا إذا كان محقا".