خطاب ترمب في الكونجرس ليس فقط خطاب يظهر فيه القوة بل هو خطاب انتخابي بامتياز. ترمب يهدي الهدايا لمجموعة من الحاضرين في الخطاب، بعد أن قام باستعراض الانتصارات الاقتصادية وكيفية محاربته للبطالة في أول نصف ساعة من الخطاب يبدأ بعدها ترمب في بيان كيف استطاع انقاذ حياة الكثيرين ومنح الحياة لأخرين.
يرقي احد الطيارين الى لواء بعد ان بلغ المئة عام، ويفتخر بأنه أرسل حفيد ذلك الطيار الى الفضاء في عمر 13 عام، ثم يذهب الى كيفية قدرته على تحويل أحد المدمنين الى رجل اعمال. ولا يتوقف بل يشكر زوجته على مكافحتها للإدمان ويفتخر بانه سيساعد الأمريكيين في مجال علاجهم بشكل استثنائي وخاصة المسنين ، ثم يذهب سريعا ليٌدل السود كيف يمكن ان يكونوا بخير طالما هو على راس السلطة خاصة ان الكثرين ممن خدمهم هم من السود الذين جلبهم للقاعة ليصفقون له . يوجه نقدا لاذعا للكونجرس لانهم كانوا ضد ما يصفه الرعاية الصحية، ويوجه خطاب للأمريكان يقول: ان هؤلاء المشرعين كادوا ان يجعلوا حياتنا صعبة . ترمب لا يقف عند هذا الحد هو أيضا يوبخ الصين وفي نفس الوقت يشكرها على انها أصبحت ولدا مطيعا. أما جداره في الجنوب فهو يفتخر بأنه أنجز الكثير منه وان العمل فيه مستمر بكل قوة. تكلفة الادوية انخفضت كما يقول ترمب والكونجرس يستطيع تخفيض الأسعار وهو يدعو الى تشريع يضم الحزبين لتخفيض أسعار الادوية بعد اصدارهم لتشريع خاص بهذا.
أحد الحاضرين هو مريض بالسرطان وهو أحد المحاربين المصابين يعطيه ويمنحه وسام أعلى شرف أمريكي مدني وهي ميدالية الرئيس للحرية.
ويستمر ترمب في عرض الإنجازات الصحية ومهارات الأطباء لدرجة انه جلب ام وطفلها الى القاعة ليظهر براعة الأطباء في عصره. ويطلب من الكونجرس ان يمنع الإجهاض في المراحل المتأخرة من الحمل من خلال اصدار تشريع خاص. ويقول بغض النظر عنا كجمهوريين او ديمقراطيين يجب علينا ان نقف مع هذا وبأنه وقع على ورقة الاجازات للأب او الام. ويطلب منهم تشريع ذلك.
إضافة الى الإعفاءات الضريبية لهم . وفي البيئة يعلن عن مشروع الترليون شجرة في أمريكا وفي العالم ويستمر في الحديث عن البنية التحتية بما يخص الطرق وخلافه ولم ينسى الانترنت ذو المستويات العالية وخاصة في المناطق الريفية الامريكية. ترمب تحدث عن الحرية الدينية وان الصلاة حق في المدارس الحكومية وهو يؤكد محبته للدين ولرجال الدين. ترمب يتحدث عن إنجازات الإدارة ويتعهد بأن ترفع المرأة الامريكية العلم الأمريكي على سطح المريخ. يتحدث عن الإرهاب الإسلامي المتشدد وكيف ان ادارته معنية بمحاربة ذلك . ثم يتحدث عن خطة السلام الإسرائيلية والفلسطينية وكيف ان داعش دمرت بسبب قيادته لأمريكا. هو أيضا يأتي بزوجة أحد الجنود في العراق وولده ويتحدث عن بطولاته في العراق . وكيف ان قاتل هذا الجندي كان قاسم سليماني وبالتالي يتحدث كيف استطاع الانتقام من سليماني لتنهي حكمه الشرير الى الابد حسب تعبيره. ترمب يتحدث عن انه ليس من وظيفته القتال عن أحد وانهم يسعون للسلام في كل المناطق. وخاصة أفغانستان وهو لا ينسى جلب زوجة أحد العاملين في أفغانستان وطفلتها أيضا ليشكرها على تضحياتها. ويفاجئ الزوجة في منظر درامي بان زوجها معها في القاعة .
في نهاية الخطاب ردت رئيس الكونجرس بتمزيق الخطاب الخاص بترمب. لا شك في أمرين الأول الحبكة الدرامية التي قام بها ترمب والتي زادت عن حدها والتي يبدو ان أحد كتاب السناريو لم يبدع وهو يكتبها له. والثاني استخفاف ترمب بكل العالم الإسلامي والغير إسلامي. مشهد انتخابي بكل ما تحمله الكلمة من معنى ولكنه مشهد كما قلنا زاد فيه الكاتب كثيرا لدرجة انه وصل الى حد جعل المشاهد للخطاب يسأم من القصص التي حاول ترمب عرضها بجلب ابطالها الى الكونجرس فجاءت بنتيجة عكسية كما أرى.