قال خبير عسكري إسرائيلي إن "التقديرات السائدة في المنظومة الأمنية الإسرائيلية تشير إلى أن حماس بصدد العودة لأيام المظاهرات الجماهيرية على حدود قطاع غزة.
وفي ظل التوتر السائد عقب إعلان صفقة القرن، والإعاقات الجارية في تنفيذ التفاهمات الإنسانية، فإن حماس تحاول العودة للواقع المتفجر على الحدود الشرقية، بما في ذلك إشعال الحدود".
وأضاف أمير بوخبوط بتحليله على موقع ويللا، ترجمته "عربي21"، أن "المظاهرات العنيفة التي نظمتها حماس طوال العام الماضي بمشاركة عشرات الآلاف من فلسطينيي القطاع بعدة مواقع مختلفة على طول القطاع، قد تعود إليها؛ لأنها ترى بهذه المسيرات نقطة مهمة من أجل لفت أنظار العالم، وإبقاء موضوع غزة على الأجندة الدولية، وفرضت على إسرائيل الدخول بحوار معها بوساطة مصرية، لتحسين الواقع المعيشي في غزة".
وأوضح أن "حماس أوقفت هذه المسيرات عقب وعود تلقتها من مصر بأن إسرائيل بصدد تنفيذ التفاهمات الإنسانية الموقعة معها في أكتوبر 2018، لكن الحركة باتت تدرك أنه كلما مر الوقت أكثر، تزايد إحباطها، وخابت آمالها من الوعود المصرية والإسرائيلية".
وأكد أن "عودة حماس للمسيرات تتزامن مع حالة الغضب السائدة بين الحركة ومصر، عقب زيارة إسماعيل هنية إلى ايران، وتعلم قيادة حماس أنها في حال أشعلت الحدود من جديد، فإنها فد تجبر مصر على العودة مجددا للتوسط، وما حصل عقب اغتيال بهاء أبو العطا قد يتكرر من جديد، وربما تسقط الصواريخ في المرة القادمة على أحد قيادات حماس".
وأشار إلى أن "الأجواء السائدة في القاهرة تجاه قطاع غزة تدفع حماس لحساب كل خطوة على حدة، رغم أن الرسائل الواصلة من تل أبيب إلى غزة تتراوح تارة بين الطمأنة والتهديد، لكن المشكلة التي تواجه حماس أن توقيت غزة يختلف عن توقيت إسرائيل، وفي حال قررت الحركة العودة للمظاهرات الشعبية على طول الحدود، فإننا قد ندخل في جولة عنف جديدة".
واستدرك بالقول إن "الجانبين، حماس وإسرائيل، ليستا معنيتين بأي تدهور أمني واسع النطاق، قد يؤدي في النهاية إلى أيام قتال دامية، وهي فرضية لم يتم حذفها نهائيا من جدول الأعمال الغزاوي، لكن اليوم تسعى حماس لممارسة المزيد من الضغوط على إسرائيل، من خلال البالونات الحارقة على مستوطنات غلاف غزة؛ لتعكير صفو حياة المستوطنين".
وأكد أن "قائد المنطقة الجنوبية في الجيش الإسرائيلي، الجنرال هآرتسي هاليفي، يجري نقاشات يومية لتقدير الموقف، وجولات تشاورية مع قيادة الجيش؛ لمعرفة كيفية حماية الوحدات المختلفة على طول الحدود مع غزة، وفق أقصى درجات الجاهزية، وفي عمق المناطق الفلسطينية، من خلال تنظيم عمليات منسقة؛ لمواجهة الحساسية الغزية المتصاعدة في هذه المرحلة".
وختم بالقول إن "هذا التوتر على حدود غزة من الواضح أنه سيرافق المنطقة كلها في الفترة القادمة، طالما أن حماس لم تشعر بتحسن حقيقي في الأوضاع الإنسانية لقطاع غزة".