جدد الرئيس الفلسطيني محمود عباس اليوم، السبت، رفضه القاطع لـ"صفقة القرن"، مؤكدًا أنه لن يقبل أن يسجل في تاريخه أنه تنازل عن مدينة القدس المحتلة، حتى لو اضطر لحل السُلطة الفلسطينية.
جاء ذلك في كلمته أمام الاجتماع الطارئ لوزراء الخارجية العرب المنعقد في مقر الجامعة العربية بالقاهرة، بطلب من فلسطين، لبحث "صفقة القرن" المزعومة.
وقال عباس: "بمجرد أن قالوا إن القدس تُضم لإسرائيل لم أقبل بهذا الحل إطلاقا، ولن أسجل على تاريخي ووطني أني بعت القدس أو تنازلت عنها، فالقدس ليست لي وحدي إنما لنا جميعا"، في إشارة للدول العربية والإسلامية.
وأضاف أنه "اعترفنا بإسرائيل منذ عام 1988 بالمقابل اعترف (رئيس الوزراء اسحق) رابين بأن منظمة التحرير الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني"، لكن الأميركان لم يعترفوا بوجود الشعب الفلسطيني خلال المفاوضات طيلة سنوات.
وأضاف: "سبق أن قبلنا بإقامة دولة فلسطينية على 22 بالمئة من فلسطين التاريخية والآن يطالبون بـ30 بالمئة من هذه المساحة المتبقية".
وقال عباس إنه التقى الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، 4 مرات، وأن الوفد الأميركي زار الأراضي الفلسطينية 37 مرة، إلا أن جميع هذه اللقاءات "لم تثمر عن شيء".
وتابع: "لدي اعتقاد تام بأن ترامب بارك صفقة القرن دون أن يعرف عنها شيئا"، مشيرًا إلى أن جاريد كوشنر، صهره الرئيس الأميركي هو الذي عمل على إعداد الصفقة، ووصفه "بجوز البنت"، بالإضافة للسفير الأميركي في إسرائيل ديفيد فريدمان ومبعوث ترامب السابق، جيسون غرينبلات.
ولفت عباس إلى أن السلطة الفلسطينية أبلغت إسرائيل بأن عليها أن تتحمل مسؤولياتها بصفتها سلطة احتلال، وتابع: "وجهنا رسالة لإسرائيل وأميركا أبلغناهم فيها بقطع العلاقات معهما، بما فيها العلاقات الأمنية".
وشدد عباس على أن السلطة كانت شريكة في محاربة ما سماه الأرهاب العالمي، وأن تنظيم "الدولة الإسلامية" ليس فيه أي فلسطيني حسب التقارير الدولية، سوى 3 فلسطينيين يحملون المواطنة الإسرائيلية.
ووجه عباس حديثه للإدارة الأميركية وإسرائيل لتوضيح مدى التزامه بالتعاون الأمني طيلة سنوات، قائلا إنه وفر لها معلومات أمنية لم يكن لأحد القدرة على توفيرها.
وأوضح أنه "ما زلنا نؤمن بالسلام، ونريد أن يتم إنشاء آلية دولية متعددة الأطراف، لتنفيذ قرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية"، مشددا على أنه لا مكان لهذه الصفقة على الطاولة بكل بنودها. وأضاف: لسنا عدميين ونبحث عن حل عادل لقضيتنا على اساس الشرعية الدولية، لكن لن نقبل أبدًا أن تكون أميركا وحدها وسيطا لعملية السلام.
وقال عباس إنه "لا نطلب المستحيل من أحد، ولا نريد أن يقف أحد ضد أميركا، نريد فقط تأييد موقفنا، أي القبول بما نقبله ورفض ما نرفضه".
واكد مجددًا أنه جرى إبلاغ الجانبين الإسرائيلي والأميركي في رسالتين، عقب الإعلان عن "الصفقة"، بقطع العلاقات مع إسرائيل بما في ذلك العلاقات الأمنية، لقيامها بنقض الاتفاقات الدولية بما في ذلك التي قامت على أساسها، وبأن خطة القرن ستكون لها تداعيات على الجانبين وعلى الإقليم كله، وان عليهم أن يتحملوا مسؤولياتهم كاملة كقوة احتلال.
وأضاف أنه سيشارك في قمة التعاون الإسلامي ثم القمة الإفريقية، ثم سيتوجه إلى مجلس الأمن، إلى جانب العديد من المنظمات الدولية وغيرها لإفشال "صفقة القرن".
وشدد على حق شعبنا في مواصلة نضاله المشروع بالطرق السلمية لإنهاء الاحتلال وإقامة دولته المستقلة بعاصمتها القدس الشرقية.
ولفت إلى أنه رفض استلام خطة "صفقة القرن" من الرئيس الأميركي، كما رفض الحديث معه هاتفيا أو استلام أي رسائل منه.
ووصل الرئيس الفلسطيني، القاهرة، مساء الجمعة، للمشاركة في أعمال الاجتماع الطارئ لوزراء الخارجية العرب، الذي يعقد في مقر الجامعة العربية، بطلب من فلسطين.