محللون : الاحتلال يحاول إبقاء "جبهة غزة ساخنة" من خلال التصعيد المتكرر

السبت 01 فبراير 2020 12:34 م / بتوقيت القدس +2GMT
محللون : الاحتلال يحاول إبقاء "جبهة غزة ساخنة" من خلال التصعيد المتكرر



غزة / سما /

أكد محللون فلسطينيون، على أن التصعيد الإسرائيلي المتواصل في قطاع غزة، إنما يأتي في إطار محاولات الاحتلال إبقاء "جبهة غزة ساخنة" على الدوام، وإبقائها تحت حالة العدوان المتكرر وبطرق وأساليب مختلفة.

وأجمع المحللون في أحاديث منفصلة لـ "القدس"، على أن قطاع غزة يتعرض لحصار وعدوان ممنهج، وأن الاحتلال يتذرع باستمرار بحجج أمنية واهية لتبرير عدوانه وتصعيده المتواصل، ويحاول حرمان سكان القطاع من أبسط حقوقهم، مشيرين إلى أن الحكومة الإسرائيلية لا ترغب في اتفاق تهدئة ثابت ودائم مع حركة حماس والفصائل الأخرى، بقدر ما أنها تريد إبقاء هذه الجبهة مشتعلة في محاولة لاستنزاف قدرات المقاومة.

ويقول طلال عوكل الكاتب والمحلل السياسي، إن هذا التصعيد الإسرائيلي من حين إلى آخر هو شكل من أشكال إبقاء جبهة غزة ساخنة قليلًا. مشيرًا إلى أن الاحتلال يرغب بأن لا تبقى غزة هادئة تمامًا، وأن لا يكون هناك تصعيد واسع ليس من صالحه حاليًا.

وأوضح أن الاحتلال كثيرًا ما يتهرب من التفاهمات الأخيرة رغم التزام الفلسطينيين بها من هدوء ووقف للمسيرات على الحدود وغيره. مشيرًا إلى أن هذا التهرب ليس جديدًا، وإنما هو ضمن سياسة متبعة من قبل الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة منذ سنوات طويلة جدًا.

تصعيد واسع

واستبعد عوكل أن تشهد هذه الأيام أو الفترة القصيرة المقبلة أي تصعيد واسع. لافتًا إلى أن الفصائل الفلسطينية هي الأخرى ليست بوارد منح إسرائيل أي ذريعة لشن عدوان واسع على القطاع، رغم إطلاق بعض الصواريخ المتفرقة والذي يأتي ضمن ردها على العدوان المتكرر من قبل الاحتلال.

ولفت المحلل السياسي، إلى أن الفصائل الفلسطينية تتفهم بأن "صفقة القرن" فيها ما يدعو ويمنح إسرائيل القيام بعدوان واسع، ولذلك هي لا تستعجل البدء بأي تصعيد، وتتوقع عدوانًا واسعًا سيبدأ به الاحتلال مع بدء تنفيذ بنود الصفقة التي تشترط نزع سلاح المقاومة في غزة وهذا ما يؤكد أن هناك قد يكون عدوان صعب.

وأشار إلى أن إسرائيل "سعيدة" ببند نزع سلاح المقاومة، وتعتبره بأنه يأتي في إطار غطاء دولي وقوي من الولايات المتحدة ودول أخرى تدعم مثل هذا الخيار، مشيرًا إلى أن ذلك سيشجعها على شن عدوان واسع ضد غزة مع بدء تنفيذ بنود الصفقة.

وحول إمكانية تدخل مصر لمنع مثل هذا العدوان، قال عوكل إن القاهرة تتدخل في كل وقت، لكن الأمور أصعب بكثير مما هي عليه الآن، ومما تتوقف عندها رغبة مصر. مشيرًا إلى أن الصفقة حين تم إعدادها لم تراعي مصالح مصر أو غيرها، وإنما هي جاءت فقط لتحقيق الاستراتيجيات الإسرائيلية ومصالحها في المنطقة.

الاستعداد لحرب

من جهته يرى الكاتب والمحلل السياسي مصطفى الصواف، أن التصعيد على قطاع غزة ليس جديدًا، مشيرًا إلى أن الاحتلال "يحاول التحرش بغزة، لأنه يعد العدة لاجتياح القطاع، أو شن حرب وعدوان واسع".

وبين أن الاحتلال يريد أن يختار الوضع والوقت المناسب، ويعرض خطته لميزان الربح والخسارة قبل أن يبدأ بأي عدوان واسع على القطاع.

ولفت الصواف، إلى أن الفصائل الفلسطينية أكثر حكمة من الاحتلال رغم إطلاق بعض الصواريخ المتفرقة، مشيرًا إلى أنها في حالة استعداد للتصدي لأي عدوان جديد، وأنها على استعداد للدفاع عن شعبها والرد على استمرار الانتهاكات من قبل الاحتلال.

واستبعد أن تبدأ الفصائل الفلسطينية بالتصعيد، وأن تبقى في موقف المساند والمدافع عن شعبها في ظل ما يتعرض له من عدوان.

صفقة القرن

وبين أن ما يجري في الأيام الأخيرة من تصعيد إسرائيلي، بأنه لا ينفصل عما يجري سياسيًا وخاصةً فيما يتعلق بنشر "صفقة القرن". مشيرًا إلى أن ما يجري بغزة هو جزء مما يجري في كافة الأراضي الفلسطينية، لكن التصعيد العسكري أكبر في القطاع لأن غزة لديها إرادة تختلف قليلًا عن الجميع. كما قال.

وأضاف "الاحتلال يريد تحييد غزة عن باقي المناطق الفلسطينية، ولكن هو لا يدرك أن هناك ترابط بين الفلسطينيين كافة، ولذلك هو يحاول خلق عدوان جديد لإخضاع غزة التي تمثل رأس حربة الدفاع عن الشعب الفلسطيني". مشيرًا إلى أن المقاومة تراكم من قدراتها باستمرار من أجل التصدي لمثل هذه المحاولات والعمل على إفشالها.

الأزمة الداخلية

من جهته، يرى المحلل السياسي مازن صافي، أن التصعيد بالأساس مرتبط بتحسين الظروف السياسية الداخلية لقادة الاحتلال تمهيدًا لدخولهم في عملية انتخابية ثالثة. مشيرًا إلى أن ذلك يعكس مدى الأزمة الموجودة داخل إسرائيل ومحاولات ترحيل الملفات الساخنة فيها إلى قطاع غزة من بوابة التصعيد العسكري.

ولفت صافي إلى أن هناك محاولة لخلط الأوراق وإيجاد بيئة غير سليمة أمام ما قام به الوسطاء خلال الفترات الأخيرة لمحاولة جلب التهدئة والدفع بإقامة مشاريع للتخفيف عن غزة. مشيرًا إلى أن الوسطاء لعبوا الكثير من الأدوار لمحاولة إنهاء هذا التصعيد الذي أحيانًا يأخذ منحنى خطير، وأحيانًا أخرى يكون ذات أهداف منتقاة.

وأشار إلى أن التصعيد العسكري الإسرائيلي بالنسبة للمواطن الغزي أصبح واضح المعالم، ولم يعد له أي أهداف سياسية أو عسكرية، ولا يحرك الكثير من أدوات اللعبة، ولكنه يثقل على الوسطاء في إحراز أي تقدم تحقيقي للوصول لتهدئة ثابتة ودائمة وتنفيذ مشاريع كبيرة بغزة تحدث تنمية مستدامة.

تغيير المعادلة

واعتبر أن محاولات الاحتلال، اتهام الفصائل الفلسطينية بأنها هي من تبدأ بالتصعيد من خلال إطلاق الصواريخ، بأنها محاولة لخلق معادلة توازن أمام المجتمع الدولي بإظهار أن هناك مجموعات عسكرية تعمل دائمًا على البدء بالتصعيد وبأن إسرائيل تدافع عن نفسها. مشيرًا إلى أن هذه معادلة مغلوطة في ظل استخدام الاحتلال لأدوات ومعدات ثقيلة في مواجهة المواطن الفلسطيني الضعيف والذي يحتاج لحماية دولية من هذا التغول والإرهاب الإسرائيلي الذي يطال كافة مناحي الحياة المدنية بغزة.

وقال : "المعادلة الصحيحة، أن القطاع محاصر ومختنق ولا بصيص أمل لسكانه، وهو يقع تحت هجوم عسكري إسرائيلي، وإسرائيل لا تتوارع في استخدام ومهاجمة غزة بدون أي احترام للمواثيق الدولية التي تراعى وجود مدنيين تحت الاحتلال". مشيرًا إلى ضرورة أن يتحرك المجتمع الدولي لإنهاء الاحتلال والحصار، وإعادة الحياة الحقيقية للمواطن بغزة.