قال عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية، كايد الغول، "إن الرئيس الأمريكي لن يطرح خطة للسلام في منطقة الشرق الأوسط، وإنما سوف يطرح الرؤية والقرارات الإسرائيلية في إطار ما يسمى صفقة القرن، ليوهم المجتمع الدولي وكأنه يقدم لرؤية للصراع العربي الإسرائيلي".
وأضاف، أن:" الصفقة المزعومة هى مجموعة القرارات الإسرائيلية التي تعمل على تكريس الاستيطان، وتهويد القدس، وسياسة الضم التوسعية للأراضي الفلسطينية وغيرها من الإجراءات العنصرية الإسرائيلية التي تستهدف استئصال الوجود الفلسطيني".
وشدد الغول في حديث "للغد" على ضرورة مواجهة ومقاومة هذه الصفقة التي تعمل على تصفية القضية الفلسطينية، وتؤسس لحالة من التطبيع مع الدول العربية ، تحت عنوان أن هناك أساس سياسي يمكن من خلاله إنهاء الصراع في المنطقة وهذا هو الهدف الجوهرى في هذه الصفقة المزعومة .
وأوضح، أن صفقة ترامب تقطع الطريق بشكل كلي أمام إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس، كونها تعترف بالاستيطان، وضم الأغوار وغيرها من المناطق الفلسطينية، بالإضافة إلى اعترافها من قبل بالقدس عاصمة لإسرائيل، وبالتالي لن نكون أمام دولة ذات سيادة تشمل ( الضفة ، وقطاع غزة، والقدس)، وإنما المركز هو غزة وبعض امتدادات المدن الفلسطينية في الضفة الغربية، وهذه ستكون خاضعة بشكل كامل للسيطرة الإسرائيلية من الناحية الأمنية والاقتصادية.
وقال القيادي الغول "نحن أمام محاولة أمريكية لتصفية القضية الفلسطينية وفق الرؤية الإسرائيلية، حيث تحالف اليمين المسيحي الأمريكي مع الصهيونية العالمية لفرض رؤيتها لإنهاء الصراع مع الفلسطينيين ،وسوف تمارس إدارة ترمب كل أشكال الضغط على الفلسطينيين من قبل إدارة ترمب أو حلفائها في المنطقة من أجل إجبارها على هذا الحل" .
وأكد أن الصفقة ليست قدراً على الفلسطنيين وبإمكانهم إفشالها كما أفشلوا غيرها من المخططات والمؤامرات التصفوية للقضية الوطنية الفلسطينية؛ ولكن الأوضاع والحالة الفلسطينية ليست بخير في ضوء المتغيرات في الإقليم وتراجع القضية الفلسطينية في الإقليم وتراجع مركزية الصراع في الإقليم.
وتابع: "مواجهة الصفقة يتطلب بشكل فوري إنهاء الانقسام واستعادة الوحدة الوطنية على أساس برنامج سياسي يعيد فتح الصراع الشامل مع إسرائيل ويعيد تجميع عوامل القوة الفلسطينية المدعومة بعوامل قوة عربية (شعبية ورسمية) ومن خلال ذلك يمكن أن ننجح في الصمود ومواجهة الصفقة وإفشالها".
وأضاف : "لن يكون مفهوما استمرار التعامل مع حالة الانقسام بالصيغة القائمة، والمطلوب فورا دعوة الإطار القيادي المؤقت لمنظمة التحرير لبحث توحيد الموقف ومقدرات الشعب الفلسطيني وبناء الإستراتيجية الوطنية الجامعة في مواجهة الصفقة وكافة المؤامرات والمخططات التي تستهدف القضية الوطنية".