معاريف : الأردن ومصر ستقِفان على الحياد من “صفقة القرن” وترامب سيضغط ويُهدّد الملك عبد الله لقبولها

الأحد 26 يناير 2020 12:12 م / بتوقيت القدس +2GMT
معاريف : الأردن ومصر ستقِفان على الحياد من “صفقة القرن” وترامب سيضغط ويُهدّد الملك عبد الله لقبولها



رام الله / سما /

قالت صحيفة “معاريف” العبرية، نقلاً عن مصادر سياسيّةٍ وصفتها بأنّها رفيعة المُستوى في كيان الاحتلال الإسرائيليّ، قالت إنّ سلطات المملكة الأردنيّة الهاشميّة تُتابِع عن كثب المخططات الإسرائيليّة لضمّ منطقة غور الأردن والبحر الميت بالضفة الغربية المحتلّة لسيادة الدولة العبريّة، لافتةً في الوقت عينه إلى أنّ عمّان قلقة أكثر من مبادرة ترامب للسلام، في إشارةٍ لما باتت تُعرف إعلاميًا بـ”صفقة القرن”.
وذكرت الصحيفة في مقال نشرته لمُحلِّل الشؤون العربيّة في إذاعة جيش الاحتلال، المُستشرِق جاكي خوجي، ذكرت أنّ الخطوة الأمريكيّة تستهدِف مساعدة رئيس حكومة تسيير الأعمال في تل أبيب، بنيامين نتنياهو في الانتخابات، مشيرةً إلى أنّ السلطة الفلسطينيّة رفضت “صفقة القرن” رفضًا باتًا، بعد أنْ تسرّب أهّم تفاصيلها، بحيث أنّ فرص السلام التي تحملها في طياتّها هزيلة، على حدّ تعبير المُستشرِق حوغي.
وفيما يتعلّق بالموقف من “صفقة القرن” فور إعلانها، أكّد المُحلِّل حوغي، نقلاً عن المصادر عينها، أنّ إسرائيل ستقبل أساس الخطة، وتعلن عن الفلسطينيين كرافضين، متوقعًا أنْ يكون الموقف الأردنيّ والمصريّ من الخطّة محايدًا، وسيطلبان، أيْ القاهرة وعمّان، فقط الخروج من الحدث بسلام، على حدّ وصف المصادر السياسيّة واسعة الاطلاع في تل أبيب.
واستدرك المُستشرِق الإسرائيليّ قائلاً إنّ أحد السيناريوهات هو أنْ يقوم الرئيس الأمريكيّ، دونالد ترامب بمُمارسة الضغط الشديد على المملكة الأردنيّة الهاشميّة لتأييد اقتراحه، بل وربما يكون هذا الضغط مُرفقًا بتهديدٍ، منوهة إلى أنّ الكثير من معارضي العاهل الأردني، الملك عبد الله الثاني، يستخدمون هذه التطورات كوسيلةٍ للمناكفة ضده، كما قالت المصادر الإسرائيليّة.
بالإضافة إلى ما ذُكر أعلاه، لفت المُستشرِق الإسرائيليّ إلى أنّ اتفاق الغاز قد يتحوّل إلى أزمةٍ دبلوماسيّةٍ حادّةٍ مع المملكة الهاشميّة، في ظلّ المظاهرات العاصفة ضدّ الاتفاق مع إسرائيل، ووصفه بـ”الخيانة”، معتقدًا في الوقت ذاته أنّ عمّان مصممة على تنفيذ الاتفاق، ولا يوجد أيّ مؤشر أنّ في نيتها الاستجابة لمطالب المتظاهرين، كما قال المُستشرِق الإسرائيليّ.
وطبقًا للصحيفة العبريّة، فإنّ الأردنيين لا يعرفون تفاصيل “صفقة القرن”، ولكنّهم يعرفون بأنّ من شأنها أنْ تجلب عليهم ضغوطًا شديدةً، سواءً من البيت الأبيض أوْ من الجمهور، لافتةً في الوقت عينه إلى أنّ الملك قام بالاستعداد بصورةٍ جيّدةٍ لهذه اللحظة، وقال في السنة الماضية إنّ قوة صموده أمام البيت الأبيض محدودة، على حدّ تعبير المُحلِّل الإسرائيليّ جاكي حوغي.
على صلةٍ بما سلف، رأى المُحلِّل غدعون ليفي في صحيفة (هآرتس)، الأحد، رأى أنّ خطّة السلام الأمريكيّة (صفقة القرن) تحمل في طيّاتها اثنتين من البشائر، واحدة جيّدة والثانية سيئّة، البُشرى الأولى وهي الجيّدة أنّ “صفقة القرن” تقوم بدفن الجثة المتعفنّة منذ عدّة سنواتٍ، وهي المُسّماة بحلّ الدولتين لشعبين، أمّا للبشرى السيئّة، بحسب ليفي، أنّ خطّة السلام الأمريكيّة تخلق واقعًا جديدًا، يؤكّد أنّه لا يوجد أيّ معنى للقانون الدوليّ، ولقرارات الشرعيّة الدوليّة وللمؤسسات الدوليّة، بما فيها الأمم المُتحدّة، على حدّ قوله.
وأضاف أنّ خطورة الخطّة الأمريكيّة تكمن في أنّها تسعى لخلق عالمٍ جديدٍ وفق تصوّرات ترامب ونتنياهو، بحيث تكون فيه القوّة التي يتمتّع فيها صهر الرئيس الأمريكيّ، جاريد كوشنير، أكبر بكثير من قوّة الأمم المُتحدّة، وبالإضافة إلى ذلك، أكّد المُحلِّل الإسرائيليّ، على أنّ ترامب ونتنياهو يسعيان للقضاء على ما تبقّى من القانون الدوليّ، على حدّ وصفه.