قلقٌ إسرائيليٌّ عارِمٌ من تصعيدٍ أمنيٍّ خطيرٍ بالضفّة الغربيّة

الخميس 23 يناير 2020 09:29 ص / بتوقيت القدس +2GMT
قلقٌ إسرائيليٌّ عارِمٌ من تصعيدٍ أمنيٍّ خطيرٍ بالضفّة الغربيّة



القدس المحتلة / سما /

رأى المحلل العسكري في موقع (WALLA) الإخباريّ-العبريّ، أمير بوحبوط أنّ عملية الطعن التي وقعت يوم السبت الماضي قرب الحرم الإبراهيمي في الخليل، والتي أدّت إلى إصابة مستوطنٍ إسرائيليٍّ بجراحٍ لا تُشير إلى منحى معين، مضيفًا أنّ الحديث يجري عن حادثة موضعية نفذها شاب فلسطيني أخذ سكين من المطبخ بعد أن خرج من بيته، وفي وقت قصير جدًا ودون أن يمر بحاجز أو تفتيش عسكري، إذ نفذ العملية، وجاء الرد سريعًا باعتقاله قبل أنْ يفر من المكان، على حدّ تعبير المُحلِّل العسكريّ، الذي أكّد اعتماده على مصادر واسعة الاطلاع في تل أبيب.
ولفت بوحبوط، نقلاً عن المصادر الأمنيّة عينها، لفت إلى أنّ المنطقة التي وقعت فيها العملية حساسة جدًا ويصعب توفير الحماية فيها، إذ لا يوجد في كلّ مكانٍ حاجز أوْ نقطة تفتيش، وهناك أماكن يتجول فيها الفلسطينيون بالقرب من مستوطنة إسرائيلية بدون قيود، ومساحة الحماية تعتمد على أساس مسافات قصيرة بدون خط اتصال واضح، مضيفًا: “تُكثر قوات الجيش من دورياتها في الخليل، وعملياتها داخل الأحياء وعلى الطرق الحساسة هناك”.
عُلاوةً على ما ذُكر أعلاه، أشار المُحلِّل بوحبوط إلى أنّ التوتر في أرجاء الضفة الغربية ازداد في الفترة الأخيرة، وثمة قلق من أنّ هجومًا واحدًا  يُمكن أن ينزلق من تحت الرادار، على حد قوله. واعتبر بوحبوط أن “هناك خطوة حساسة جدا تسمى “تسهيل الوصول للحرم الإبراهيمي”، وهذه الخطوة سيبدأ العمل فيها في غضون عدة أسابيع، ما قد تشعل النار أوْ على الأقل سيرفع مستوى التوتر في منطقة الخليل”.
وتابع المُحلِّل، نقلاً عن المصادر الأمنيّة الرفيعة في جيش الاحتلال الإسرائيليّ، تابع قائلاً إنّ القضية الثانية التي قد تؤدي إلى توتر كبير، هي الانشغال السياسي لوزير الأمن نفتالي بينت بسوق الجملة في الخليل، إذ نقل بوحبوط عن مصادر أمنية قولها إنّه لن يكون هناك بناء في المدى القريب في منطقة السوق المثيرة للجدل، لكن هذه القضية ستشكل بمثابة وقود سيشعل التوتر لدى الفلسطينيين ضد إسرائيل، وتابع، نقلاً عن المصادر الأمنيّة، إنّ قادة جيش الاحتلال لا يرغبون بالمخاطرة، والحماية في المنطقة ستتعزز مع التشديد على أيام الجمعة، على حدّ قول المصادر الإسرائيليّة التي تحدثت للمُحلِّل العسكريّ.
كما رأى المحلل العسكريّ بوحبوط في سياق تحليله أنّ جيش الاحتلال الإسرائيليّ سيكون على جهوزية عالية لمواجهة احتمال تدهور الوضع في اليوم الذي يلي رحيل رئيس السلطة الفلسطينيّة محمود عبّاس (أبو مازن)، إذ يتوقع أنْ تشتعل حينها حروب بين الورَثَة، يتخللها أعمال عنف شعبية يمكن أنْ تؤدي إلى تردي الأوضاع الأمنية، على حدّ قوله.
بالإضافة إلى ذلك، ذكر المُحلِّل بوحبوط أنّ أغلب المتنافسين على كرسي رئيس السلطة الفلسطينية مسلحون بأدوات قتال وذخيرة، ما يثير قلق الجانب الإسرائيليّ، مضيفا في الوقت عينه أنّ “قيادة المنطقة الوسطى في جيش الاحتلال الإسرائيليّ أجرت تدريبًا للقيادات المختلفة في سياق الجهوزية لتدهور الوضع في عدة أماكن، على حدّ قول المصادر، التي اعتمَد عليها المُحلِّل بوحبوط.
وبحسب بوحبوط، فإنّ القضية الأخيرة التي لا تقل أهمية عن قرارات البناء في الأماكن المختلف عليها في الفترات الحساسة، هي الانتخابات الثالثة الوشيكة، والتي تحمل رسائل موجهة لـ”حماس” من قبل السياسيين بالإضافة إلى اتخاذ إجراءات استفزازية يمكن أنْ تزيد التوتر والانجرار إلى رد عنيف وتآكل التنسيق الأمني الذي يساهم في الاستقرار، الذي يشكل عاملاً هامًّا لكلا الطرفين، لكنه يُمكن أن يصاب بالتصدع، كما قالت المصادر، التي ختمت بالقول لبوحبوط إنّه لا يُمكن دائمًا توقع سلوك مجتمع محبط استنادًا إلى شبكات اجتماعية، بل يجب الاستعداد للمفاجآت، بحسب تعبيرها.
على صلةٍ بما سلف، وفي مقطع فيديو نشره الجنرال احتياط إسحاق بريك على اليوتيوب، قال فيه إنّ الصورة واضحة وجلية إسرائيل تُعاني تهديدًا وجوديًا وقد حان الوقت لتأخذوا الأمور بأيديكم لأنّ اندماجكم في هذه العملية سيحدث التغيير”.
وأضاف أنّه في الوقت الذي يستغرق فيه الجيش الإسرائيليّ 90 بالمائة من وقته في السنوات الأخيرة في المعركة بين الحروب، نحن غارقون في ذلك، وننسى أنْ نعد الجيش للحرب القادمة، وتابع: لقد شكل حزب الله 11 وحدة خاصة مؤلفة من آلاف عناصر “الكوماندوس”، الذين قاتلوا في سوريّة، ووظيفتهم أثناء الحرب عبور الحدود والسيطرة على مستوطنات في الشمال، والأمر نفسه يحدث بالنسبة لـ”حماس” في الجنوب، على حدّ تعبيره.