وحدات أبناء القوقا،، أشرف صالح

الثلاثاء 21 يناير 2020 12:48 م / بتوقيت القدس +2GMT
وحدات أبناء القوقا،، أشرف صالح



ليس كل ما تقوله إسرائيل ممكن أن نعتبره قاعدة عامة أو نظرية ونبني عليها , فإسرائيل تقول أن كل رصاصة تطلق من غزة تجاهها , هي مسئولية حماس , بمعنى أنها قادرة عن أن تمنعها! وبالتالي فهي تطلق بإشارة منها! وبالطبع هذا كلام غير صحيح وغير دقيق , لأن القاعدة الأمنية العامة تقول , أنه "ليس هناك أمن مطلق في العالم كله" وهناك أمثال كثيرة على صحة هذه القاعدة قد حدثت في غزة , لمن يريد البحث..

وحدات أبناء القوقا بحسب التسمية هي نسبة لقائد ألوية الناصر صلاح الدين , الشهيد "أبو يوسف القوقا" الجناح العسكري للجان المقاومة الشعبية , وهي من مواليد الإنتفاضة الثانية , ومن رحم حركة فتح "كإنفصال" , وألوية الناصر صلاح الدين واحداً من عشرات الأجنحة العسكرية في غزة , فهذه الأجنحة العسكرية منها من يعارض هدنة حماس مع إسرائيل , ومنها من يتبنى فكرة الإستمرار بضرب إسرائيل , وبغض النظر عن علاقته مع حماس , ومنها من يتحرك بحسب أجندة دولية , ومنها من يضرب إسرائيل ترويجاً لأيديولوجية تقوم على إقامة الخلافة الإسلامية "السلفية الجهادية" , ومع تعدد هذه الأجنحة وأهدافها أصبحت غزة ليس حكراً على أحد , فهي الآن ميدان حرب للجميع..

عندما يخرج شخصين أو ثلاث أشخاص وبشكل سري , ويطلقون رشقات من الصواريخ على إسرائيل دون أن تراهم قوات الضبط الميداني التابعة لحماس , أو قوات حماة الثغور, أو إستخبارات القسام , أو الأمن الداخلي , فهذا يعني أنهم قادرين على إفتعال حرب في أقل من ساعة , ويعني أيضاً أنهم كسرو القاعدة الأمنية المتعارف عليها شعبياً وإعلامياً وهي , أن "حماس تعلم كل شيئ يجري في غزة" , وبالطبع حماس لا تعلم كل شيئ في غزة , فالبلالين الكثيفة  التي أطلقت من غزة مؤخراً , ليس كوسيلة ضغط من حماس إتجاه تسريع بنود الهدنة كما تزعم إسرائيل , لأن بنود الهدنة بين حماس وإسرائيل سارية على قدم وساق , ونائب العمادي اليوم في غزة لمتابعة سير التفاهمات , ولأن حماس الآن في مرحلة تسويق سياسي وجولات مكوكية إقليمية ودولية , فهي غير معنية بأي نوع من التوتر في هذه الأيام بالذات ,  وعلى فرض أن هذه البلالين إشارة من حماس , فهل ستتوقف الأمور عند هذا الحد..

وحدات أبناء القوقا هم أول من إفتتحوا قسم حرب البلالين المعلنة إعلامياً بدائرة المقاومة , وسهولة المهمة قد تتيح للجميع إستخدام هذا السلاح والغير مكلف فيما بعد , فمن السهل جداً أن يقوم شخص واحد بإطلاق مجموعة من البلالين تجاه إسرائيل دون أن يراه أحد , فبرأيي أن الأيام القادمة ستشهد تطوراً هاماً في حرب البلالين , والذي أصبح ليس حكراً على أحد بعينه .