يعقد وزير الخارجية الكندي، فرانسوا فيليب شامبين، اجتماعا مع ظيره الإيراني محمد جواد ظريف، اليوم الجمعة، لبحث إسقاط إيران طائرة ركاب أوكرانية الأسبوع الماضي في حادث راح ضحيته جميع من كانوا على متنها وعددهم 176 شخصا بينهم 57 كنديا.
وقال المتحدث باسم شامبين، أدام أوستن، إن الوزيرين سيلتقيان في العاصمة العُمانية مسقط. وسيكون الاجتماع ثالث مناسبة يتشاور فيها الوزيران منذ الكارثة، وذلك رغم قرار كندا قطع العلاقات الدبلوماسية مع إيران في عام 2012.
من جانبه، حاول وزير الخارجية الروسي، في تصريحات صدرت عنه اليوم، التخفيف من حدة الضغط على إيران، وبرر حادث إسقاط الطائرة، بأنه وقع في وقت شعرت فيه طهران بقلق من تقارير عن تحليق طائرات شبح مقاتلة في المنطقة.
وقال لافروف "كانت توجد ست مقاتلات إف-35 (أميركية) على الأقل في الجو داخل الحدود الإيرانية (في ذلك الوقت). لم يتم بعد التحقق من هذه المعلومات لكنني أود أن أشير إلى التوتر الذي يصاحب مثل هذه المواقف".
في المقابل، طالبت طهران، في وقت سابق، اليوم، الدول التي فقدت مواطنيها على متن الطائرة الأوكرانية التي أسقطتها القوات الإيرانية، بعدم استخدام الحادث "لأجندات سياسية".
وانتقد المتحدث باسم الخارجية الإيرانية عباس موسوي، في بيان، اجتماع لندن بين وزراء خارجية كندا وبريطانيا وأوكرانيا والسويد وهولندا وأفغانستان، ومطالبتهم ببدء تحقيق دولي حول الحادث.
ووصف البيان، الاجتماع بـ"الحادث المثير للدهشة"، مشددًا على أن "حادث الطائرة المؤسف يجب ألا يستخدم لأجندات سياسية".
وأضاف أن "إيران تأخد بعين الاعتبار آلام عائلات الضحايا، وتعاونت بشكل شامل ومفتوح مع وفود تلك الدول". كما أشار إلى "تثبيت هويات الضحايا، والاستمرار في إجراء جميع الفحوص التقنية حول الحادث".
والخميس، طالبت الدولة الستة، عقب الاجتماع في لندن، طهران بتحمّل مسؤولية إسقاط الطائرة وبدء تحقيق دولي، ودفع تعويضات لعائلات الضحايا.
وخلال خطبة الجمعة في مسجد المصلى في طهران حيث أمّ الصلاة للمرة الأولى منذ العام 2012، اعتبر المرشد الأعلى للجمهورية الإيرانية آية الله علي خامنئي، أن كارثة الطائرة "حادث مرير (...) أحرق قلبنا".
ولكنه تدارك بأن "العدو ابتهج بذات القدر، متوهمين أنهم حصلوا على مستمسك يمكنهم من التشكيك من خلاله بالحرس الثوري والقوات المسلحة والجمهورية الإسلامية ككل"، وفق وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية "إرنا".
كما دعت تلك الدول، إيران، في بيان تلاه شامبين، لتحديد هويات الضحايا بما يتماشى مع قيم الكرامة والشفافية والمعايير الدولية، واحترام جميع طلبات الأسر والأقارب لإعادة جثث أقربائهم إلى بلدانهم.
وفي الثامن من كانون الأول/ يناير، سقطت طائرة ركاب أوكرانية من طراز "بوينغ 737" في طهران بعد عدة دقائق على إقلاعها.
وبعد أيام من نفي المسؤولية عن سقوط الطائرة، أقر الحرس الثوري بأن دفاعاته الجوية أسقطت الطائرة التابعة لشركة الخطوط الدولية الأوكرانية، عن طريق الخطأ.
وأعلن الجيش الإيراني، في بيان صدر عنه يوم السبت الماضي، أن منظومة دفاع جوي تابعة لها أسقطت طائرة الركاب، إثر "خطأ بشري"، لحظة مرورها فوق "منطقة عسكرية حساسة".
وأعلن الحرس الثوري، في نفس اليوم، على لسان قائد القوة الجوفضائية التابعة له، العميد أمير علي حاجي زادة، تحمله مسؤولية إسقاط الطائرة.
وسرعان ما تحول الحداد على 176 شخصا كانوا على متن الطائرة وقتلوا في الحادث، إلى احتجاجات مناهضة للنظام في إيران، وهتف المحتجون "الموت لخامنئي" وكتبوا شعارات على الجدران في طهران وغيرها.
والثلاثاء، أعلنت الهيئة القضائية الإيرانية، إلقاء القبض على أفراد لتورطهم بحادثة تحطم الطائرة الأوكرانية.