صحيفة إسرائيلية: هناك خشية لدى السلطة من توقيع اتفاق تهدئة في غزة

الجمعة 17 يناير 2020 08:25 ص / بتوقيت القدس +2GMT
صحيفة إسرائيلية: هناك خشية لدى السلطة من توقيع اتفاق تهدئة في غزة



القدس المحتلة / سما /

عبر مسؤولون فلسطينيون في رام الله، عن قلقهم العميق إزاء التقارير التي تفيد بأن "إسرائيل" وحركة حماس على وشك التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار طويل الأمد قطاع غزة. وفق ما ذكرت صحيفة جيروزاليم بوست.

وحذر المسؤولون، بحسب الصحيفة الإسرائيلية، من أن حماس غير مصرح لها بإجراء مفاوضات مع "إسرائيل" أو أي طرف آخر، خاصة فيما يتعلق بالوضع في غزة.

وتابعت الصحيفة: "جاء هذا التحذير في الوقت الذي أعلنت فيه حماس أن نائب المنسق الخاص لعملية السلام في الشرق الأوسط، جيمي ماك جولدريك، عاد إلى غزة الأربعاء لمواصلة الجهود المبذولة للتوصل إلى اتفاق هدنة مع إسرائيل".

ووفقا للصحيفة، بعد وقت قصير من وصول المسؤول الأممي إلى قطاع غزة عبر معبر بيت حانون "إيرز"، أطلق مقاومون أربعة صواريخ على "إسرائيل". أفاد جيش الاحتلال الإسرائيلي أن صاروخين سقطا في منطقة مفتوحة، بينما تم اعتراض صاروخين من القبة الحديدية. 

وبينت الصحيفة أنه بالإضافة إلى الأمم المتحدة، تعمل مصر وقطر أيضًا على تطبيق التفاهمات السابقة التي تم التوصل إليها بين "إسرائيل" وحماس لتحقيق الهدوء وتخفيف القيود على قطاع غزة. 

وفقا لمصادر مختلفة، اتخذت "إسرائيل" مؤخرا بعض الخطوات لتخفيف القيود على القطاع الذي تحكمه حماس. شملت الخطوات توسيع منطقة الصيد وإصدار آلاف التصاريح للتجار من غزة لدخول "إسرائيل".

ونفى مسؤولون من حماس للصحيفة أنهم يعملون على التوصل إلى اتفاق جديد مع "إسرائيل". وفقًا للمسؤولين، فإن جهود الوساطة الحالية التي تبذلها الأمم المتحدة ومصر وقطر تهدف فقط إلى "تعزيز" تفاهمات وقف إطلاق النار السابقة مع "إسرائيل".

غير أن مسؤولي السلطة الفلسطينية وفتح قالوا للصحيفة إنهم مقتنعون بأن حماس تسعى للتوصل إلى اتفاق سياسي مع "إسرائيل" من أجل ضمان استمرار سيطرة الحركة على قطاع غزة.

وقال مسؤولو فتح والسلطة إن سلوك حماس يهدف أيضاً إلى استرضاء إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وتمهيد الطريق لتطبيق "صفقة القرن" في إشارة إلى خطة ترامب التي لم يعلن عنها بعد.

وقال أحمد مجدلاني، عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية: "إن القيادة الفلسطينية تتابع بقلق عميق التقارير حول هدنة محتملة بين إسرائيل وحماس.. حماس ترفض الإعلان عن تفاصيل الاتفاقية مع إسرائيل. السؤال هو: ما الذي ستحصل عليه حماس في المقابل؟ ".

وشدد مجدلاني ومسؤولون آخرون في رام الله على أن حماس تسعى لإبرام "اتفاق سياسي" مع "إسرائيل" لضمان استمرار سيطرتها على قطاع غزة.

وأشاروا إلى أن حماس قد سيطرت على قطاع غزة بـ"انقلاب" في صيف عام 2007، وبالتالي ليس لديها تفويض للتوصل إلى أي اتفاق نيابة عن الفلسطينيين.

وقال عزام الأحمد، عضو اللجنة المركزية لحركة فتح، إن التوصل لاتفاق وقف إطلاق نار في غزة "سيعمق الانقسامات" بين الفلسطينيين ويمهد الطريق لإقامة دولة فلسطينية منفصلة في قطاع غزة. 

وأضاف الأحمد: "حماس تتصرف من تلقاء نفسها ودون التشاور مع الفصائل الفلسطينية الأخرى.. ننظر إلى أي اتفاق تتوصل إليه حماس مع إسرائيل على أنه غير مشروع وضد مصالح شعبنا".

وتعليقًا على محادثات وقف إطلاق النار التي تم الحديث عنها، شجب واصل أبو يوسف، وهو عضو آخر في اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، "الخطة الخبيثة لتقويض المؤسسة الوطنية الفلسطينية". واتهم حماس بمساعدة إدارة ترامب في فرض صفقة القرن.

وقال محللون سياسيون فلسطينيون للصحيفة (لم تسمهم) إن أي اتفاق بين "إسرائيل" وحماس سيؤدي إلى تخريب مبادرة الرئيس محمود عباس لإجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية الفلسطينية التي طال انتظارها.

وقال محلل مقيم في رام الله لصحيفة جيروزاليم بوست: "من خلال التوصل إلى اتفاق مع إسرائيل، ترسل حماس رسالة مفادها أنه من المستحيل التوصل إلى أي اتفاق مع الرئيس عباس". 

وأضاف المحلل: "حماس تعرف أن الاتفاق مع إسرائيل هو وحده الذي يضمن سيطرتها المستمرة على قطاع غزة. إسرائيل تريد هدنة مع حماس، بينما يريد الرئيس عباس إبعاد حماس عن السلطة".

وقال محلل سياسي فلسطيني آخر إن أي اتفاق بين حماس و"إسرائيل" "سوف يؤدي إلى موت المصالحة الفلسطينية". مضيفا: "من الواضح أن حماس توصلت إلى استنتاج مفاده أن نزاعها مع الرئيس عباس وفتح لن يحل في المستقبل القريب".