اعرفوا اسرارهم من اعلامهم و جرائدهم..

استقالة الحريري ليست بريئة.. هل تقدم المقاومة على ضربة استباقية؟ بسام ابو شريف

السبت 02 نوفمبر 2019 01:58 م / بتوقيت القدس +2GMT
 استقالة الحريري ليست بريئة.. هل تقدم المقاومة على ضربة استباقية؟ بسام ابو شريف



استقالة سعد الحريري ليست بريئة ، بل تستند لعوامل عديدة بعضها واضح وبعضها غير واضح او (ضبابي) ، ورقة الأصلاح كانت ورطة اذا لم ينفذها سيسقط كسياسي و قائد تيار وليس كرئيس حكومة فقط ، واذا شرع في تنفيذها فهذا يعني انحيازه ضد حلفائه الذين تطالب ورقة الاصلاح بمحاسبتهم واسترداد الأموال المنهوبة منهم .

سعد الحريري استقال حتى لايضع نفسه عبر العهد في موقع المواجهة مع الولايات المتحدة و مشروع ترامب والانظمة المطبعة ، ووقع سعد الحريري في مأزق فهو ملتزم وتعهد بما اتفق عليه الرؤساء الثلاث ، فلا يستطيع التنصل من ذلك طالما هو رئيس وزراء ، وهو في الوقت ذاته حليف لواشنطن والرياض وزلمهم القوات اللبنانية ، أي المعسكر المطبع والمنسق مع اسرائيل لذلك اختار أن يستقيل حتى يبرر تنصله من الاتفاق حتى يكون “حرا” ، ومستقلا عن نهج العهد الذي تبنى استراتيجية الشعب الجيش المقاومة .
والاستقالة ليست نتيجة ذلك فقط ، بل هي نتيجة تهديد اميركي عبر حاكم مصرف لبنان بأن اجراءات امريكية قد توافق (اذا لم يذعن سعد الحريري) ، ستكون عوامل مدمرة للاقتصاد اللبناني ، وامام هذا التهديد رضخ سعد الحريري ، لكنه ترك الباب مفتوحا أمام اعادة تكليفه انما على أساس شروطه هذه المرة ، وليس شروط الأطراف الأخرى في العهد.
ونقل للحريري أن المرحلة ستنتهي ضغظا باتجاه المطالب باستقالة الرئيس ميشيل عون  وتحولت مطالب الحراك (من) (مطلبيه) ، تشمل محاسبة الفاسدين وكهرباء لبنان و زبالته والضرائب الى شعارات سياسية بحته ، وتحول المنتشر في الشارع الى “متعض” لحياة الناس وعملهم حتى وصل الأمر الى اجبار مخازن الطحين على الاغلاق .
ما قاله الذين يضحون لحماية لبنان ، ومحاربة الفساد فيه مع بداية الحراك الشعبي تبين أنه صحيح ، وأن المؤامرة كانت ركوب موجة الأحتجاج للوصول الى أهداف سياسية هي بجميعها ضرب محور المقاومة .
لكن لن تجري الرياح كما تشتهي سفن سمير جعجع أو حلفاء واشنطن وتل ابيب في لبنان .
وقد بدأت المواجهة ببيان الجيش الذي وعد بحماية المتظاهرين في الساحات العامة فقط  وطلب من المتظاهرين المبادرة بفتح الطرق .
وفي هذا البيان صيغة انذار واضح ، فالجيش لن يسمح أن يعتدي الحراك الشعبي على حرية المواطنين وسعيهم للرزق وابتياع حاجاتهم أواغلاق المخابز ليجوع الناس ، ولن يسمح بأن تصرف الأموال على موائد مترفة في الوقت الذي يمنع العمال و الفقراء من العمل لشراء لقمة العيش .
لكن الأهم هو مايجري في بعبدا .
كيف يفكرعون ؟
لا شك أن خيار عون الأول ، هو رفض الاستقالة أو تكليف سعد الحريري مرة اخرى بعد بحث صيغة الحكومة المناسبة لتطبيق بنود ورقة الاصلاح ، أما العامل الذي سيكشف لنا بما لايدع مجالا للشك عن أهداف فريق واشنطن تل ابيب اللبناني ،  فهو اصدار قرار واضح  (وهو لايحتاج الى قوانين جديدة ) : –
– منع سفر كافة المسؤولين السابقين والحاليين .
– التحقيق في ملفات فساد موجودة ومثبتة .
– المطالبة باعادة الأموال المنهوبة .
حينها سوف يكون التجمع الشعبي أمام الحقبقة : أليس هذا ماطالبوا به ؟ ، وعليهم أن يدعموا تنفيذ مايطالبون به ، والا يصبح أي تحرك خارج هذا الهدف وله أهداف تدميرية .
واذا كانت بعبدا تفكر بخطوات عملية ، فان هذا يجب ألا يعمينا عن رؤية الخطوات التي تفكر بها واشنطن وتل ابيب وشركائهما وعملائهما بلبنان ، فالجو الذي خلقه الاعلام الاميركي وحجم المراسلين الأجانب الذين وصلوا الى لبنان ونوعية المراسلين تدل على أن هنالك عملية كبيرة تعد ، وهي بصدد التنفيذ فالفرصة مواتية كما ترى واشنطن .
وتفيد معلوماتنا أن بومبيو شكل غرفة عمليات خاصة بلبنان ، وأن سي آي ايه هي والخارجية الاميركية يشرفان عليها ولابد لنا من التحذير : –
لن يكون المخطط غزو لبنان من قبل اسرائيل ، فاسرائيل تعرف ثمن ذلك لكن أسلوب السي آي ايه هو الذي سيتبع ، وهنا نشير الى تفجيرات واغتيالات قد تكون على جدول أعمال واشنطن تل ابيب ، المقاومة هي الهدف الذي تسعى له واشنطن وتل ابيب والمطبعون لضربه ولذلك نشاهد الحملات الاعلامية ضد المقاومة والاتهامات التي تكال لها ظلما وبهتانا ، وذلك لخلق الأحواء السلبية التي تتيح للأعداء فرصة التحرك ضد المقاومة دون ردود فعل شعبية واسعة !! ، وتجد الآن كلمات مثل زعران حركة أمل وزعران حزب الله .
الحقيقة أن عملاء اسرائيل ينشطون 24 / 24 لقطع الطرق ومحاولة الاصطدام بالجيش وقوى الأمن ، ومن الضروري أن تعي المقاومة مايحاك ضدها وأن تيقى أعينها مفتوحة على من يدخل لبنان من الأجانب في هذه الفترة ” الدخول منذ ثلاثة أشهر وحتى اليوم ” ، واعتبار عودة عملاء اسرائيل في جيش لحد لحظة يجب أن يدقق في من دخل من قبلهم ومن دخل بعدهم ، وعلى المقاومة مراقبة سفارات ومكاتب تابعة لسفارات المطبعين خاصة الذين توغلوا بعيدا في التطبيع ، وكذلك من الضروري معرفة ماذا بحث يوسي كوهين في الرياض وجدة بعد أن سافر من تل ابيب على متن طائرة تطير مباشرة ” لأول مرة ” ، من تل ابيب للسعودية لقد رصدت الولايات المتحدة من أموال دول الخليج مبالغ طائلة لضرب المقاومة في لبنان .
ومرة اخرى نقول ان على المقاومة ألا تكتفي بانتظار العدوان لترد بل عليها أن تهاجم لمنع العدوان ، ولاشك أن للمقاومة أصدقاء في مؤسسات الأمن والجيش وهؤلاء قادرون على مدها بالمعلومات ، لم يعد هنالك مجال للشك !
وما قاله الشيخ صفي الدين سليم فان التلكؤ في تنفيذ ورقة الاصلاح يستهدف أيضا ضرب المقاومة .
كاتب وسياسي فلسطيني