لأ مكان لهم ،،، محمد احمد سالم

السبت 26 أكتوبر 2019 11:14 ص / بتوقيت القدس +2GMT
لأ مكان لهم ،،، محمد احمد سالم



 تم تحويل غزة إلى اكبر سجن ، واكبر مصنع للشقاء والتعاسة فى العالم .. كارثة وماسأة وبطالة ، بفعل الأحتلال والتخاذل ومفاوضات خيبة الأمل.. فعل حفرنا بأيدينا حفرة ستبتلعنا جميعا ؟

العمل قيمة اساسية وصفة لا تنفصل عن الانسان والمعيار الذي يقاس به احينا ، فالعمل يرفع درجة اعتبار الذات عند البشر ويدفعهم لاحترام انفسهم ، واحترام الاخرين، و كتبنا سابقا : انه يجب معاملة الجهل والامية الثقافية معاملة التهديد الوجودى ، و معاملة الفقر والبطالة ، بنفس التحدي.

فالعمل شرف و واجبا وحياة ، والبطالة علة اخري تجعل.

بحلوقنا غصة وفى نفوسنا الم ، وفى قولنا مرارة ، وتدل على اننا نقف امام فوهة بركان ، فمنذ سنوات ونحن نرى مئات- بل آلافًا - من الشبان المتعلمين ، والعمال الحرفيين بلا عمل .

فالبطالة تعصف بشبابنا ، وتضييع حياتهم هباءً كأنهم أصفار في عالم الإنتاج , ويعد تفشيا البطالة ، واضحًا يحسه كل فردٍ في الشعب؛ إذ لا تكاد تخلو أسرةٌ من واحد أو اثنين من الشبان الذين تعلموا وأحرزوا شهادتهم ثم تعطلوا ، يقضون شبابهم في يأسٍ، وبطالة ، بخواء جيوبهم قبل فتور نفوسهم ، و إلى جنب هؤلاء , أولئك العمال العاطلين عن العمل؛ فإن عطلتهم طارئة للأزمة الحاضرة او العمل بأجرٍ منخفض للغاية .

 وعطلة الشبان المتعلمين ، ليست طارئة، بل هي مقيمة كالداء المتمكن الذي يجد من الوخامة بيئةً صالحةً يعيشُ فيها. ولنبحث عن السبب الذي يُبقيهم في عطلةٍ دائمةٍ تأكل أعمارهم وأذهانهم وصحتهم, بطالة تُلقي بشبابنا في عطلة دائمة. برغم ان الكثير منهم على مستوى من الكفاءة.

و الحرفية ، ولآن شبابنا ، يفكرون ويتحمسون بهذه الاعمار لبناء مستقبلهم ومساعدة اسرهم ، وللثقة العظيمة بنجاحهم .

ان مهمتهم لا تقل صعوبة عن الذين يقاتلون من اجل الأستقلال والحرية ، وكفاحهم، لا يقل شرفا عن القيم الشريفة التى ينضلون من اجلها.

و أوضاع شبابنا الخرجين، تُكدِّر العين، ويَضيقُ الصدر بضيق أوضاعهم. ومن الفاقة والبؤس لأولئك, ومعم الكثير من الموظفين من قطع راتبه ، ومن يتسلم ربع الراتب او اقل! قصص ومأسي يشيب من هولها الغراب ، فهؤلاء وأسرهم, امانة في اعناق المسئولين ، فهل السادة ، قد فقدوا الاحساس والشعور الانساني بعامل عاطلًا ، وخريج من عدة سنوات لا يجد عمل ، وموظف قطع راتبه المستحق او نهب بفعل فاعلا !! .

 اكيد لم يشاهدوا المسؤلين، رجلًا يسير في أسمال بالية ولا أسرة تضيق بعيشها، ولا تاجرًا مفلسًا , فلا يلقى سوى الفاقة الضاربة والضيق العام، ولا يسمع منهم غير قصة واحدة تتكرر هي قصة الآلام والحرمان والإفلاس والجوع، ويسير في الاسواق فيلقى التجارة كاسدة، ووجوه التجار كاسفة؛ لقلة الاستهلاك، وتراكم البضائع، وإلحاح الدائنين في اقتضاء ديونهم , والاغلبية الآن عاجزةٌ عن الاستهلاك؛ لأنها لا تجد المال لشراء حاجتها من البضائع، ومن هنا وفرة قضايا الإفلاس!!.

ولم يصادف المسئولين، في شوارعهم، تلك المناظر المحزنة, مناظر الفاقة والحوانيت المقفلة والأجسام الهزيلة التي تنبئ بقلة الطعام وسوء السكنى، انه امر فظيع حقا ويبعث على السخط ، ويثير غضب كلِّ مَن يفكر جديٍّا في المصلحة العامة للناس وفي الحيلولة دون هذا التدهور .

  كل هذه العوامل كفيلة بأن تدفع كل حريص على مصلحة البلاد إلى أن يجهر بصوته معلنًا اعتراضه على هذا ، داعيًا إلى إيقاف هذا التبديد الجنوني لمقدرات الشعب ، فلم يعد من الممكن تغذية الناس بالأحلام والشعارات السمينة، بل الممكن والمطلوب هو تحقيق أحلامهم البسيطة في حياة آمنة وكريمة ، فما هي حيلتنا إذن أمام كل هذه التحديات ؟ غير أنها لا تتناقض مع حتمية أن نوفر قدرا معقولا من الستر والحماية للناس. فالحكم يتطلب الكفاءة ونصيب المسؤلين عن هذه المصائب منها صفر .

 ( إن احسنتم احسنتم لأنفسك وإن اسأتم فلها )