قدر من الابتسام بعيدا عن قسوة الواقع ومرارة الحقائق .
أحد زعماء النازية وأعتقد أنه (هملر) له جملة شهيرة «عندما أسمع كلمة ثقافة، أتحسس مسدسي». أما أنا فأقول (عندما أسمع كلمة مصالحة أشعر بأنني مقبل على كارثة) كما هو الحال مع صديقي : هو مثقفا واسع الاطلاع علي التراث والثقافات الانسانية الواسعة والعميقة ، له من صفات اليسر والبساطة ، و القدرة على توجيه نقد لاذع وسخرية مريرة تتناسب مع الكوميديا السوداء ، وبمواقف. تجعل المستمع له احينا يموتون كمدا واحينا يموتون من شدة الضحك !
وهو ليس منخفض الذكاء الي الحد الذي يبدو واضحا للجميع انه مسؤول كبير ! فقد عوضه الله تعالى ، عن ضيق اليد اتسعا في الافق والفكر.
قال: عندما يقوي العقل الناقد الذي يحلل و يقارن واحينا يكشف المهرجين ، و محترفين طرق الادعاء والمحتالين وكما تعلم ، فكل مسؤول يخطئ ويصيب ومن الممكن ان يكون ضعيفا وغبيا ومهملا بل وفاسد ايضا ! فمن الوجب البلاهي هنا ان نعطيه فرصة حتى نمكنه من العبث علي نحو افضل بمقدرات شعبنا !! حينها يصبح الخطأ السياسي أكثر من جريمة، فاين القرار السلم واين التفكير الصحيح يا صديقي ؟
_ لا يوجد تفكير صحيح بمعزل عن نفوس صحيحة، التفكير الصحيح هو من صفات الحكماء، هكذا ينجح البشر في حياتهم عندما يتبنى بكل امانة وصدق اصحاب الشأن العام أمرهم ، وهكذا تنتصر ارادة الشعب .
كنت اود ان اقول له : وحضرتك مندوب من الإدارة العامة لتنفيذ إرادة الشعب ؟
لكن الصمت والاستماع له كان وسيلة ، ومجرد مساهمة للتخفيف من انفعالاته المكبوتة، شأن الكثير من شعبنا الى ان قال بهدوء:
_ هل وصلنا لطريق مسدود اين حلول العباقرة ؟ لابد من دافع قوي ومنطقي يدفعهم للمصالحة ، والتصالح والانسجام والوئام التام, بدون اتهام او ايهام ، ولابد من الهام واحسنا, يحل محل الخصام والتنافر والتنابذ والانتقام والانقسام يا سلام .. يا سلام .فاكر الانتخابات؟
_ نعم يا صديقي .. كانت انتخابات حرة من النوع الذي يستخدم مرة واحدة !
واليوم لدينا زبونا آخر من سكان المريخ ، يرفض الانتخابات
- معك حق فالتجارب السابقة في مثل هذه الحالات غير مطمئنة تماما .
- لكن قليل من المصالحة يصلح المعدة يا صديقي؟
- مصالحة مين يا عم؟.. كفاية.. بطلوا.
هناك مثل شعبي عبقري يقول «عرفت أزاي إنها كذبة..؟.. فقال: من طولها وعرضها»، انت مش مكفيك طوله اكثر من 12 سنة ! بلون تراب الطريقّ، وعرضها انت ادري منى بها؟
و تحولت كلمة اتفاق و مصالحة إلى تعويذة يتم بها طرد الأرواح الشريرة، التي تبعد الرزق والمصالح ! وهو بالضبط ما يفعله أعضاء السلطات الحاكمة، عندما تقول لك محذرة ومنذرة «دي قضية المصالحة خيار استراتيجي» هذا هو اللحن الأساسي الذي يعزفه أوركسترا الأفكار الاستراتيجية السيمفوني .. يعني حضرتك تخرس خالص.
- على كل حال شوفوا لنا يا جماعة اتفاق مصالحة.. بس يكون استراتيجي قوي) والاهم قبل هذا ان يكون مشروع للصدق والمصارحة قبل الاتفاق والمصالحة ! اسمه مشروع الصدق الجديدة مشروع هائل ومهم ومفيد وضروري.. ولا داعي لإفساده.. فطوبي لشعب تحمل من الحماقات فوق طاقة البشر ، ولا حول ولا قوة الا بالله .