أختلف وأتفق مع محمد نزال ،،، اشرف صالح

السبت 05 أكتوبر 2019 10:46 ص / بتوقيت القدس +2GMT
أختلف وأتفق مع محمد نزال ،،، اشرف صالح



 يبدو أن محمد نزال نائب رئيس حركة حماس في الخارج , يعلم جيداً أن مساجد قطاع غزة لم تختلف عن مساجد الضفة الغربية , فهي عبارة عن منابر سياسية , وخاصة في خطبة الجمعة , فهذا كان واضحاً في رسالة الإنتقاد والتي وجهها لوزارة الأوقاف في رام الله , بسبب أنها عممت على المساجد أن يكون الجزء الأخير من خطبة الجمعة , دعماً وإلتفافاً حول الإنتخابات والتي أعلن عنها الرئيس في الأمم المتحدة , ورغم أنني ككاتب  لا أعتقد أنه سيكون إنتخابات أصلاً , ولعدة أسباب ,  ولكن الحديث عن دعم  وتأييد الإنتخابات في المسجد ليس جرماً , لأن الجميع يؤيد الإنتخابات , ولأن الدعوة جائت أيضاً من جهة مختصة مثل وزارة الأوقاف , وليس من جهاز دعوي  يتبع لجماعة أو حزب , وحديث الإنتخابات ليس منبوذا كأي حديث سياسي يتم من خلاله الترويج لحزب سياسي في المسجد , إلا أن محمد نزال إعتبر أن السلطة وقعت في الخطأ , والتي كانت تنتقد الآخرين به , وهو ممارسة السياسة في المساجد , فرسالة نزال الإنتقادية للسلطة هي بحد ذاتها إعترافاً منه , بأن حركته فعلاً إستخدمت المساجد للسياسة , فصيغة نزل في الإنتقاد كانت مبنية على مبدأ المعايرة , وليس على مبدأ النفي , فنزال لم ينفي أن حركته تستخدم المساجد للسياسة , ولكنه عاير السلطة بأنها أيضاً إستخدمت المساجد للسياسة كغيرها .

أتفق مع محمد نزال بأن من يريد أن يبعد المساجد عن السياسة , فليبدأ من نفسه "للتعميم" , وأن نزال لم ينفي أن حركته "حماس" إستخدمت المساجد للعمل السياسي , بل كانت رسالته فيها إشارة الى أنه يجب أن لا تكون المساجد الفلسطينية مسيسة , خوفاً من زيادة التوتر والإنقسام , وكان إنتقاده لرام الله مبنياً على أن الجميع مخطئ بهذه المسالة , طالباً المساواة وعدم الإزدواجية من الأنظمة العربية الرسمية , ومن ضمنها السلطة الوطنية الفلسطينية كما إعتبرها وأقر بها نزال بحسب إنتقاده .

أختلف مع محمد نزال بأن الموضوع الذي تم طرحه في المسجد من قبل رام الله , كان موضوعاً عاماً ويهم الجميع , وهو الإنتخابات , ورغم أن نزال إعتبر هذا الموضوع عبارة عن سياسة في المسجد , إلا أنه لم يفرق بينه وبين أي موضوع آخر , هدفه الترويج لجماعة أو حزب معين , فأنا أرى أن طرح موضوع الإنتخابات في المسجد لم يشكل أي ضرر لأي جهة مهماً كانت , وخاصة أن الخطيب طلب من المصليين دعم وتأييد الإنتخابات , والتي هي حق دستوري للجميع .