ريفلين: بين التكليف والإعادة مجدداً! هاني حبيب

الأربعاء 18 سبتمبر 2019 01:06 م / بتوقيت القدس +2GMT
ريفلين: بين التكليف والإعادة مجدداً! هاني حبيب



في الخامس والعشرين من الشهر الجاري، سيتلقى الرئيس الإسرائيلي رؤوفين ريفلين النتائج الرسمية للانتخابات العامة للكنيست الإسرائيلية من قبل رئيس لجنة الانتخابات المركزية، وعلى اثر ذلك، سيقوم ريفلين بإجراء مشاورات مع مندوبي الكتل الفائزة في الكنيست ومن المتوقع أن تجري هذه المشاورات ببث حي ومباشر، بعد ذلك بأسبوع، سيكلف الرئيس الإسرائيلي أحد أعضاء الكنيست، استناداً إلى هذه المشاورات بتشكيل حكومة ومنحه 28 يوماً لإنجاز هذا التشكيل.
يمكن للرئيس الإسرائيلي أن يمنح رئيس الحكومة المكلف 14 يوماً إضافياً، في حال فشله خلال الفترة الأولى، إلاّ ان ذلك ليس تلقائياً، ووفقاً لتصريحات أدلى بها ريفلين، فإنه سيدرس ذلك وفقاً للظروف وربما لن يمنح المكلف بالتشكيل فترة تمديد إضافية، كما جرى الأمر إثر الانتخابات السابقة، ووفقاً للقانون، من حق الرئيس التمديد 14 يوماً أو "أقل" ويقول آخر، فإن التمديد من عدمه، يعود للرئيس، إذ بإمكانه إنهاء التكليف بعد نهاية الفترة الأولى مباشرة، وهو الأمر الذي ربما يكون الأكثر احتمالاً على ضوء تصريحات ريفلين، الذي قال، أيضاً، إنه بعد ثلاثة أيام من فشل عملية التكليف بتشكيل الحكومة، سيكون أمامه خياران: تكليف أي عضو كنيست آخر بتشكيل الحكومة، أو إبلاغ رئيس الكنيست بعدم وجود إمكانية لتشكيل الحكومة، وهذا يعني أن لا مفر من الذهاب إلى معركة انتخابية ثالثة.
جرت العادة في إسرائيل، بأن يقوم رئيس الدولة بتكليف عضو الكنيست الذي حاز حزبه أو كتلته أكثر المقاعد في الكنيست، إلاّ أن ذلك مجرد عادة وعرف، أكثر من كونه مسألة دستورية، إذ من حق الرئيس ـ نظرياً ـ تكليف أي عضو كنيست فائز بتشكيل الحكومة، فيما إذا اعتقد رئيس الدولة أنه الأقدر على تشكيل مثل هذه الحكومة، بعد الاستشارات من قبل الأحزاب والكتل الفائزة.
الخيار الآخر الذي تحدث عنه ريفلين، معركة انتخابية ثالثة، وأعتقد هنا، أنه قد لن يتم الوصول إلى هذا الخيار، ليس فقط بسبب التكاليف المالية الباهظة، ولكن لسبب أكثر بساطة، وهو أن أي انتخابات قادمة، قد تتكرر بنتائجها مع الجولتين السابقتين، دون أن تكون هناك فرصة إضافية للنجاح بتشكيل الحكومة، إضافة إلى أنه وبعد جولتين انتخابيتين يتبين أن وجود نتنياهو على رأس "الليكود"، واشتراط أحزاب عديدة بالتعاون مع "الليكود"، دون نتنياهو، من شأنه أن يشجع المتمردين على زعامته بالانقلاب عليه، مثل جدعون ساعر وكاتس، بهدف "إنقاذ الليكود واليمين والبلاد"، ما يعني إمكانية إيجاد تحالفات جديدة من شأنها النجاح بتشكيل الحكومة دون نتنياهو ودون جولة انتخابية جديدة، إلاّ أن ذلك كله يخضع لنتائج الجولة الثانية من الانتخابات البرلمانية التي أصبحت اليوم بين يدي القرّاء!

Hanihabib272@hotmail.com