يحرص ان تكون كلماته جميلة وحماسية لامعة ... لامفر من حملة عسكرية واسعة، ولهذا الغرض امنحوني ثقتكم وتعالوا للتصويت لي ! فقد صارت عبارة الحرب على غزة لأزمة ثابتة فى خطبه ، يبدو انه شرب حليب السباع ،حيث اثبت حليب السباع ان مفعوله اقوى من حليب الماعز .
الهدؤ والامان وضم الضفة واكثر ، نعم استطيع ان أقدمه لكم وافعل كل ذلك من اجلكم ،و بعض الناس تحت تاثير الخوف وكلمات الرعب تحب هذا النوع جيدا من الشعارات العبثية وغير المفهومة احينا . فى محاولة ، لترسيخ نظام الفصيل الواحد او الحزب الواحد والفكرة الواحدة، وخاصة عندما تكون براقة ومغرية جدا .
وتخفي عشرات التناقضات الحادة التى لا تتسق مع المنطق او الواقع ومعطياته ، ولذلك لابد ان تتحول هذه التناقضات فى النهاية إلى انفجار كبير ، بسبب افكار غبية واطماع فى حقوق الغير ، مع التهديد اليومى بالسير فى طريق الحرب .
فهل يفشل خبراء الطرق والكباري عندهم فى اقناع نتنياهو بخطاء هذا التصور ؟ وإنهاء حالة الحرب العقلية ، فحالة الحرب العقلية تتلبس العقل ولا صلة لها احينا بالحرب الوقعية على الارض ، هى مختلفة عن حالة القتال ، حالة تحارب فيها وتتحول الى مدفع بلا ذخيرة ، وقنبلة دخان ومسدس صوت وتتحول كل أفعالك الى صراخ.
وكما تعودت الجماهير .. متعودة دايما ، وهذه عادة شرق اوسطية قبيحة وتجسد نفاق بعص الناس ، يسمحوا ان يركب بعض الزعماء ، رؤسهم وليسمحوا له ايضا بممارسة هوايته الجميلة و المفضلة ، الجميلة ان يركب رؤوسهم ويجعلهم يموتون من الرعب ، والمفضلة هى رئاسة الحكومة وان يموت عليهم من الضحك .
سؤل هنا من فضلك ، هل كان سيسمح له بذلك لو كان فى دولة متحضرة ؟ وهو ليس فى حاجة لأن يراى ماتفعله الحرب بالبشر -- بصراحة .
إذا جاء كمرشح حزب او مرشح مستقل، فى اى دولة تحترم عقول الناخبين وموطنيها والقانون ، بطبع لن يكتفون بإرغامه على الاستقالة فقط او تقديمه لمحاكمة الفورية، لقالوا له ايضا لابد انك هارب من مركز تأهيل !
فالكثر من دول الغرب على وعي تام بأن السماح بالفساد فى الانتخابات او دائرة الدولة والسياسة مهما كان
حجمه كفيل بنهاية بلدانهم ، لذلك يعامل رجل الدولة فى الغرب بصرامة ويدفع الثمن غاليا ، اكثر من أى مواطن اخر عند اول خطأ يتم الكشف عنه .
فالبشر هم البشر، وفى كل دولة يوجد هامش للفساد الإدارى والسياسي ، يتسع او ييضيق ولكنه موجود ، وليس لدى ما يدعونى للاعتقاد بأنهم يتمسكون بالأخلاق اكثر من غيرهم.