حرب نتنياهو 1-2 بقلم / محمد سالم

السبت 14 سبتمبر 2019 11:35 ص / بتوقيت القدس +2GMT
حرب نتنياهو  1-2  بقلم / محمد سالم



تسمح تولع لي ..

كانت اقدم وسيلة للاقتراب ، او لافتعال معركة عرفتها السينما المصرية جملة تسمح تولع لي .

يحدث عندما يتعاطى الناخبين جرعة زائدة من الرعب الازرق، بقصد الحصول على اصواتهم ، وبهدف تشويه الحقائق وغياب الوعى العام .. و وحين يريد أحد المرشحين ان يضع مع برميل البارود الذي صنعه كمية من الوقود مضاف اليها كمية من الأكاذيب والأوهام ، مع الكلمات الغير مسئولة ، وخليط من المؤيدين ,ويغلق البرميل ،الى ان ينفجر فى البشر .

هو يريد ان يحصل على الحصانة او المبرر القانوني, لعدم دخوله السجن هو يقف مستمتع امام الجمهور، يتنحنح وسلك حنجرته استعداد للهتاف الشهير ، كأنه صيحة القدر الحتمي ، يبتسم لهم وللكاميرات في بلاهة وقسوة ويقول : تعلموا أنى مشغول جدا بشان الإعداد للحرب، فالعرب يريدون قتلنا انهم وحوش ولن نعطى لهم الفرصة لتمزيقنا ، الا تشاهدون ألاف الكيلومترات من الجدران والانفاق، ولم يجدى ذلك ، هنا لم يعترض احد من الحضور ولم يقول له : قبل خطابك بصوت مرتفع اعرض افكار مرتفعة ، وايضا تكون متطابقة تماما مع كلماتك ، فلا تكون من تجار الاوهام . يا نتنياهو ، فلا شيء اسهل من إيقاظ غريزة العدوان داخل البشر .

وبالتالي لم يكمل نتنياهو الخطاب ؟ الواقع أن صيحات التحذير الكثيرة قد اضافة اليها الحركة الاخيرة جو من الرعب العام . في سياق( مش لسه بقولكم و بحذاركم انهم ،عوزين يذبحونا .. افضلوا من فضلكم بسرعة على الملجأ وانا اولكم )

اعتقد ان هذا المشهد يلخص بوضوح الملامح الأساسية لحالة الحرب العقلية ، لكسب المزيد من اصوات الناخبين , ومعها لن يصمت جهاز المؤثرات الصوتية ولا البصرية في القريب العاجل.

هي حالة من الكراهية لنفسه وللأخرين هي اعلى درجات الكذب ، حالة الحرب العقلية مريحة بل وتشعره بالمتعة في غياب العقل الناقد بداخل المجتمع الإسرائيلي ، لأنها تنبع مباشرة من أقوى غرائز البشر وهى العدوان .

انها معاناة ، نتنياهو مع الحرب العقلية ، وليست الحرب الحقيقة .. بل حرب اصوات الناخبين ، حالة هستيرية من التهويل وتخويف الجمهور بهدف تحويل العقل لقطعة جمر مشتعل لا تطفئ بغير كلمات الحرب والانتقام !

مع انه مجرد اشتباك سياسي بين نتنياهو والمنافسين ، لماذا يموت فيه الأبرياء ؟ هو واثق كل الثقة ان ذلك اسهل طريق للكرسي فيرغم عقله و يرغم عقول الناخبين على الدخول في حالة هيستيريا ..و يدور الكلام براسه :

من الصعب إن لم يكن من المستحيل ان نمضى إلى الامام الى رئاسة الحكومة , دون ان يشعر جمهور الناخبين بقدر كبير من الرعب و الألم !!

فالحكم الغير متزن ، والزعيم الغير متزن الذى لا يرى الاشياء ، والناس عنده جزء من اصول الحزب ، واستبعاد القيمة الأخلاقية في السياسة ، يكن خطأ سيأسى باهظ التكاليف ، وفاتورة مرتفعة سيدفعها المجتمع الإسرائيلي ، حتما وان تأخرت لسنوات ، مع فاتورة اخرى مستحقة

بأكبر عدد من الشهداء الأبرياء ، مع إضافة عدة مئات من الألاف لأعداد اللاجئين ، وإضافة الألاف الى سجل الجرحى والمشوهين ، والمعاقين حركيا، ولم ينسي بالطبع إثراء سجل الأرامل والثكالى والأيتام ، وشعب بأكمله في شبه حياة ، خلف أسوار وجدران دولة الرعب النازي ، شعب يعيش فى ظروف لا أعتقد أن الجحيم نفسه قادر على توفيرها.

ولا ينسوا ان يضمنوا للناس أكبر قدر من التعاسة والعذاب والضياع ، والعذاب لألاف المعتقلين واسرى الحرية ، بعد التعذيب وتكسير العظام ، والحرمان من العلاج .

انه اكبر قدر من الانسحاق الذى لم يعرفه شعب في عصر حقوق الأنسان.

من فضلكم .. ما هو التعويض الذي يستطيع كل سكان الأرض ان يقدموه لشاب افقدته قذيفة نور عينه وشظايا قنبلة أقعدته عن الحركة ؟

وهل جاء الوقت الذى يؤمن فيه إنه ليس اكثر قداسة على الأرض من حياة البشر ، وأن كل الأفكار والحجج ، التي تؤدى الى قتل الناس وترويعهم ، ومحاصرتهم وافقارهم وتحويلهم إلى ضحايا ، او لاجئين ، يجبون الصحراء ،بلا كسرة خبز او شربة ماء ، افكار، لم تكن اكثر من جرائم في سجل البشر ، واصحاب هذه الأفكار مجرد مجرمين يجب تقديمهم للمحاكمة بتهمة ارتكاب جرائم حرب : جرائم ضد الانسانية.

اما انه امر صعب عليهم؟ فلم تترك لهم الكراهية والحروب مكانا في عقولهم؟ انها الكراهية التي يغديها نتنياهو ،وبعض رموز الفاشية لكسب الاصوات ، ولتبعد عنه شبح السجن .

هو يريد افتعال حرب ضد بشر ابرياء يقول انهم اعداء هو عدو الحياة ، يريد تدمير بيوت الابرياء والمرافق ومحطات المياه والكهرباء , كما فعل سابقا ، أي لابد من تدمير الحياة لإنقاذ نفسه. وبالتالي يجعل المجتمع عنده فى حالة حرب وان يكون المجتمع على استعداد للتنازل عن كل حقوقه ، وتفويضه مقابل ذلك. ممكن يتبعه البعض لكن هو لا !

فالزعماء عادة اذكى من أن يذهبوا الى ميادين القتال .