رد حزب الله: الحسابات السياسية اربكت العملية العسكرية؟ صابر عارف

الخميس 05 سبتمبر 2019 07:49 ص / بتوقيت القدس +2GMT
رد حزب الله: الحسابات السياسية اربكت العملية العسكرية؟  صابر عارف



سيكون رد حزب الله بعمليته العسكرية عصر يوم الاحد الماضي على طريق ثكنة “أفيفيم” بالقرب من الحدود الفلسطينية الشمالية. مقبولا  اذا ما وضع في سياقه الطبيعي وفي ظروفه السياسية والعسكرية المحددة ، بدون اي ،، هوبرات،، إو ادعاءات  واستعراضات اعلامية لا مبرر لها. وبالمقابل بدون إي  تشكيك مبتذل واتهامات باطلة، كالقول بان العملية بدت وكانها مرتبة بين الطرفين بدون تنسيق مباشر واقتصرت اضرارها على خسارة حديد في اسرائيل وشجر في لبنان كما قال السنيورة احد ابرز زعماء تيار المستقبل الحريري،، الناعم ،، ، فنحن إمام عملية عسكرية محدودة ومحددة باهدافها العسكرية والسياسية المعلومة ، وكما اننا لسنا أمام مسرحية مخرجة باتقان، فاننا لسنا إمام عملية عسكرية نوعية بنتائج عسكرية باهرة، والا لنشر حزب الله تصوير العملية سريعا وعلى الهواء مباشرة كما وعد سابقا سيد المقاومة حسن نصر الله ، فما احوجنا دائما وفي هذه المرحلة بالذات للدقة والموضوعية، وعلينا إن نقر ونعترف بإن شدة ودقة الحسابات السياسية المحيطة بالعملية قد فرضت نفسها على طبيعة ومنسوب الرد الذي يجب النظر اليه باعتباره جزءا من كل قادم لا محاله، ولكننا نرجو ان لا يتاخر كثيرا حتى لا نتوه مجددا في سياسة الحسابات الدقيقة والوعود الكثيرة.
العربدة الاسرائيلية كانت استفزازية في طول بلاد الشام وعرضها وبلاد ما بين النهرين العراق الذي دمر الطيران الاسرائيلي اسلحة ومعدات الحشد الشعبي العراقي فيه وهي في مخازنها ومستودعاتها.
اعتقد بان  حالة التصعيد في الجبهة الشمالية بعد رد حزب الله امس بتدمير ناقلة جنود على الحدود ردا على مقتل اثنين من عناصره قبل اسبوع في ضربة جوية نفذتها اسرائيل على سورية اضافة الى محاولة تنفيذ هجوم بطيارات مسيرة على الضاحية الجنوبية قد انتهت في هذه المرحلة . ولا إظن ان حزب الله سيفكر في هذه الفترة بعملية إخرى كما تدعي وتتحوط الجهات والمصادر السياسية والاعلامية الاسرائيلية، بمن فيهم زعيم حزب (أزرق أبيض) في إسرائيل، رئيس أركان الجيش الأسبق، بيني غانتس، الذي نقلت قناة (ريشت كان) الإسرائيلية عنه قوله:،، أعتقد أنه لن يكون هناك خيار سوى العودة إلى معركة أخرى في الجنوب،، واشك بإن حزب الله سيشكك بكفاءة رده حتى لو كانت له كما لنا ملاحظات على تنفيذ العملية، ولن يكون قادرا في حالة كهذه على اعادة تماسك الوضع الداخلي اللبناني على شرعية الرد مرة اخرى وكلنا يعلم علم اليقين هشاشة الوحدة اللبنانية تجاه قضايا من هذا النوع ، واتفهم بعمق اشادة امين عام حزب الله حسن نصرالله في خطابه الاخير قبل العملية الذي رحب فيه بموقفي الرئيس عون ورئيس الحكومة الحريري قبل تنفيذ عملية مجموعة شهيدي الحزب في سوريا، وشكرهما تحضيرا لمزيد من تماسك الجبهة اللبنانية الداخلية في مواجهة العدوان الاسرائيلي المتواصل، وإظن ان الحزب سيتعامل بمرونة مع جهودرئيس الوزراء اللبناني، سعد الحريري، واتصالاته الهاتفية بكل من وزير الخارجية الأمريكية، مايك بومبيو ومستشار الرئيس الفرنسي ايمانويل يون، طالبا منهما تدخل الولايات المتحدة الأمريكية وفرنسا والمجتمع الدولي في مواجهة تطورات الأوضاع على الحدود الجنوبية اللبنانية، لوقف التصعيد بين بلاده وإسرائيلبعد استهداف حزب الله لآلية عسكرية اسرائيلية ورد الجيش الاسرائيلي بقصف قرى لبنانية محاذية للحدود
عربدة اسرائيل في الايام القليلة الماضية على كل الساحات في بلاد الشام من غزة والضفة الفلسطينية الى العراق ومن الضاحية الجنوبية في لبنان الى كل الجغرافية السورية لم تكن عربدة وغطرسة اسرائيلية عادية ابدا، واعتقد مجددا بان رد حزب الله لم يكن بمستوى الاعتداءات الاسرائيلية الشاملة، فهو ليس بديلا عن الجيوش والقوى التي تتعرض يوميا للهجمات، وليس بمستوى طموح الجماهير  وخاصة طموح جماهير حزب الله التي رفع مستوى طموحاتها عاليا امين عام الحزب الذي سيبقى سيدا للمقاَومة، فالمعركة لم تنته بعد، وان انتهت احدى جولاتها العابرة، وارجو ان يكون الاستعداد في قادم الايام  بمستوى تحديات نتنياهو التي حددها بوضوح حاسم بعد العملية عندما قال ان حكومته ستواصل  “القيام بكل ما يلزم من أجل الحفاظ على أمن إسرائيل بحرا وبرا وجوا”.
وأضاف في تصريح صحفي “سنواصل أيضا العمل ضد التهديد الذي تشكله الصواريخ الدقيقة”. في اشارة الى صواريخ حزب الله في لبنان.
 واذا لم نكن أمام رد وتحد قاس في المراحل اللاحقة  فاننا سنخسر مصداقية المقاومة وسنعيش  أزمانا أكثر كارثية من زمني نكبة ونكسة فلسطين عامي ٤٨ م و ٦٧ م من القرن العشرين الماضي. وأكثر مأساوية من زمني الانهيار العربي بعد سقوط بغداد وبعد زحف الجهل والتكفير والتقتيل في السنوات العشرة الأخيرة.
كاتب فلسطيني
  Saberaref4@gmail.com