عصر القتل ،،، محمد سالم

الأربعاء 28 أغسطس 2019 11:37 ص / بتوقيت القدس +2GMT
عصر القتل ،،، محمد سالم



في اطار ومحاكاة تمجد الاخفاء والالتواء والخبث والتآمر، والتشجع على القتل وسفك الدماء . اطلق الإعلامي الإسرائيلي، يارون لندن، مساء الاثنين، أوصافا عنصرية مهينة للعرب، ناعتا إياهم بـ "الوحوش البشرية". وقال لندن: "العرب وحوش وقتلة، يقتلون بعضهم البعض أيضا. - جميل.. تفضل أكمل ...

هم لا يكرهون اليهود فحسب، هم يقتلون أنفسهم أولا، من اليمين إلى اليسار ومن الأمام إلى الخلف ومن الشرق إلى الغرب، عرب يذبحون عربا".  

هذا ليس كلاماً فارغاً لا قيمة له خارج مجال وظيفته كأعلامي شهير ،لترتقي لدرجة الجريمة المهنية, ولكن انظر كيف يشعر الأشخاص الذين تعد قيمة حياة الاخرين مهمشة بالنسبة لهم ، فلا يخجلون من النظر في وجوه الضحايا.

ولنا كفالة حق الرد على مسجل خطر ، مستر يارون لندن .. ادرس لنا من فضلك التغيرات التي طرأت على أفكاركم الكارثية، منذ احتلال فلسطين في العام 1948 .

امثالكم يقتل ويحرض على القتل ، ليس لأنه مدرب على القتل بل لأنه قاتل تربى على القتل، وكما تحدثنا في مقال سابق: عندما يحدث فى حكومتك ،ويترك اتخاذ القرار

 لأشخاص تتحكم في قراراتهم غريزة العدوان و لذة القتل بنفس المبررات الزائفة للفوز في الانتخابات او لتجديد و تعزيز قوة الردع التي تتآكل مع الوقت، والتي تحرص حكومتك الصهيونية على تجديدها و تعزيزها بين فترة واخرى . التجديد هنا لا يكون الا بدماء الابرياء! والفوز في الانتخابات من خلال صندوق الاشلاء! 

وفي بعض مراحل التاريخ تستخدم القضايا العظمى كغطاء يخفى الرغبة القوية لبعض الدول في ممارسة الوحشية !

كنا نأمل، يا مستر لندن, بعد عصر النهضة ان يكون عصر الحكمة، عصر حقوق الانسان ، عصر الحرية والتحرير والاستقلال ولكن بوجود احتلاكم والتهديد اليومي بالفتك بقطاع غزة وبأهله حد الافناء ، بعمليات قتل موسعة لا يستطيع المجتمع الدولي أن يفعل إزاءها شيئا غير الشجب والإدانة. ويحول ذلك للوطن لا يشعر فيها المواطن بالأمن أو بأقل قدر من الحماية، بل يكون مهددا هو وأطفاله في كل لحظة بالموت الذي تحمله له قنابل جيشك وطائراته ، وتكون النتيجة أن يهيم على وجهه في صحارى وقرى ومعسكرات دول وأوطان الآخرين.

أنها الرغبة في القتل المعطلة لكل البديهيات العقلية ، وتلك الغريزة التي تقوّتْ ، وتوحشت بسبب تراخى قبضة القانون الجنائي الدولي. فأصبح عصر القتل والقتلة.. هذا عصر القتل بوجود امثالكم. مستر يارون لندن

وعن مبدا اللذة في قتل الاخرين اوضح لك: ان الإرهابي الصهيوني يضعك في مواجهة اختيارين؛ أن يقتلك او تهاجر من ارضك من وطنك ولا اختيارا لك؟

وبذلك يكون الموت والعدم هما مصدر اللذة الوحيد لكم.

فهناك أصنافا من البشر لا تريد السلام أصلا، وأن سلامها الوحيد يكمن في أن تقتلك وأن تقتلها. دفاعا عن نفسك . . ومن حق الإنسان وأعظمها قداسة. هو الحق في الدفاع عن النفس والوطن. امام طاقات الغضب المحتسبة بداخلكم فيعذبكم الاحساس بالضآلة ،وتجسد هنا كل النوازع لإجرامية والحيوانية داخل النفس البشرية .

وبرغم من ذلك تستند دولتك ، على فن الخداع والتظاهر بالضعف والخوف والتهديد الكاذب المزعوم , فلا فرصة هنا ان يدحض عليه الاخرون ادعاءاتهم المريضة ، وليقبل بالأمر فيستمتع بالشر وبالقوة ,لإقناع الغرب بأنهم مهددون دائما ويقتلون الآخرين من أجل بقائهم !

الواقع أن مصلحتكم النفسية تتحقق عند الإحساس بالشبع الناتج عن ارتكاب الشر.. فعندما يقتل جيشك الابرياء يشعر بلذة هائلة. فهل يرجع هذا الي عقدة الاضطهاد الملازمة لكم ؟ الي ان وجهتم العالم تنصبوا العداء للكل وتنصبون افخاخ الموت والالم والفناء للأخرين وبالقوة الغاشمة والتوحش.

فمن المعروف في مجال علم النفس ان افضل الشروط لمعرفة حقيقة السلوك البشري هي عندما يفقد الانسان السيطرة على عقله ويتصرف طبقا لغرائزه .. شيئا محيرا حقا ! يجعلنا نتساءل..

لماذا يفكر شعبنا في الاستقلال والحرية وفى زراعة ارضه ويفكر الاحتلال الصهيوني في اقتلاع اشجار الحقل ويحرق الزرع ؟

لماذا يفكر شعبنا في الحرية ويحولها الاحتلال الى معتقل ؟

لماذا يحب شعبنا الحياة، والاحتلال يتدرب على ذبح البشر؟

والله أنا شخصيا لست أعرف على وجه اليقين، ولكن فرويد يزعم أنه يعرف، وأنا أثق بما يقوله هذا الرجل ليس لشهرته الطاغية ولكن لأني أخضعت كل ما يقول لنقاش نقدي طويل بيني وبين نفسي.

 حسنا.. ما هي الإجابة التي يقدمها فرويد ، يا مستر لندن؟ 

هو يقول إن كل العمليات التي تحدث داخل العقل ينظمها مبدأ اللذة.

مبدأ هنا بمعنى قاعدة أساسية، قانون، برنامج.. فرويد يقول إن هناك برنامجا مركبا في العقل اسمه مبدأ اللذة.. هو جزء من التكوين الأساسي للعقل. .. فهناك أنواعا من الناس يسعون للسيطرة والهيمنة على الآخرين وان فشلوا يتم القتل الفوري’ بهدف واحد وحيد هو أنهم يستمتعون بذلك !

ومن المستحيل على صاحب الأفكار الصهيونية , أن يكون على علاقة طيبة بالآخرين، من الممكن أن يتحالف مع أطراف أخرى، ولكن ذلك يحدث فقط بهدف العدوان على طرف ثالث.. .. هل حصلت على الدليل الآن؟. 

لتعلم من هم القتلة والوحوش البشرية. يا مستر لندن .