مستشار الملك ،،، محمد أحمد سالم

الإثنين 26 أغسطس 2019 12:09 م / بتوقيت القدس +2GMT
مستشار الملك ،،، محمد أحمد سالم



على الرغم من التقدم التقني الذي بسط من كيفية الوصول إلى المعلومة ومشاركتها، وعدد وسائل هذه المشاركة ونوع من مصادر الحصول على المعلومة، إلا أن هذا التقدم الهائل لم يستطع أن يحل محل أو حتى يقلل من قيمة قراءة الكتب بكافة أشكالها، واختيار الكتب النافعة التي تزيد الوعي وتدعم الثقافة و تكشف لنا حقائق قيمة تخص قضيتنا العادلة .

فى هذا الكتاب الذي يتحدث عن السياسة الامريكية التى لا تتغير رغم اختلاف الرؤساء وتغيرهم على مر الزمن ، كما يتحدث عن ايديولوجية السياسة الامريكية والصهيونية، وكيف انهم يحرصون على المصلحة فى المقام الاول ، وان القيمة وجودها مهمش الى حدكبير ، ويوجه نقدا حاد للسياسة الصهيونية والامريكية ! 

 التى يرا انها تشكل خطر على امن واستقرار المنطقة. ويسلط الضوء على الثقافة الامريكية والعمل السياسي والامنى بالمنطقة والعلاقات بين المجتمعات العربية والغربية ، ويتطرق لموضوع،الهيمنة الصهيونية على السياسة الامريكية ، وغير ذلك من المحاور الهامة والمشوقة التى يجب ان نتوقف عندها .

 الكتاب من النوع ،الذى يجعل عقلك مفتوحاً على مصراعي ،و يكشف السياسة الصهيونية الملتوية ، وكل سياسي يلعب ويدبر مؤمراته فى الظلام، ضد قضيتتا العادلة .. وسياسيون احق بوصف الخيانة والغدر .

 يقول رئيس محطة المخابرات المركزية، جاك اكونيل   فى كتابه بعنوان، مستشار الملك .. والذى يجد نفسه متضايقا بشكل متزايد من التوقعات بدوامة لا نهاية لها من افتعال الحروب والمزيد من الحروب فى الشرق الأوسط بسب الأحتلال الصهيوني ، ويكشف التاريخ السري للسلام المفقود..

وكما جاء فى اهم فقرات الكتاب، وبوضوح تام كيف بدء الصهاينة بمحاولة وصم نضال وكفاح شعبنا العادل.. يقول

 كان للرئيس كارتر تأثير اخر على اسرائيل ، ففى العام 1978 القي خطابا صرح فيه أن الشعب الفلسطيني يملك الحق في تقرير مصيره ، وقام عضو في السفارة الإسرائيلية، على درجة كبيرة من الدهاء ، بإرسال تقرير عن الخطاب إلى الحكومة الإسرائيلية ، مع تحذير خطير للغاية ،بأن تقرير المصير⁦: كان اميركيا بقدر ما كانت فطيرة التفاح ، وإذا انتشر لدى الشعب الأمريكي ،فإن بإمكان إسرائيل ان تطبع قبلة الوداع على الضفة الغربية ⁦

واقترح خطوة مضادة ، مشير الى ان الارهابيين ⁦لا يتمتعون بحقوق ، لذلك إذا استهلت اى إشارة إلى الفلسطينين ومنظماتهم وزعمائهم بكلمة إرهابي ، فذلك سيلغي حق الفلسطينين فى الحقوق ، ومنذ ذلك الحين فصاعدا 

قامت الحكومة الإسرائيلية بربط كل ماهو فلسطينى مع تسمية ارهابي وقد نجح ذلك . وفى الواقع ان الحرب على الإرهاب بدات فى العام 1978 من بذرة تقرير المصير ، وليس فى 11 سبتمبر من العام 2001 مع هجوم القاعدة . 

ومن اجل مفاقمة التناقضات ، فازت المنظمة الفلسطينية حماس بانتخابات فلسطينية حرة قامت على حق تقرير المصير !! 

كذلك يشير بوضوح تام الى اخطر حادث ومجزرة اسرائيلية بحق الاميركيين على يد القوات الصهيونية ، بعد اربعة ايام من الدخول فى حرب عام 1967 يقول تلقت وكالة المخابرات المركزية خبرا عن هجوم مختلف فى البحر نحو الغرب . قامت الطائرات المقاتلة الإسرائيلية وزورق الطوربيد بفتح النار على سفينة التجسس الاميركية ، يو إس إس ليبرتي ، كانت فى البحر الابيض المتوسط ، قبالة شبه جزيرة سيناء ، من اجل جمع معلومات عن وجود لأسلحة او قوات سوفيتية فى مصر ، وقد قتل 34 على الفور وجرح 170 من الأميريكيين فى ما سمي باخطر حادث فى العلاقات الإاسرائيلية الأميريكية.

واعتذرت إسرائيل على الفور ! وصفته بأنه حادث وخطاء مأساوي؟ وقد توصلت العديد من التحقيقات الرسمية الأميركية ، وكان الكثيرون فى وكالة المخابرات المركزية ، وفى وكالة الأمن القومي ، اللتين قتل موظفيهما ، يعتقدون أن الهجوم كان متعمدا . وهناك نظريات مختلفة للأسباب التي دفعت إسرائيل لمهاجمة حليفتها الرئيسية ، إذ يعتقد البعض ان السفينة ليبرتي جمعت أدلة مخابراتية عن مذبحة

وكان يجب إسكاتها. كما قال ديك هيلمز ، ان الأسرائليين قاموا عمدا بمهاجمة سفينة أميركية ، ويعتقد انهم معنيين وكانوا ويعرفون مالذي يقومون بفعله .

وقد ذكر المؤلف سؤالاً رائعاً هو سؤل ينبغي على الإسرائليين ان يطرحوه على انفسهم ، وقد كان يدور فى خلده طوال الفترة التى كان منخرطا فيها في هذا الأمر ..

مالذي يريدونه الأسرائليين ؟ ألا يريدون ان يصنعوا السلام مع اى طرف؟

انهم يستطيعون الوجود في أي حالة من السعادة إذا لم يصنعون السلام مع اي من جيرانهم ، لانهم وصلوا إلى قناعة لا يريدون فيه السلام . وقد شكل هذا لغزا ، للمك وله ولكل من عمل بهذا الشأن ، كان يعود وباستمرار إليهم قائلا ، ماذا تريدون؟ ولم يقولوا له ابدا !!