أكد مركز أسرى فلسطين للدراسات بان المئات من طلاب المدارس بفئاتها المختلفة حرموا من الالتحاق بالعام الدراسي الجديد الذى انطلق اليوم وذلك بسبب اجراءات الاحتلال التعسفية بحقهم من تغييب خلف القضبان او الحبس المنزلي .
الباحث "رياض الأشقر" الناطق الإعلامي للمركز أوضح بأن الاحتلال يعتقل في سجونه ما يقارب 230 طفل فلسطيني جميعهم من طلاب المدارس بمستوياتها ( ابتدائية – اعدادية- ثانوية) وهؤلاء كان يجب ان يكونوا مع بدء العام الدراسي الجديد على مقاعد الدراسة، ولكنهم لن يستطيعوا ان يلتحقوا كأقرانهم من الطلاب بالدراسة كون الاحتلال يحتجزهم خلف القضبان في ظروف سيئة وبعضهم يقضى احكاما بالسجن لسنوات طويلة .
وأضاف "الأشقر" بان هناك عدد أخر من الطلاب الفلسطينيين لن يستطيعوا الالتحاق بالعام الدراسي ليس بسبب وجودهم في السجون، انما لاعتقالهم داخل جدران بيوتهم تحت ما يسمى "بالحبس المنزلي" والذى يمنع الأطفال من التحرك خارج حدود المنزل الذى اصبح سجناً لهم، حتى لو كان للمدرسة، مما يحرمهم من التعليم ويهدد مستقبلهم، إضافة الى الآثار الاجتماعية التي تنتج عن قيام الاهل بممارسه دور السجان على الطفل خوفا وحفاظاً عليه من تهديدات الاحتلال، مما يهدد استقرار العائلة .
وبين "الأشقر" بان الحبس المنزلي هو احتجاز الطفل بعد الإفراج عنه من سجون الاحتلال في منزله بشكل قصرى، بحيث يوقع الاهل على تعهد بعد خروج ابنهم من المنزل طوال فترة الحبس ولا يسمح له بالذهاب الى المدرسة او زيارة اقاربه او اللعب مع اقرانه في المنطقة المحيطة بالمنزل، و يتحول المنزل الامن الى سجن مع اختلاف السجان.
وأشار "الأشقر" الى أن عقوبة الحبس المنزلي تستهدف الأطفال المقدسيين بشكل خاص، وخاصة من لا يسمح سنه الصغير من اعتقاله في السجون فيقوم باستبدال الاعتقال بالحبس الاختياري في المنزل، وهذا النوع من الحبس له انعكاسات على نفسيه الطفل ما يجعله متذمرا ومتوتراً وعدائياً بشكل مستمر، حيث يرى الطفل اصدقائه وهم يلعبون في الخارج ويمرحون.
كذلك مع بداية العام الدراسي الجديد يجد الطفل اقرانه وزملائه يتوجهون الى المدارس مبتهجين وفرحين بالحقائب والملابس الجديدة، وهو لا يستطيع ان يشاركهم تلك الفرحة، فيصبح الطفل عصبياً ويصرخ على اهله دون داعى، لأنه يعتبرهم هم من يسجنونه ويقيدون حريته، وقد يضطر الاهل خوفا على ابنهم من ضربه وتوبيخه، وهذا له اثار اجتماعية على طبيعة العلاقة داخل الاسرة الواحدة ، ويخلق حاجزا وجدارا بين الطفل وأهله .
واتهم "الأشقر" الاحتلال بتعمد تدمير مستقبل الأطفال الفلسطينيين وذلك باعتقالهم لفترات طويلة وتعريضهم للتعذيب والتنكيل خلال التحقيق، والحجز في ظروف صعبة وقاسية في السجون، واصدار احكام انتقامية بحقهم، او بحجزهم في منازلهم التي اصبحت تشكل سجون لهم، مما يعرض نفسياتهم للتحطيم ، ويهدد مستقبلهم ويزرع الامراض النفسية والجسدية داخلهم بما يخدم سياسة الاحتلال .
وطالب "الأشقر " المجتمع الدولي الذى اقر اتفاقيات حقوق الطفل التدخل بشكل حقيقي وفاعل، وإلزام الاحتلال بوقف اعتقال الأطفال الفلسطينيين، وتوفير الحماية لهم، ومعاملتهم حسب القانون الدولي الإنساني .