إسرائيل والهجرة ونحن ...! ماجد سعيد

الجمعة 23 أغسطس 2019 11:28 م / بتوقيت القدس +2GMT
إسرائيل والهجرة ونحن ...! ماجد سعيد



إسرائيل والهجرة ونحن ...! ماجد سعيد لم تكن الهجرة بالنسبة لكثير من الفلسطينيين خيارا مفضلا مثلما هي في وقتنا الحاضر، فالفلسطيني الذي عاش المنافي وما زال منذ عقود وظل تواقا للعودة الى ارضه ووطنه بعد ان ذاق مرارة الغربة وقساوتها يعيش اليوم غربة في وطنه. في غزة باتت الحياة جحيما لا يطاق، فنسب البطالة فاقت الخمسين في المئة والفقر ضرب اركان العائلات الفلسطينية دون رحمة وانعدمت الحريات فيما الامن فقد ظل مفقودا بعد ان بات ورقة مساومات الحركة الحاكمة في القطاع مع إسرائيل.

 والحال في الضفة الغربية ليس بعيدا وتحديدا لجهة البطالة وشح فرص العمل خاصة لفئة الخريجين من الجامعات وان كانت النسب اقل، لكن الازمات المتتالية السياسية والاقتصادية افقدت الشباب الامل بمستقبل آمن. مئات الفلسطينيين وربما الالاف هاجروا من غزة خلال العقد الماضي وهناك مثلهم او اكثر ممن ينتظرون الفرصة ليغادروا خاصة فئة الشباب الذين ضاقت عليهم الأرض اكثر مما هي عليه أصلا في القطاع المحاصر منذ اكثر من اثنتي عشرة سنة ليس بفعل الاحتلال وحده وانما بفعل أيدينا، وهناك قصص وحكايا عدة عمن فروا من الموت في غزة الى الموت في البحار والغربة.

وعلى الرغم من كل ذلك الا ان المؤلم والمحزن ان نسمح قادة من حماس لا يرون في الهجرة مضرة، في تناغم مع إسرائيل التي تتحدث اليوم عن إمكانية مساعدة الفلسطينيين في غزة بالهجرة الى دول اجنبية والسماح لهم بالسفر اليها عبر مطاراتها، بهدف التخلص منهم او تخليصهم كما تقول من جحيم غزة.

إسرائيل تعرف الى أي مدى وصل اليه حال الشباب في فلسطيني، هي تعرف هذه الحقيقة كما نعرفها نحن، واللوم ليس عليها في بحثها عن دول تجيرنا في هجرتنا، فهذه سياستها ونهجها منذ ان بدأت مشروعها لاحتلال فلسطين على قاعدة ارض بلا شعب لشعب بلا ارض، وانما اللوم الأكبر علينا لأننا وقفنا صامتين امام ما يعيشه الشباب من فقدان الامل، علينا ان نخجل من انفسنا كشعب يبحث عن استقلاله بكل اطيافه السياسية والفصائلية ومجتمعه المدني وجميع مكوناته ونحن نرى من يتناسون الاحتلال الجاثم على صدورنا ويمارسون هم صوره بحق أبناء جلدتهم.

إسرائيل التي هجرت مئات الاف الفلسطينيين عنوة عن أراضيهم عام 48، وما زالت تعمل على تهجير المزيد من القدس والضفة الغربية والداخل بإجراءاتها وعنصريتها، لا تريد في هذه الأرض سوى نفسها، وهي تتمنى لقطاع غزة ان يبتلعه البحر، فجحيم القطاع يضع إسرائيل امام حقيقة ظلت تخشاها واخذت وتيرة التحذيرات بقرب حدوثها ترتفع وهي إمكانية الانفجار الذي بالتأكيد سيكون نحوها، وهي تحاول تأجيله من خلال ادخال الاموال الى القطاع للتخفيف من هذا الجحيم الذي يعرينا نحن الفلسطينيين ويسقط ورقة التوت عن جميع القوى والفصائل دون استثناء.