كتب المحلل العسكري يوسي مليمان في معاريف :" لقد حصلنا مؤخرا على عدة شواهد ودلائل، تؤكد على أن المسجد الأقصى، هو العبوة الناسفة الأقوى بالمنطقة، والتي يتقلص فتيلها يوما بعد يوم. لقد عبرت الأحداث الأخيرة، خلال العشر الأواخر بشهر رمضان، عن مدى التوتر بالمسجد الأقصى، وعن تقلص فتيل الانفجار.
لقد قامت الشرطة الإسرائيلية، وبموافقة الشاباك، بالسماح للمستوطنين باقتحام المسجد الأقصى، خلال الأيام العشر الأخيرة برمضان، على خلاف العادة. لكن هذه المرة، تزامنت الأحداث بالمسجد الأقصى، مع يوم القدس العالمي، والاحتفالات بإيران، وعدة مناطق بالعالم بهذه المناسبة.
إسرائيل حاولت أن ثبتت للعالم أنها تسيطر على المسجد الأقصى، وأن سيادتها قوية بهذه المنطقة، ولقد جاء ذلك بضغط من المنظمات والأحزاب اليمينة المتطرفة، عشية اجراء جولة انتخابات جديدة. الحكومة تحملت المخاطر، والوزراء وافقوا على اقتحام المستوطنين للمسجد الأقصى.
ورغم الإجراءات الأمنية، والحراسة المشددة من قوات الشرطة، ورغم وجود كاميرات المراقبة، النتائج كانت صعبة جدا، والتي أجبرت حكومة نتنياهو على التراجع عن هذه الخطوة. وترتب على هذه الخطوة، احتجاجات سياسية من الأردن، واطلاق صواريخ من سوريا تجاه إسرائيل، ومحاولات تنفيذ عمليات طعن، اضافة الى تهديدات حماس والجهاد الإسلامي بغزة.
ولقد أثبتت هذه الأحداث، أن المسجد الأقصى هو العبوة المتفجرة الأقوى بالمنطقة، والتي يتقلص فتيلها بسرعة مع الأيام، وقد تنفجر في أي لحظة.