حصلت الولايات المتحدة الأميركيّة على معلومات استخباراتيّة تشير إلى أن السعوديّة طوّرت، بشكل "كبير للغاية"، منظومة لتطوير صواريخ بالستية بتقنيّة صينيّة، بحسب ما ذكرت شبكة "سي إن إن" الأميركيّة، الأربعاء.
ونقلت الشبكة معلوماتها عن ثلاثة مسؤولين أميركيّين على صلة بالمعلومات الاستخباراتيّة، التي تأتي في وقت تفرض فيه الولايات المتحدة عقوبات على دول لتعاونها مع الصين، بينما تضغط على دول أخرى، منها إسرائيل، لوقف شركات صينيّة عن التغلغل اقتصاديًا.
ووفقًا لمصادر الشبكة، فإنّ الإدارة الأميركيّة عمدت إلى إخفاء المعلومات الاستخباراتيّة عن أعضاء بارزين في الكونغرس، ما أثار غضبًا في أوساط الديمقراطيين، الذين سمعوا عن هذه التطورات من خارج القنوات الرسميّة الأميركيّة.
وأثار الكشف عن المساعي السعوديّة مخاوف في الكونغرس الأميركي من نشوب سباق تسلّح باليستي في الشرق الأوسط، أو أن يكون تستّر الإدارة الأميركيّة إشارةً إلى موافقة ضمنية لتسليح السعودية في مواجهة إيران.
وتراجعت العلاقات بين الولايات المتحدة الأميركيّة والنظام السعودي في أعقاب جريمة اغتيال الصحافي البارز، جمال خاشقجي، في قنصليّة بلاده بإسطنبول، في الثاني من كانون أول/ ديسمبر الماضي.
ورغم أن هدف تطوير البرنامج الصاروخي لا زال غير واضح، إلا أن الشبكة نقلت عن مسؤولين أميركيين قولهم إنّه قد يشير إلى خطوة إضافية لمساعي سعودية محتملة لإنتاج صواريخ قادرة على حمل رؤوسٍ نوويّة.
وترفض الولايات المتحدة بيع السعوديّة صواريخ بالستية، رغم أنها تعتبر من أكبر مشتري السلاح الأميركي، وتزودها بمعلومات استخباراتيّة في حرب اليمن.
وليست هذه المرّة الأولى التي ترد فيها أنباء عن خرق السعوديّة للحظر المفروض على شراء الصواريخ البالستية من الصين، في محاولة لإرسال رسائل لإيران حول قدراتها العسكريّة الصاروخيّة.
وسبق لولي العهد السعودي، محمّد بن سلمان، التصريح بأن بلاده ستسعى إلى امتلاك سلاح نووي "إن امتلكت إيران سلاحًا نوويًا"، علمًا بأن السعودية وقّعت على المعاهدة الدولية لمنع انتشار السلاح النووي".
وقالت الخارجية الصينية في بيان إن علاقات إستراتيجية تربطها بالسعوديّة في مختلف المجالات، بما فيها "صفقات التسليح التي لا تنتهك القانون الدولي".
وبداية العام الجاري، أشار تقرير لوكالة "أسوشياتد برس" إلى رصد أقمار اصطناعية لقاعدة عسكرية في عمق السعودية قد تكون مصنعا للصواريخ البالستية.
وبحسب الصور التي نشرتها صحيفة "واشنطن بوست"، حينها، فإنّ المصنع المشتبه بإنتاجه أسلحة بالستية يقع داخل قاعدة صاروخية قرب الرياض، حيث من المتوقع أن يتيح للسعودية بتصنيع صواريخ ذاتية الدفع.
وبيّنت صور أقمار صناعيّة التقطت في تشرين ثانٍ/ نوفمبر الماضي، وجود هياكل كبيرة، قال خبراء إنها "كافية لبناء وإنتاج صواريخ بالستية".