تمكن نادي برشلونة من التتويج بلقب الدوري الإسباني بشكل رسمي، مساء اليوم السبت، بعد فوزه بهدف نظيف على ضيفه ليفانتي، على ملعب الكامب نو، ضمن منافسات الجولة 35 من عمر الليجا.
وسجل هدف المباراة الوحيد، الأرجنتيني ليونيل ميسي قائد نادي برشلونة في الدقيقة 62، مع العلم أن البرغوث لم يشارك بصفة أساسية، حيث قرر إرنستو فالفيردي إراحته في الشوط الأول.
ولا شك أن برشلونة اتسم بالعديد من الخصلات التي مكنته من التتويج باللقب الثامن في آخر 11 موسماً، فصحيح أن كثيرين يأخذون على برشلونة أن الكرة تبتسم له سواء من خلال الأخطاء التحكيمية أو الحظ، إلا أن هذا الأمر مخالف للمنطق ولا ينفي حقيقة أن البلاوجرانا فريق متمرس وفريق يعرف كيف يلامس الألقاب المحلية بسهولة منقطعة النظير.
وهنا، فإن عوامل عديدة لعبت دورها في سيطرة برشلونة على لقب الليجا، ويأتي في مقدّمها قبل كل شيء الاستقرار والاستمرارية في الفريق، إذ إن التشكيلة هي نفسها تقريباً خلال التتويجات الأخيرة، وهذا عامل مهم يعكس الانسجام الكبير في المجموعة، حيث إن كل لاعب في الفريق يحفظ زملاءه عن ظهر قلب.
الميزة الأخرى في برشلونة، هي أنه أكثر من مجرد نادٍ فقد غرس مدربو برشلونة منذ حقبة بيب جوارديولا، ثقافة “الواحد من أجل الجميع والجميع من أجل الواحد”، فالكل في برشلونة بات يشعر أنه لا يذهب للعمل حين يتجه إلى مركز التدريبات أو حتى للمباريات، بل الشعور السائد هو أن برشلونة أكثر من مجرد نادٍ، إنه بمثابة المنزل ولا بد من التضحية لأجل سعادة اللاعبين والجماهير.
من يشاهد العمل الدفاعي الذي يقوم به المهاجمون في برشلونة، أو ملامح الرضا على كل لاعب يجلس على مقاعد البدلاء، أو الترابط الذي يكون السمة الأبرز بين الجميع عقب التعثر أو الخسارة، (من يشاهد) سيُدرك جيداً أن هذا الأمر كان أحد أهم الأسباب التي ساهمت في سيطرة الكتلان على الكرة الإسبانية.
ميزة برشلونة، أيضاً هي تواجد مدربين سبق لهم اللعب في برشلونة وهو ما يجعلهم يتأقلمون مع الأجواء بسرعة كبيرة، فالفريق الكتالوني خسر لقب الدوري في 2014 بسبب تعاقده مع تاتا مارتينو الذي خاض حينها أول تجربة له في الدوري الإسباني، الأمر الذي عجّل برحيله.
بصمة هؤلاء المدربين واضحة على الفريق من ناحية قدرتهم على رفع الحالة المعنوية لللاعبين وإبقائهم في القمة، أو من خلال تكتيكاتهم وخياراتهم وتبديلاتهم التي صنعت الفارق في الكثير من المباريات.
أما السبب الرئيسي والذي لن يبدو واضحاً للجميع، فهو تألق ليونيل ميسي، فقد أجمع خبراء الكرة على الأداء الخيالي للنجم الأرجنتيني الذي قدم عروضاً مذهلة في أكثر من مباراة، والأرقام تدل على ذلك.
فالبرغوث الأرجنتيني لعب 449 مباراة بالدوري الإسباني منذ ارتدائه لقميص الفريق الأول، وقد سجل خلالها 416 هدفاً وقدم 167 تمريرة حاسمة لزملائه. أما أفضل مواسم ميسي على المستوى التهديفي فقد كان 2011/2012 حين وصل إلى 50 هدفاً.
بالنسبة للعامل الرئيسي الآخر، فهو صلابة الدفاع قوة الهجوم في آنٍ واحد، فصحيح أن الفريق الكتالوني عانى دفاعياً في أكثر من موسم، إلا أنه لم يكن يتلقى نفس عدد الأهداف التي يتلقاها منافسه المباشر ريال مدريد.
أما قوة الهجوم التي يملكها البارسا، بغض النظر عن ميسي، فلا يمكن مقارنتها مع أي فريق آخر بالدوري، حتى حينما كان كريستيانو رونالدو لاعباً في صفوف ريال مدريد، لأن تواجد مهاجم هداف مثل لويس سواريز ومن قبله دافيد فيا، كان كافياً لترجيح كفة برشلونة في الكثير من المواسم.