اعتبرت صحيفة "هآرتس" العبرية، اليوم الاربعاء، أن إسرائيل تسعى لتجنب التصعيد في القدس، وخاصة ما يتصل بالحرم المقدسي، لصالح التركيز على قطاع غزة في ظل جهود لمنع حصول تدهور هناك، وبوجه خاص قبل انتخابات الكنيست.
قال عاموس هرئيل المحلل العسكري بالصحيفة، إنه رغم إلقاء الزجاجة الحارقة على موقع الشرطة في الحرم المقدسي، الثلاثاء، ورغم قرار الشرطة الرد على ذلك بإغلاق أبواب الحرم المقدسي، ليوم واحد، فإن إسرائيل، وبمساعدة الأردن، تعمل على منع تدهور الأوضاع في الحرم المقدسي، في ظل ما يجري في قطاع غزة. ورغم أن ذلك لا يقال بشكل رسمي، إلا أن سلم أولويات حكومة نتنياهو يبدو واضحا، حيث تبذل جهود كبيرة لمنع التصادم العسكري قبل الانتخابات، بعد أقل من أربعة أسابيع.
واعتبر هرئيل أن التصعيد المحتمل في القدس مقلق بحد ذاته، وبضمن ذلك الخلفية الدينية للتوتر، بيد أن خطر التصعيد يتخذ حجما أكبر لكونه ينطوي على إمكانية إشعال الأوضاع على حدود قطاع غزة، مثلما حصل مرات كثيرة في المواجهات بين إسرائيل والفلسطينيين، وكان آخرها على خلفية نقل السفارة الأميركية إلى القدس، في أيار/ مايو من العام الماضي، حيث استشهد 60 فلسطينيا خلال يومين في المواجهات مع قوات الاحتلال على حدود قطاع غزة.
وأضاف: أن الأمور تشير الآن إلى أن الأردن وحركة فتح في القدس، وهما عاملان مؤثران في مجلس الأوقاف والشؤون الإسلامية في القدس، غير معنيين في هذه المرحلة بوقوع مواجهات في الحرم المقدسي، حيث أن قضية مصلى باب الرحمة تدار بشكل ناجح.
وتابع: أن فتح مصلى باب الرحمة هو "خرق للوضع الراهن من جانب واحد"، ورغم التصريحات الإسرائيلية الحادة فإنه لم يجر العمل على إبعاد المصلين من المكان الذي فتح بعد أن أغلق بأمر من الشرطة الإسرائيلية قبل 16 عاما، علما أن محكمة الصلح في القدس قد أجلت، يوم أمس، بمدة أسبوع المداولات القضائية بشأن إغلاق المصلى، بذريعة أن الطرفين يبحثان عن حل وسط.
يشار إلى أن إسرائيل تقترح إغلاق المبنى بذريعة أنه بحاجة إلى ترميم، في حين أن شعار "الأقصى في خطر" ينطوي على قوة قادرة على إشعال الأوضاع في الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1967 وفي الداخل الفلسطيني أيضا.
وأشار عاموس المحلل العسكري، في هذا السياق، إلى التوتر القائم في الضفة الغربية، في الأيام الأخيرة، حيث استشهد شابان فلسطينيان بنيران الاحتلال، في الخليل وفي سلفيت، كما أطلقت النار باتجاه مركبة إسرائيلية.
ويضيف أن إسرائيل تسعى إلى ردع حركة حماس عن "اللعب بالنار"، بحسبه.
وفي هذا الإطار حذر عضو المجلس الوزاري المصغر، يوآف غالانت، من أن الجيش سيعمل بقوة في قطاع غزة قبل الانتخابات إذا اقتضت الضرورة.
كما أن الجيش يعمل، في هذه الأيام، على نشر معلومات بشأن نواياه للمواجهة المحتملة مع قطاع غزة.
وفي المقابل، فإن الوفد الأمني المصري يتحدث بشكل مكثف مع وسائل الإعلام الفلسطينية بشأن التسهيلات الموعودة إذا تم الحفاظ على الهدوء.
والحديث هنا عن محاولة لكسب الوقت قبل الانتخابات، عبر إدخال أموال المساعدات القطرية، وزيادة عدد تصاريح الدخول لرجال الأعمال الغزيين إلى الضفة الغربية وإسرائيل، وزيادة مخزون الوقود لشبكة الكهرباء، وتوسيع حجم التنقلات عبر معبر رفح.