بعد أنّ زعم أن الأقصى ليس بالقدس.. الاعلام العبري يحتفي بتصريحات جديدة للروائي المصري

الأربعاء 03 أكتوبر 2018 02:45 م / بتوقيت القدس +2GMT
بعد أنّ زعم أن الأقصى ليس بالقدس.. الاعلام العبري يحتفي بتصريحات جديدة للروائي المصري



القدس المحتلة / سما /

 احتفى واحتفل الإعلام الإسرائيليّ باللغة العبريّة بالتصريحات المؤيّدّة للتطبيع بين مصر والدولة العبريّة، والتي أطلقها الكاتب المصريّ المشهور، يوسف زيدان، في برنامجٍ تلفزيونيٍّ، حيثُ وصف الروائيّ المصريّ الكُتّاب والمُثقفين المصريين الرافضين للتطبيع مع إسرائيل بالـ”جهلة”، معربًا عن استعداده لزيارة تل أبيب بعد موافقة الوزارة الخارجية المصرية واتحاد الكتاب، على حدّ تعبيره.


وأبرز موقع (المصدر) الإسرائيليّ شبه الرسميّ، المُقرّب جدًا من وزارة الخارجيّة في تل أبيب، التي يقودها رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، أبرز دفاع الكاتب المصريّ الشهير، يوسف زيدان، خلال حوارٍ تلفزيونيٍّ مطوّلٍ على شاشة برنامج 90 دقيقة، عن تواصل العلاقات بين المثقفين والكُتّاب المصريين والإسرائيليين، وذلك لأنّ هذه العلاقات تخدم مصر وقوتها في المنطقة، على حدّ تعبيره.


وأوضح زيدان، كما شدّدّ الموقع الإسرائيليّ، سبب تأييده للتبادل الثقافيّ والفنيّ بين إسرائيل ومصر قائلاً: إنّ البعض يُريد إهدار عنصر القوّة الوحيد الذي تملكه مصر وهو الفن والثقافة، في إشارةٍ إلى رفض بعض الكُتّاب المصريين والعرب المبادرات الإسرائيليّة للتبادل الثقافيّ، مثل إقامة حفل بتقنية “الهولوغرام” للمطربة المصرية العظيمة أم كلثوم.


وهاجم مؤلف رواية “عزازيل” زيدان المثقفين والإعلاميين المصريين الذين ينادون ويعملون على رفض التطبيع مع إسرائيل، وقال في هذا السياق إنّ مصر تمُرّ في أزمةٍ، وإنّ رفض التطبيع يؤدّي إلى تعميق هذه الأزمة ويُضعِف مصر، بدلاً من أنْ يُعزِز قوتها ونفوذها في المنطقة. ووصف زيدان هؤلاء بأنهم “جهلة” و “غير مطلعين على الثقافة العالميّ”، بحسب تعبيره.


وردًا على سؤال الإعلاميّ محمد الباز، قال زيدان إنّه على استعدادٍ لزيارة إسرائيل وإلقاء محاضرةٍ فيها شرط أنْ يُوافِق اتحاد الكُتّاب ووزارة الخارجيّة المصريّة على الدعوة، مُشدّدًا في الوقت عينه على أنّه مُستعّدٌ لزيارة الدولة العبريّة بشكلٍ علنيٍّ، وليس من تحت الطاولة، على حدّ وصفه، لافتًا في الوقت عينه إلى أنّه إذا سافر إلى الدولة العبريّة فإنّه سيفعل ذلك من مُنطلق الدفاع عن بلده، مصر، على حدّ تعبيره. علاوةً على ذلك، وصف الروائيّ المصريّ الشهير إسرائيل بأنّها “عدوّ عاقل”، وهي التي برأيه، تقوم بتحديد سياستها في منطقة الشرق الأوسط بصورةٍ منطقيّةٍ، على حدّ قوله.


وكان زيدان، قد نشر في شهر كانون الأوّل (ديسمبر) من العام الماضي، بُعيد إعلان الرئيس الأمريكيّ دونالد ترامب عن القدس عاصمةً أبديّة لإسرائيل، رسالة الشكر التي قدّمتها له السفارة الإسرائيليّة في القاهرة، عبر حسابه على موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك”. وكانت السفارة الإسرائيليّة أعربت عن سعادتها بتصريحات زيدان عن إسرائيل التي من ضمنها أنّ المسجد الموجود في مدينة القدس ليس هو المسجد الأقصى، وفي تصريح آخر قال إنّ القدس ليست مكانًا مقدسًا.


وقالت السفارة الإسرائيليّة في رسالتها: أسعدنا سماع أقوال الكاتب والمؤرخ يوسف زيدان، ووصفه للعلاقات الحميدة بين اليهود والمسلمين حتى قبل ظهور النبي محمد صلى الله عليه وسلم، وحتى أيامنا هذه، مشيرًا إلى أنّ جذور الحروب بين الطرفين تعود إلى المتطرفين.


وعلّق زيدان قائلاً: هذا بيان مرفوع للرئيس عبد الفتاح السيسي، الذي قال ناطقًا باسم مصر: نحن نريد السلام في المنطقة، ونريد البناء لا الهدم. وهاجم زيدان بعض الإعلاميين واتهمهم بتضليل الرأي العّام في مصر والدول العربيّة، والتزييف الصريح من أجل لفت الأنظار إليهم، مُتابعًا: أرادت السفارة الإسرائيليّة في القاهرة أنْ تُشير إلينا بأنّ رسالتي وصلت إليهم، فأصدرت البيان المُرفق، وفيه إشارة وإبداء النية للسير في طريق السلام، بحسب قوله.


في الموازاة، أعلن عضو مجلس النواب المصريّ وعضو اللجنة الدينيّة، محمد عمارة، عن تقدّمه ببلاغٍ للنائب العّام ضدّ زيدان، يتهمه فيه بـ”إثارة الفتنة في المجتمع وتشويه الرموز التاريخية”، بعد “ادعائه” أنّ المسجد الأقصى غيرُ موجودٍ في القدس.


وقوبلت تصريحات زيدان بالرفض من قبل عددٍ من الكُتّاب المصريين عبر موقع “تويتر”، كما شنّ عددٌ من نواب البرلمان المصريّ هجومًا عليه بسبب تطاوله وتشكيكه في وجود المسجد الأقصى بالقدس.