نشر موقع "يسرائيل بلاس"، مقالا سلط فيه الكاتب الإسرائيلي، عكيفا ألدار، الضوء على فحوى ما تحدث به رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، في خطابه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، من التقارب العربي الإسرائيلي، بالتمترس حول الموضوع الإيراني.
وقال الكاتب الإسرائيلي، عكيفا ألدار، إن "رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو بخطاب أمام الأمم المتحدة استطاع إخفاء القضية الفلسطينية، والتمترس حول الموضوع الإيراني".
وأضاف في مقال ترجمته "عربي21"، أن ذلك يجسد "استمرارا لسلوكه المزدوج في السنوات الأخيرة: ففي اللحظة التي يناصب فيها زعماء أوروبا الانتقادات الدائمة بسبب حلفها مع طهران، فإنه يواصل تقربه من الدول العربية ومعانقتها، بزعم شراكتها لإسرائيل في مواجهة الملف الإيراني".
وأوضح أن "نتنياهو زعم أن الموضوع الإيراني قرب من علاقات إسرائيل مع الدول العربية، وقوى علاقاتهما، وهي علاقات لم أكن أحلم في حياتي أن نصل اليها، على أمل أن يتمكن في السنوات القادمة من إقامة سلام رسمي مع الدول العربية المجاورة لإسرائيل، بجانب مصر والأردن والفلسطينيين".
وتابع ألدار، الكاتب المخضرم، والرئيس السابق لمكتب صحيفة هآرتس بواشنطن، بأن "العلاقات الخاصة التي تربط السعودية بإسرائيل جاءت علامتها الواضحة في مارس الماضي، حين أعلنت الأولى عن سماحها باستخدام أجوائها للرحلات الجوية المتجهة من إسرائيل الى الشرق الأقصى، خاصة نيودلهي".
وأكد أن "نتنياهو لا يستطيع اليوم إلا أن يستقبل الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز إن أتى مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس في زيارة تاريخية إلى الكنيست، مبنى البرلمان الإسرائيلي، وهي خطوة، لو تمت، فإنها تحاكي ما قام به الرئيس المصري الراحل أنور السادات قبل 41 عاما في عام 1977".
ونقل عن "البروفيسور وليام كافانديت المستشار السابق للرئيس الأمريكي الأسبق جيمي كارتر عن ارتياح الأخير من فكرة عقد قمة دولية في القدس، بمشاركة زعماء عرب وأعضاء مجلس الأمن الدولي التابع للأمم المتحدة".
وأشار ألدار، مؤلف كتاب "المستوطنون ودولة إسرائيل"، الذي حاز على مبيعات فائقة، وتمت ترجمته إلى اللغات الإنجليزية والألمانية والفرنسية والعربية، إلى أنه "من الصعوبة التقليل من تأثير خطوة السادات، رئيس أكبر دولة عربية، في زيارته المفاجئة، لأنها عملت على تغيير الأجواء السائدة في إسرائيل، وشجعت الرغبة بدفع ثمن السلام مع مصر".
ولفت إلى أن "خطاب السادات على منصة الكنيست في حينه نشر ارتياحا في أوساط الرأي العام الإسرائيلي، وتأييدا للسلام، بما يزيد على آلاف من ساعات التفاوض بين الجانبين، ما يعني أن مخاطبة زعيم عربي للجمهور الإسرائيلي على منصة برلمانهم المنتخب تأثيرها يزيد أضعافا مضاعفة عن انعقاد قمم دولية، وخطابات في الأمم المتحدة، ومؤتمرات صحفية مشتركة لزعماء إسرائيليين وعرب معاً".
وأوضح ألدار، الذي صنفته صحيفة الفايننشال تايمز في 2006 ضمن قائمة المحللين الأكثر تأثيرا في العالم، أن "رحلة الملك السعودي والرئيس الفلسطيني إلى القدس في أواخر عام 2018 ستكون، لو تمت، أسهل بكثير مما فعله الرئيس السادات من القاهرة في أواخر عام 1977، رغم أن تلك الزيارة حولته بنظر دول المواجهة العربية إلى خائن ومتعاون مع العدو الصهيوني".
وأضاف أن "خطوات الزعماء العرب باتجاه تل أبيب تبدو مدعومة من الجامعة العربية ومنظمة المؤتمر الإسلامي من خلال التزامهما بمبادرة السلام العربية المعلنة في مارس 2002، مع العلم أن الصراع مع الفلسطينيين بقي العقبة الكأداء أمام اعتراف غالبية الدول العربية والإسلامية بإسرائيل، وتطبيع علاقاتها معها، كما يتوقع نتنياهو".
وأشار إلى أن "خطاب السادات في الكنيست تحدث عن أنه إن تم التوصل لسلام بين إسرائيل وجميع الدول العربية، فلن نستغرق أكثر من أيام حتى يتم التوصل لحل عادل للقضية الفلسطينية، ولذلك فإن الفرصة التي تحدث عنها نتنياهو لمواجهة التهديد الإيراني للمنطقة، قد يسفر عن مواجهة الجماعات المعادية من جهة، وإيجاد حل عقلاني ومنطقي للقضية الفلسطينية من جهة أخرى، بما يحفظ الطابع الديمقراطي لإسرائيل وهويتها اليهودية".