لو أردنا تسمية أفضل 5 لاعبين في تاريخ الكرة الفرنسية، فيمكننا ذكر أسماء مثل زين الدين زيدان، ميشيل بلاتيني، تيري هنري، ليليان توران، وباتريس فييرا، وربما يكون هناك أسماء أخرى، لكن هذه من يتفق عليها معظم الجماهير والمحللين، وهذا ما يقودنا للتساؤل، هل هناك لاعباً قادر على الدخول في هذه القائمة خلال السنوات العشرة القادمة ؟ أو حتى التفوق عليهم جميعاً؟
بلا شك هناك العديد من الأسماء الكبيرة في منتخب فرنسا بالوقت الراهن مثل نجولو كانتي، بول بوجبا، أنتوان جريزمان، رافاييل فاران، وجميع هؤلاء النجوم يملكون فرصة ليصبحوا ضمن الأفضل في تاريخ الديوك، خصوصاً بعد الوصول إلى نهائي يورو 2016 والفوز بلقب كأس العالم 2018، ونخص مهاجم أتلتيكو مدريد بالذكر كونه تألق بشكل ملفت في البطولتين.
لكن إن كان هناك مرشحاً لسحب البساط من زين الدين زيدان فعلاً، وأن يتربع على عرش الكرة الفرنسية، فهو كيليان مبابي مهاجم باريس سان جيرمان الذي أبهر الجميع خلال العامين الماضيين بفضل المستوى المميز الذي يقدمه سواء مع الأندية أو المنتخب الوطني.
مبابي سجل يوم أمس هدف في شباك منتخب هولندا، وقاد الديوك للفوز بهدفين مقابل هدف، رافعاً رصيده إلى 9 أهداف بقميص المنتخب، وذلك خلال 27 مباراة دولية خاضها حتى الآن، بمعدل هدف كل ثلاث مباريات.
المهاجم الفرنسي الموهوب سيبلغ عامه 20 بعد 100 يوماً من الآن، أي أن كل ما فعله حتى الآن وهو لم ينهي عامه 19، وهذا ما يدعونا للقول أنه قادر بالفعل أن يتخطى الجميع في السنوات القادمة سواء من حيث الأرقام الفردية أو الإنجازات.
على سبيل المثال، يعد تيري هنري الهداف التاريخي للديوك بـ51 هدف، وقد سجل هدفه الأول وهو في سن 20 عام، بينما يملك مبابي 9 أهداف دولية الآن وهو لم يصل لهذا السن بعد، كما ساهم بشكل مباشر في تتويج منتخب بلاده بلقب كأس العالم 2018، والكثيرين يروا أنه كان اللاعب الأفضل في الفريق.
لو رجعنا للأساطير الذين ذكرناهم في بداية المقال، سنجد أن كل واحد منهم حقق إنجاز فريد جعله يدخل قائمة الصفوة، فمثلاً إسهامات زيدان كانت في موندياليي 1998 و2006، بالإضافة إلى تألقه الملفت في يورو 2000، بينما يعتبر هنري الهداف التاريخي، في حين أن ميشيل بلاتيني هو أول لاعب يحقق للمنتخب لقباً كبيراً عندما قاد الديوك للفوز بيورو 1984، أما تورام فهو أكثر من مثل المنتخب بـ142 مباراة.
مبابي حقق لقب المونديال حتى الآن، وسجل 4 أهداف في البطولة، وخاض 27 مباراة، محرزاً 9 أهداف وصنع 6 آخرين، ولو واصل على نفس هذا المعدل خلال السنوات العشرة القادمة، فإن الأرقام سوف تتساقط تحت أقدامه، وسيصبح الأفضل في كل شيء قبل وصوله لسن الـ30 عام، وأكثر ما يحتاجه خلال العقد القادم أن يحرز لفرنسا لقباً كبيراً آخر، إما الفوز باليورو، أو تكرار نفس الإنجاز في المونديال.