غزة- معا- جمع مطار دبي الدولي شقيقين من عائلة جبريل من مخيم البريج وسط قطاع غزة بعد فراق استمر أكثر من 34 عاما.
وامتزج العناق بالدموع والسعادة بين الاخوين الطبيب الأخصائي عبدالباري جبريل والمقيم منذ 35 عاما في بلغاريا وشقيقه الحاج محمد جبريل " ابو هيثم " والذي سافر خصيصا مع زوجته وأقاربه إلى دولة الإمارات من اجل هذا اللقاء الذي طال انتظاره.
سنوات من الغربة حالت دون تمكن الدكتور عبد الباري (٥٨ عاما) من زيارة أهله في فلسطين إلا عدة مرات لم يلتق خلالها بشقيقه محمد لعمله في المملكة السعودية، ولم يتمكن كذلك من توديع اعزاء على قلبه كوالدته ووالده وشقيقه ابو طارق وابن الاخ والعم والعمة واعزاء دون ان يطبع على وجوههم قبلة الوداع الى مثواهم الاخير.
وتعود فصول القصة كما يرويها حسن جبريل والذي يرافق نجله هاشم في رحلة علاج في مصر بعد إصابته في مسيرات العودة شرق البريج من قبل قوات الاحتلال" ان اخي عبدالباري بعد أن أنهى الثانوية العامة في عام ١٩٨٧ وسافر إلى تركيا ومن ثم إلى بلغاريا حيت كان وقتها السفر عبر مطار بن غريون من خلال جواز سفر كان يطلق عليه السيبسي، وتمكن في الأعوام الأولى من زيارة أهله في غزة ولكن ظروف الانتفاضة الأولى جعلته يؤخر زيارته إلى مسقط رأسه مخيم البربج وكان وقتها قانون الاحتلال الذي ينص على انه اذا أمضى المسافر ٣ سنوات خارج وطنه دون أن يحضر يفقد جواز السفر السيبسي والهوية وهذا ما حصل مع اخي الى ان قدمت السلطة الوطنية الفلسطينية، وكان قد حصل على الجنسية البلغارية والذي مكنته من زيارة وطنه في عام ٩٨ وكان وقتها اخي ابو هيثم في السعودية ولم يلتق به ولم يره قط".
وأضاف" اخي ابو هيثم بعد السعودية استقر في مخيم البريج إلى أن شاءت الأقدار والظروف ويتوجه مع زوجته إلى زيارة اخته وابنته في الإمارات حيت قابلته في القاهرة، وكان قلقا عندما علم ان أخيه الدكتور عبد الباري سيعانقه في دبي وكان يحسب كيف سيقضي تلك اللحظات"، مشيرا إلى أن والدته ووالده واخاه ابو طارق وعدد من أفراد عائلته قد فارقوا الحياة دون أن يودعهم عبد الباري.
وكان محمد جبريل كتب على صفحته على الفيس بوك قبل لقاء شقيقه عبدالباري كلمات مؤثرة وهي" اليوم ان شاء الله وفي الساعة التاسعة من مساء هذا السبت ١-٩-٢٠١٨ ساكون في لقاء مع اخي الدكتور عبدالباري بعد فراق دام اكثر من 34 عاما في امارات الخير، لااعرف كيف سيتم اللقاء وكيف ستتم المواجهة، شعور لا اعرف كيف اصفه اتذكر ابي رحمه الله اتذكر امي رحمها الله، لا اعرف ان كنت سأقوى على الوقوف، لا استطيع تجميع افكاري ولاذكرياتي، تفكيري توقف، أسأل الله ان يجمع بيننا وبين احبتنا وان يجمع بينكم وبين احبتكم، وان لايذيقكم طعم الفراق، يارب ما إلنا غيرك يا الله وفقنا واهلينا وذرياتنا ومن قال امين، والحمد لله رب العالمين".
يذكر أن الدكتور عبدالباري جبريل قد كتبت عنه الصحف البلغارية كأفضل طبيب من اصل فلسطيني في تخصص الأنف والأذن والحنجرة على مستوى الدولة ونال العديد من شهادات التكريم من أعلى المستويات.