ماذا سرق موشيه ديان من كهف جبل طاروجة في سلفيت ؟

الإثنين 03 سبتمبر 2018 02:32 م / بتوقيت القدس +2GMT
ماذا سرق موشيه ديان من كهف جبل طاروجة في سلفيت ؟



خالد شاهين-

 هبطت الطائرة المروحية قرب جبل طاروجة شرق سلفيت، استغرب في حينها المزارع سلمان الحكواتي من هذا الهبوط المفاجئ والسريع للطائرة قرب منزله، الي ان شاهد وزير الجيش الاسرائيلي موشيه ديان يترجل منها وسط دخان احمر اللون ينبعث من الطائرة .

كان ذلك كما يروي الحكواتي- في عام 1973 ويقول : "عرفته من الغطاء الموضوع على عينه، وكانت وجهته حسب ما تبين، كهف اسفل منزلي بعشرات الامتار، حيث استخرج منه تابوتين من المرمر الاحمر لا اعرف ماذا كان بداخلهما".

وحتى ايامنا هذه، ما زالت حكاية مغارة الذهب، أو مغارة الملوك، في قرية عمورية جنوب نابلس، مسالة محيرة، حيث لا تفصح اسرائيل عما وجد بداخلها.

وعن كيفية العثور على المغارة، يقول الحكواتي: "علمنا لاحقا ان الاحتلال لم يكن هو اول من اكتشف الكهف، بل اكتشفه عدد من المواطنين بالصدفة على ما يبدو خلال حراثة الارض والعناية بها".

ويتذكر الحكواتي تفاصيل ذللك اليوم تحديدا في صيف عام 73، كنت متوجها لمنزلي مع حماري لجمع حصاد القمح؛ وتفاجأت بحضور عدد كبير من جنود الاحتلال للقرية، وكذلك هبوط طائرة مروحية عسكرية اخرجت دخانا احمر، ليخرج منها "موشيه ديان" ومن ثم توجه نحو كهف او مغارة نسميها في القرية "مغارة الذهب" او "مغارة الملوك"، وسط دهشة واستغراب كل اهل القرية وقتها والذين كانوا لا يعرفون ماذا يحصل بقريتهم وسبب حضور "ديان".

ويتابع الحكواتي: "بعد ذلك تم اخراج تابوتين اثنين من الحجارة المرمر المنحوتة بدقة وبشكل جميل لافت للنظر، ومغلقين، وتم تحميلهما في الطائرة المروحية التي غادرت على الفور، وكان اهل القرية في حلم ولا يصدقون ما يجري في قريتهم".

ويتابع: "تم نقل التابوتين الى متحف روكفلر في القدس المحتلة، وقد شاهدتما هناك، ومكتوب عليهما كتابة عبرية، وأطالب بإعادتهما إلى السلطة الفلسطينية، كونها تشكل تاريخ فلسطين، ولا يجوز سرقة التاريخ والتراث والحضارة".

ورغم تداول اهالي القرية ان ما وجد في التابوتين هو ذهب، الا ان نعمان الحكواتي رئيس مجلس قروي عمورية يشكك في هذه الرواية، ويؤكد انها رواية لا يوجد ما يؤكدها، حيث أن الاحتلال يتكتم ولا يخبر أحدا بما يوجد في التابوتين، إلا أن أهالي القرية يشيرون إلى وجود شيء ثمين فيهما، وإلا لما أتى "ديان" بنفسه ليستخرجهما ويسرقهما ويخرج سريعا من القرية.

وخلال زيارة لموقع الكهف، لوحظ حالة الاهمال والنفايات التي تحيط به، وناشد رئيس المجلس القروي ترميم مغارة "القطعة"، حيث أن ميزانية المجلس لا تستطيع ترميم الكهف والحفاظ عليه، وقد بدا عليه الاهمال وأشبه ما يكون بمكب للنفايات، رغم انه كهف مهم من الناحية التاريخية والتراثية والأثرية، وهو معلم بارز في قرية عمورية.

ويطالب مجلس قروي عمورية بعمل سياج وبوابة لموقع الكهف، وإزالة ما لحق به من نفايات، ويعتبون على وزارة الأوقاف ووزارة السياحة والآثار؛ حيث تقع المغارة في ارض تابعة لوزارة الأوقاف.

وبحسب المكتب الوطني للدفاع عن الأرض ومقاومة الاستيطان فإن عملية مصادرة الآثار تعتبر جريمة حرب بنظر القانون الدولي ومخالفة لاتفاقية جنيف الرابعة، التي تمنع تدمير أو تخريب أو مصادرة الآثار كونها ملك الحضارة الإنسانية جمعاء.