قال الخبير الإسرائيلي في الشؤون العربية،آفي يسسخاروف، إن "جميع الأطراف المنخرطة في جهود التهدئة بين حماس وإسرائيل تسعى لتثبيتها لتحقيق أجندات خاصة بكل طرف، لكن الواقع الميداني يقول إن الهدوء آخذ بالابتعاد رويدا رويدا".
وأضاف في مقال مطول في موقع "ويللا" الإخباري،ترجمته " عربي ٢١" أنه "رغم ما تقوم به مصر وقطر من خلال العمل في مسارين منفصلين حول جهود المصالحة الفلسطينية الداخلية بين حركتي فتح وحماس، فإنهما لم تحققا هذا الهدف بعد، ومع ذلك تبقى كل العملية مرتبطة بالرغبة الشخصية لمحمود عباس الذي لا يسارع في العودة لغزة للسيطرة عليها".
وأوضح أن "نتائج الجهود التي شهدتها القاهرة في الآونة الأخيرة بين الفصائل الفلسطينية لم تحقق نتائج ذات جدوى كبيرة، حتى إن زيارة المبعوث الأممي نيكولاي ميلادينوف إلى قطاع غزة تخللها تبادل اتهامات بين حركتي فتح وحماس حول السبب في فشل المحادثات حتى اللحظة، سواء في المصالحة الداخلية بين الحركتين، أو على صعيد التهدئة مع إسرائيل، وما زال العالم يتصرف بذات البرود".
وأكد يسسخاروف أنه "على صعيد الميدان فقد لوحظ في الآونة الأخيرة تراجع ملحوظ في أعمال العنف والتصعيد العسكري سواء في أعداد المتظاهرين على الحدود مع قطاع غزة في أيام الجمعة، أو في أعداد البالونات الحارقة والطائرات الورقية المشتعلة باتجاه المستوطنات الإسرائيلية الجنوبية، ومع ذلك فإن هذه الفعاليات آخذة بالاستمرار، ولو بوتيرة منخفضة".
وأشار إلى أن "الآمال بتوصل حماس وإسرائيل لتهدئة دراماتيكية وجوهرية جدية ما زالت ترى بالعين المجردة كما لو كانت فانتازيا بعيدة التحقق، ويتحمل هذا الإخفاق عددا ليس قليلا من الأطراف والجهات المنخرطة في هذه الجهود، وفقا لخمسة أسباب رئيسية".
وضرب الكاتب على ذلك مثالا بإحدى الإشكاليات التي تواجه نجاح هذه التهدئة بحسب ما وصفها، "بالحرب الدبلوماسية بين مصر وقطر حول من يحصل على امتياز تحقيق التهدئة، أو بكلمات أخرى من ينسب إليه النجاح في إنجاز التهدئة أو المصالحة، ورغم أن الدوحة والقاهرة تعملان بمسارين منفصلين لتحقيق تلك الأهداف، فإنه لا يبدو أن أيا منهما نجح بالوصول لما يسعيان إليه".
ثاني هذه الأسباب، يكمن وفق قوله في "الانقسام القائم بين حركتي فتح وحماس، والسبب الثالث العداء المستحكم بين إسرائيل والحركة التي تسيطر على قطاع غزة، أما السبب الرابع فيتركز في أن كل هذه الجهود والمساعي المحلية والإقليمية والدولية لإيصال حماس وإسرائيل لتسوية ما تصطدم بعدم وجود رغبة حقيقية لدى عباس الذي لا يجد نفسه مندفعا باتجاه العودة لقطاع غزة، على الأقل وفق شروطه التي يعلنها دائما".
وختم بالقول إن "شروط عباس على حماس تتلخص في تنازل الحركة عن كل مؤشرات القوة في غزة، وتفكيك الذراع العسكرية من سلاحها، ونقل كل الوسائل القتالية التي تملكها الفصائل الفلسطينية إلى الأجهزة الأمنية التابعة للسلطة، ما يعني تحقيق الحلم الوردي لإسرائيل، التي تشهد ذاتها سببا خامسا لعرقلة جهود التهدئة مع حماس، فهناك فيها من يتهم عباس بإعاقة هذه المساعي في التوصل لتلك التهدئة، وهناك في الوقت ذاته من يرغب بتعزيز موقفه ومطالبه".