اعتبر عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية أحمد مجدلاني، أن ما يجري من مفاوضات تقوم بها حركة حماس هي من حيث المبدأ غير شرعية وغير قانونية، لأن حماس ليس لها أي صفة تمثيلية للشعب الفلسطيني.
وأوضح مجدلاني في تصريح لإذاعة "صوت فلسطين" أن جُل ما تسعى له حماس منذ الانقلاب عام 2007 وحتى اللحظة الراهنة، هو تثبيت ركائز حكمها في قطاع غزة ونيل الاعتراف الإقليمي والدولي بها كقوة أمر واقع موجودة في غزة.
وأضاف أن الفرصة حانت الآن أكثر لوجود مشروع أميركي سمي بصفقة القرن، لفصل قطاع غزة عن الضفة أو ما من خلال إقامة كيان سياسي في قطاع غزة أو ما يمكن تسميته بحكم ذاتي موسع، حسب ما أعلن عنه أحد مساعدي الرئيس الأميركي دونالد ترمب.
وقال مجدلاني إن الهدف الرئيس مما تسعى له حماس طيلة الفترة السابقة، هو الوصول لاتفاق تهدئة يشكل جسرا للعبور إلى ما تسمى بصفقة القرن، أو إلى أن تكون شريكا في أي صفقة سياسية في المرحلة المقبلة.
وأشار إلى أن القيادة أبلغت الأشقاء في مصر بأن الأولوية القصوى بالنسبة لنا هي إنهاء الانقسام وطي هذه الصفحة السوداء من تاريخ شعبنا والتركيز على المصالحة الوطنية كمدخل لمعالجة كافة القضايا التي يعانيها أبناء شعبنا في غزة، وخاصة الموضوع الإنساني والإغاثي الذي أصبح ذريعة للتدخل الأميركي ولتدخلات إقليمية أخرى استخدمتها تمهيدا لهذه الصفقة.
وقال مجدلاني إن الموضوع بالنسبة للقيادة هو قيد النقاش مع الأشقاء في مصر، وتم إبلاغهم بالجاهزية لاستكمال المصالحة طبقا للورقة المصرية الأخيرة، وعلى ضوء ذلك يتحدد الموقف من أي اتفاق تسعى له حركة حماس.
وفيما يتعلق بمضمون اتفاق التهدئة، أوضح مجدلاني أن الحديث يدور عن مفاوضات جديدة لهدنة وليس تهدئة، مشيرا إلى اتفاق التهدئة وإعادة إعمار غزة الذي جرى عام 2014 مع منظمة التحرير وشاركت فيه حركتا حماس والجهاد الإسلامي.
وقال: السؤال المطروح الآن هو هل هذا الاتفاق ما زال ساري المفعول أم لا؟ مبينا أنه إذا كان هناك إشكاليات تتعلق بالاتفاق فمن الممكن معالجتها أو تطوير الاتفاق بذات الصيغة التي كانت عام 2014 برعاية مصر.
وأشار مجدلاني إلى أن بعض الفصائل التي قالت حماس إنها فصائل مقاومة، شاركت في مفاوضات التهدئة ما هي إلا فصائل ولدتها من جسمها أو من بعض الفصائل السلفية المتطرفة في قطاع غزة، واصفا إياها بشاهد الزور غير الموثوق به والمطلوب منه أن يكون شاهدا على عبور حركة حماس لاتفاق مع إسرائيل.
وقال إن الحديث عن ميناء ومطار في إيلات يأتي في إطار سياسة الفصل لا أكثر ولا اقل، وهو رمز من رموز التبعية والانفصال عن الوطنية، مشددا على أن الأهم هو أن نبني ميناءنا ومطارنا على الأرض الفلسطينية.
وكشف مجدلاني عن اجتماع للجنة التنفيذية لمنظمة التحرير يوم الثلاثاء المقبل في الثامن والعشرين من الشهر الجاري، سيكون على جدول أعماله الكثير من القضايا أهمها تصريحات الرئيس الأميركي الأخيرة بشان القدس والاستيطان والمصالحة.
وأوضح عضو اللجنة التنفيذية أن اللجنة ستبحث في قرارات المجلس المركزي لوضع جدول زمني وآليات لتطبيق قراراته، معربا عن أمله بأن يكون خلال الفترة القادمة مجموعة من القرارات الحاسمة في إطار المصالحة واستكمال الجهد السياسي والدبلوماسي والمسار القانوني في مواجهة المشروع الأميركي الإسرائيلي.