هذه الورقة من إعداد كل من: انتماء السدودي، شيرين حميدات، محمد الهندي، مي عيد، ضمن إنتاج المشاركين/ات في البرنامج التدريبي "إعداد السياسات العامة والتفكير الإستراتيجي" 2018 الذي ينفذه مركز مسارات.
مقدمة
تأسست وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى "الأونروا"، بقرار صادر عن الجمعية العامة للأمم المتحدة (رقم 302) بتاريخ 8/12/1949، بهدف تقديم برامج إغاثة وتشغيل للاجئين الفلسطينيين الذين هُجِّروا من ديارهم قسرًا العام 1948.
يشير الموقع الرسمي للأونروا إلى أنها تقدم خدمات لنحو 5.9 لاجئ فلسطيني، وتوفر التعليم للطلبة في مدارسها الـبالغ عددها 711، وتوفر العلاج الصحي في عيادتها الـبالغ عددها 143، كما توفر تعليمًا فنيًا ومهنيًا في جميع معاهدها.[1]
تحصل الأونروا على الدعم من الدول الأعضاء في الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي والحكومات الإقليمية، وتعتمد على المنظمات المجتمعية الصغيرة والمنظمات غير الحكومية الدولية التي تقدم خدمات طوعية للأونروا، والشراكة مع منظمات أخرى، ومع ذلك تعاني الوكالة من عجز كبير في ميزانيتها، بسبب تزايد عدد اللاجئين، وتفاقم أوضاعهم المتردية في كافة أماكن عمليات الأونروا. ومما زاد الأمر سوءًا القرار الذي اتخذه رئيس الولايات المتحدة الأميركية دونالد ترامب بتقليص الدعم المقدم للوكالة.
رابط لتحميل الورقة أو قراءتها مع الرسوم البيانية
حقائق مهمة
خفّضت الولايات المتحدة دعمها للوكالة إلى 60 مليون دولار أميركي من دعم قدره 125 مليون دولار كان من المقرر تقديمه في كانون الثاني 2018.
تسبب هذا التقليص بعجز قدره 200 مليون دولار، من شأنه التأثير على كمية المواد الأساسية المقدمة للاجئين الفلسطينيين، فضلًا عن تأثيره على تمويل المدارس في الضفة الغربية وقطاع غزة.
بلغ إجمالي الدعم الأميركي للأونروا في العام 2017 أكثر من 350 مليون دولار، وهذا يعني أن التقليص يهدد مستقبل 525 ألف شخص ممن يتلقون التعليم في 700 مدرسة تابعة للأونروا. [2]
تقدر ميزانية الأونروا المخططة بأكثر من مليار دولار للعام 2018، وفقًا لمؤتمر المانحين الذي عُقد في بروكسل في نيسان 2018، ويقدر العجز في الميزانية بنحو 446 مليون دولار.
عُقد مؤتمر المانحين في روما في آذار 2018، وحَمَلَ اسم (الحفاظ على الكرامة، وتقاسم المسؤولية، وحشد العمل الجماعي من أجل دعم الأونروا) ، وخلال المؤتمر حصلت الأونروا على دعم قدره 100 مليون دولار.[3]
قامت دول عدة بتقديم الدعم للوكالة، إذ تبرعت النرويج وتركيا وكندا بمبلغ إجمالي قدره 200 مليون دولار للمساهمة في تغطية عجز الميزانية.
تقوم المنظمة بعمل الاتصالات اللازمة لتوفير الدعم من منظمة التعاون الإسلامي والبنك الدولي والبنك الإسلامي للتنمية، من أجل إيجاد مصادر بديلة للدعم.
تداعيات تقليص الدعم الدولي على خدمات الأونروا
توقف التعليم لنحو 37 ألف تلميذ وتلميذة ويحرم ما يقارب 3100 موظف من أعمالهم.[4]
توقف برنامج الرعاية الصحية الأولية الذي يوفر الخدمات في 27 عيادة صحية، كما أن برنامج الإغاثة والخدمات الاجتماعية الذي يوفر الخدمات لنحو 61 ألف لاجئ يعيشون تحت خط الفقر، وغيرها من الخدمات التي تقدمها الوكالة على مستوى البنية التحتية وتحسين المخيمات وبرامج القروض؛ جميعها مهددة بالتوقف، الأمر الذي سينعكس سلبًا على الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية للاجئين.
سيتأثر من التقليصات نحو 32500 لاجئ فلسطيني مهجر من سوريا إلى لبنان منذ العام 2011[5]، لا سيما أن صندوق الطوارئ للمساعدات النقدية التي توزع عليهم شهريًا مهدد بالنضوب قريبًا، وهذا سيفاقم من معاناتهم.
لا يؤثر التقليص فقط على اللاجئين الفلسطينيين، وإنما أيضًا على الأمن الإقليمي، في وقت تشهد المنطقة العديد من المخاطر والتهديدات، خاصة خطر ازدياد التطرف.
التوصيات
دعوة الأسرة الدولية للعمل على رصد موازنة دائمة للأونروا، وإلى حين ذلك العمل على دعم عاجل لموازنتها، وتحويل مخرجات مؤتمرات المانحين إلى حقيقة على أرض الواقع.
تنفيذ حملات وطنية ودولية، تضمن التدخل من أجل تغطية أي عجز في ميزانية الوكالة.
التأكيد على ألا تتضمن أي خطة احتواء انتقاص من دور وعمليات الوكالة الحالية.
دعوة إدارة الأونروا للتعبير عن رفضها لكل المخططات الرامية إلى تصفية دورها عبر التقليص التدريجي لخدماتها.
حشد الضغط الكافي لحث الولايات المتحدة على التراجع الفوري عن إجراءاتها.
المصادر
[1] موقع الأونروا www.unrwa.org
[2] Statement by UNRWA Commissioner-General Pierre Krähenbühl, Unrwa, 17/1/2018. bit.ly/2DdzXh8
[3] Palestinian U.N. aid still $200 million short after Trump cuts, Reuters, 24/4/2018. reut.rs/2JD94tF
[4] الهيئة (302) تحذر من إمكانية توقف خدمات "أونروا" في لبنان، فلسطين أون لاين، 22/2/2018. bit.ly/2vNcvpg
[5] المصدر السابق.