نشر موقع صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبري، اليوم الأربعاء، تقريرا حول شخصية الرجل الأهم في منطقة الصراع بين الفلسطينيين والإسرائيليين والذي قال أنه يحاول إنقاذ قطاع غزة.
وركز التقرير على شخصية البلغاري نيكولاي ميلادينوف مبعوث الأمم المتحدة لعملية السلام في الشرق الأوسط، والبالغ من العمر (47 عاما)، ووصفه بأنه أحد أبرز الوسطاء الدوليين في السنوات الأخيرة وتقع على عاتقه مهمة حاسمة لمنع حرب في غزة بين إسرائيل وحماس، وإعادة بناء وتأهيل غزة.
وأشار التقرير إلى أن ميلادينوف بدأ ذات شخصية محورية منذ الأحداث التي بدأ يشهدها السياج الحدودي في نهاية شهر مارس/ آذار الماضي، والمسيرات التي تنظمها حماس وتوجيه البلالين والطائرات الورقية الحارقة. مشيرا إلى أنه بذل جهودا كبيرة من أجل منع حدوث انفجار وتوسط بين إسرائيل وحماس أكثر من مرة بدعم مصري ومن أطراف عدة.
ووفق التقرير، فإن ميلادينوف منع مواجهة عسكرية حتمية في ال 20 من يوليو/ تموز الماضي بعد أن قتل جنديا قنصا على الحدود، وهو أول جندي يقتل منذ حرب 2014 على طول حدود القطاع. مشيرا إلى أن ميلادينوف تحرك فورا وأجرى اتصالاته مع حماس والإسرائيليين ووضع حدا لتدهور الأوضاع.
وبحسب التقرير، فإن في إسرائيل هناك إجماع على أن ميلادينوف هو المبعوث الأممي الأكثر حيوية للأمم المتحدة في السنوات الأخيرة في المنطقة. مشيرا إلى أن في إسرائيل كانوا ينظرون لمبعوثي الأمم المتحدة أنهم مؤيدين للفلسطينيين ويتعاملون معهم بحذر وهذا ما جرى مع بداية مهمة ميلادينوف في عام 2015، والذي كان من قبل ممثل الأمم المتحدة في العراق، ووزيرا للخارجية في بلغاريا.
ويقول مسؤولون كبار في تل أبيب أن ميلادينوف شخصية طموحة جدا ويتدخل في جميع القضايا ولديه حكمة ودراية بجميع الأمور ومنخرط بشكل كبير بالسياسية وحتى في سياسة إسرائيل، ويرفع باستمرار تقاريره إلى مجلس الأمن وأمين عام الأمم المتحدة.
ويشير التقرير إلى أن ميلادينوف جاء مبعوثا بدلا من روبرت سيري الذي طالب وزير الخارجية الإسرائيلي حينها أفيغدور ليبرمان بطرده بتهمة تقديم الأموال لحماس عبر قطر.
ويقول التقرير أن ميلادينوف نجح فلسطينيا في اختراق الأبواب بعد مهمة ليست سهلة وتمكن ببطء من استعادة الثقة معهم وإظهار نفسه على أنه وسيط نزيه، وكسب ثقة حماس والسلطة الفلسطينية كما كسبها من إسرائيل، ولذلك نجح عدة مرات بوقف إطلاق النار.
وأشار التقرير إلى انتقاداته المستمرة لحماس وإسرائيل، وأنه يعاني في بعض الأحيان من مواقف السلطة ضده، كما أنه كان على علاقة مسبقة مع ليبرمان حين كان وزيرا في بلغاريا.
وقال التقرير أن ميلادينوف لديه خط ساخن مع المصريين وحماس وإسرائيل، وأنه على تواصل مع إسماعيل هنية والمخابرات المصرية وليبرمان ومئير شبات ونداف أرغمان وحتى بنيامين نتنياهو لمنع أي تدهور مشيرا إلى أن إسرائيل ترى فيه أنه رجل يمكن من خلاله إيجاد ترتيب بشأن الوضع في غزة وأن حماس أصبحت جاهزة أكثر لمثل هذا الترتيب الذي يجد ترحيب أميركي، وترى فيه الإدارة الأميركية وفريق ترامب للسلام بأنه عنصر هام من أجل تنفيذ خطة "غزة أولا"، والتي تشمل إعادة تأهيل القطاع بتوفير مشاريع اقتصادية كبيرة وإنهاء معاناة السكان.
وبحسب التقرير، فإن المصريون يعملون على ترتيب هادئ مع ميلادينوف من أجل المصالحة وإعادة السلطة لغزة، والعمل على شق آخر لإعادة الإسرائيليين وبناء ميناء للبضائع في مرحلة لاحقة.
وتقول مصادر مقربة من ميلادينوف، أنه يأمل بأن تكون نقطة نجاحه في الصراع الفلسطيني- الإسرائيلي، بداية للعب دور رئيسي في الساحة الدولية، وربما يتطلع لأن يكون وزير خارجية الاتحاد الأوروبي أو منصب رفيع آخر في الأمم المتحدة.
وتقول مصادر إسرائيلية أن العالم كله ينتظر من ميلادينوف حل أزمة غزة بما في ذلك حكومة ترامب وحماس وإسرائيل والسلطة الفلسطينية ودول الخليج ومصر التي تعد لاعب مهم لمساعدته في ذلك، كما أنه يحظى باحترام وتقدير من الاتحاد الأوروبي. وفي إسرائيل يقولون عنه إنه "الشخص المناسب في المكان المناسب".