أوصى مشاركون خلال اختتام لقاءًا حواريًا بعنوان "تعزيز افاق العمل الإنساني أوقات الطوارئ" بضرورة العمل على إبراز وتعزيز الدور الإرشادي للمؤسسات الدينية باعتبارهم شركاء مهمين للمنظمات الإنسانية انطلاقاً من الدور المحوري في تعزيز احترام القيم الإنسانية وحماية المدنيين أوقات الطوارئ من نزاعات مسلحة وكوارث طبيعية، الى جانب نشر ثقافة العمل الإنساني المتمثلة في الإنسانية والحيادية والاستقلالية وعدم التحيز باعتبارها قواسم مشتركة بين كل الفاعلين في العمل الإنساني.
وطالبوا خلال الورشة التي نظمتها الإدارة العامة للوعظ والإرشاد بوزارة الأوقاف بالتعاون مع اللجنة الدولية للصليب الأحمر في غزة بمشاركة عدد من الخطباء والوعاظ وشخصيات مفكرة وأعضاء من اللجنة بضرورة التنسيق والتعاون المشترك بين كافة الأطراف الفاعلة في العمل الإنساني أوقات الطوارئ من قيادات دينية ومجتمعية ومنظمات إنسانية محلية ودولية بما يعزز الجهود المبذولة لحفظ الكرامة الانسانية ويحسن من تقديم الخدمات الضرورية، من خلال تطوير آليات التواصل الواضحة والممكنة بين الجهات الفاعلة في العمل الإنساني لتسهيل القيام بالمهام بفاعلية والوصول إلى الأهداف في أسرع وقت.
وأوصى المشاركون بضرورة أن تبادر وزارة الأوقاف على العمل لصياغة رؤية شرعية إسلامية مؤصلة ومحكمة تتعلق بالعمل الإنساني أوقات الطوارئ. والعمل على وضع خطوات عملية للتغلب على الصور النمطية المغلوطة للمنظمات الدولية العاملة في المجال الإنساني والشروع في إجراءات بناء الثقة اللازمة بينها وبين المجتمعات المحلية من خلال توضيح الدور الذي تقوم به وحثهم على ضرورة الابتعاد عن الممارسات السلبية اتجاههم التي تؤدي الى عرقلة عملهم.
بدوره أكد مدير عام الوعظ بالوزارة د. يوسف فرحات أن عقد هذه الفعالية يأتي للتأكيد على المبادئ الأخلاقية السمحة التي رعاها الإسلام، وانسجاماً مع رسالة الوزارة بنشر ثقافة التسامح والرحمة والمحبة والتعاون بين أفراد المجتمع. مؤكدًا أن وزارته منفتحة على المجتمع، وهي على استعداد للتعاون مع كل مؤسساته وأفراده من أجل خدمة الإنسان الفلسطيني.
وشدد فرحات على الدور الريادي لخطباء الأوقاف عبر المنبر المسجدي، من خلال نشر ثقافة البذل والعطاء والإغاثة والخدمة والعمل التطوعي الإنساني بين أبناء شعبنا، داعيًا الى ضرورة بث الروح المعتوبة العالية التي تدعو إلى الترابط والاحسان والتكافل رغم الأوضاع الصعبة التي يحياها شعبنا.
من جهته أوضح رئيس البعثة الفرعية للجنة الدولية للصليب الأحمر بغزة (جيلان ديفورن) أن هذا اللقاء يأتي للمشاركة بالآراء والتوافق على دراسة عدة مواضيع تتعلق بآليات تعزيز افاق العمل الإنساني أوقات الطوارئ ودور الصليب الأحمر وخطباء المساجد في ذلك، مؤكدًا أن هذا اللقاء سيلقى نجاحًا كبيرًا إذا ما تُرجمت توصياته على أرض الواقع.
كما وثمن ديفورن دور وزارة الأوقاف في تعزيز هذه الثقافة وتفعيلها وتغطية الجوانب الإنسانية فيها، مؤكدًا على التزام الصليب الأحمر بدوره ومهمته إزاء هذا الجانب خاصة مع أهل غزة.
وقدم ديفورن شكره وتقديره لوزارة الأوقاف والدعاة والعلماء على التعاون المشترك، ودورهم ومساهمتهم الفاعلة في إنجاح هذا اللقاء.
وقد تضمن اللقاء ثلاثة محاور استعرض المحور الأول فيها مفاهيم ومبادئ أساسية حول العمل الإنساني، كما وتناول المحور الثاني العمل الانساني المشترك: تكامل الأدوار والمسؤوليات، في حين تضمن المحور الثالث التحديات المعاصرة للعمل الإنساني أوقات الطوارئ