في ظل فشلها في توفير حل للطائرات الورقية المحترقة وتصاعد حالة الضغط والغليان داخل عشرات المستوطنات حول قطاع غزة، صعدت إسرائيل تهديداتها لغزة وحملتها الدعائية ضد حركة حماس، التي حولت هذه الطائرات الى «سلاح استراتيجي» وفق اتهامات إسرائيلية. وصّعد رئيس حكومة الاحتلال، بنيامين نتنياهو، لهجته، متوعدا بالتصعيد العسكري ضد غزة وتشديد قوة الرد الإسرائيلي على أي هجوم منه،
فيما أشارت تقارير صحافية إلى أن قيادة جيش الاحتلال أعدت سيناريوهات مختلفة تتعلق بالقطاع وعرضتها على القيادة السياسية بانتظار اتخاذ القرارات. وتكرر أوساط سياسية وعسكرية دعواتها إلى استئناف عمليات الاغتيال بحق القيادات الميدانية لفصائل المقاومة.
وفي ظل تصاعد التوتر واقتراب عدوان جديد يعتبر المعلق بن درور يميني أن إسرائيل بخلاف تصريحات قادتها ليست مستعدة بعد للحرب لأن المواجهة الحقيقة تكمن في الحلبة السياسية بالإضافة للعسكرية. ويقول إن كتائب المتظاهرين في باريس وبوسطن وستوكهولم ولندن جاهزة وانتهت من تحضير اللافتات. وتابع «ما تحرزه إسرائيل في الحلبة العسكرية يسلب منها في الحلبة الدبلوماسية».
ويرى أن حربا جديدة هي آخر ما تحتاجه إسرائيل اليوم رغم الطائرات الورقية الاستفزازية والمحبطة، علاوة على ضرورة وقف القذائف من غزة.
ويضيف «إن كان لا بد من الحملة العسكرية فليس الآن لأنها لن تسوي أي مشكلة اليوم, أي حملة عسكرية تهزم حماس عسكريا دون شرعية دولية نتيجتها معروفة سلفا كما حصل في جولات سابقة, ولذا يدعو بن يميني صاحب التوجهات اليمينية للاستعداد للمعركة على الوعي والرواية في العالم.
ولهذا الغرض يدعو لتقديم اقتراح على حماس بإزالة الحصار وتطوير غزة مقابل نزع سلاحها. ويضيف «حماس سترفض العرض العلني وهذا سيمنح إسرائيل فرصة لتعبئة بطاريات شرعيتها وسحب البساط من تحت أقدامها.
فالعرض المرفوض من حماس سيبرز عدالة موقف إسرائيل لدى الرأي العام العالمي بقدر كبير. ويزعم أن إلحاق الهزيمة بحماس مهم، ولكن ليس سهلا. ويقول إنه حتى تنجح إسرائيل بذلك عليها أن تنصب فخا دبلوماسيا لحماس قبل المواجهة العسكرية.
ويخلص للقول إنه كلما كان العرض الإسرائيلي المعلن لحماس أكثر سخاء فإن الفخ يكون قاتلا أكثر، وبدون ذلك فإن المواجهة القادمة ستنتهي كما انتهت جولات سابقة: مواجهة محدودة وزائدة وغير مؤثرة «.
واعتبر المحلل العسكري لصحيفة «هآرتس»، عاموس هرئيل أن حركة الحماس» ستعتمد «إطلاق البالونات المتفجرة والطائرات الورقية الحارقة كخيار استراتيجي» خلال الفترة المقبلة. وخلافا لما يعلن رسميا كشف أن القيادة العسكرية للاحتلال أوصت المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر للشؤون الأمنية والسياسية، بتجنب الرد بقوة والحرص على عدم الانزلاق نحو تصعيد عسكري محتمل تكون نتائجه وخيمة على المستوطنات المحيطة في غزة أيضا.
كما يحذّر زميله المحلل العسكري يوسي يهوشع من احتمال نشوب «حرب الطائرات الورقية « الأولى، ويقول إنها وشيكة جدا إلا إذا حصل تطور درامي يحول دونها. ويعلل ذلك بالإشارة لرغبة الطرفين بصياغة معادلات ردع جديدة، لافتا إلى أن تهديدات وعمليات إسرائيل لا تحقق مبتغاها حتى الآن.
الحلبة الدبلوماسية
ويقول إن حماس والجهاد الإسلامي تلاحظان عدم رغبة المستويين السياسي والعسكري في إسرائيل بالانزلاق نحو جولة عسكرية جديدة، ولذا فهما تغامران ومستعدتان للمخاطرة وتستغلان الحالة الراهنة لتصعيد لهجة التهديدات. ويزعم أن جيش الاحتلال اليوم بحالة ليست سهلة، فهو من جهة يوصي بتسهيلات وتخفيف الأزمة الإنسانية في غزة رغم معارضة المستوى السياسي، ومن جهة أخرى هو لم ينته من استكمال الجدران الباطنية مع غزة، ولذا لا يبث دافعية للقتال مقابل المقاومة في غزة.
ويشير إلى أن الجيش عدل سياسته تجاه الطائرات الورقية والبالونات المتفجرة من غزة بتوجيهات من الحكومة.
ويستذكر أن الجيش انتقل منذ مطلع الأسبوع القريب من استهداف مواقع خالية لـ «جباية الثمن» من حماس ومهاجمة قواعدها في قلب القطاع بشكل متصاعد، لافتا هو الآخر إلى أن حماس صعدت من ردها قولا وفعلا ولذا اتهمت هذه المرة بشكل مباشر من قبل إسرائيل.
ودعا لرد أقوى يعيد لها قوة الردع وبنفس الوقت لتقديم مساعدات إنسانية لغزة كمبادرة حسن نية من قبلها كـ «طرف منتصر»، وذلك بهدف منع جولة عسكرية جديدة ونيل الهدوء المأمول.
ويخلص للقول «ولكن وحسب الأداء الإسرائيلي حتى الآن فإن هذا الخيار بات متأخرا جدا».
بالونات متفجرة
وفي سياق الحديث عن المعركة على الوعي كشف أمس أن وزارة الخارجية الإسرائيلية انتقلت من إرسال رسائل تقليدية لمرحلة الهجوم، يقوم فيها طاقم جديد من المتحدثين بالرد على الأحداث فورا، وسط استهداف للشباب في العالم خاصة في منتديات التواصل الاجتماعي. وأوضح الناطق بلسان الخارجية الإسرائيلية عامنوئيل نحشون أن الحملة الجديدة أكثر فظاظة ووقاحة وسرعة. منوها أن طاقما من الخبراء الشباب يعمل على إنتاج حملة رقمية إبداعية تطلق مضامين مفاجئة تشكل نوعا من «كوماندوز علاقات عامة». من ضمن المضامين «الوقحة» هذه إطلاق حملة بالونات الإرهاب» التي تصل من غزة محملة بسوائل مشتعلة ومتفجرة، وذلك بهدف إحراج حماس. وتشمل الحملة رسومات كاريكاتورية يسأل فيها مسؤول من حماس كيف يمكن تحسين أحوال غزة، فيرد عليه آخرون بالقول: «طائرات ورقية إرهابية «،» بالونات متفجرة «. كما يظهر شخص يقترح تحسين أحوال غزة بالاستثمار فيها فيقوم ناشط من حماس بإلقائه من النافذة. كما تشمل رسومات لقادة حماس وهم يضحكون ويقولون»معي بالون متفجر».