المحللون الإسرائيلون، والصحافة الإسرائيلية لازالوا الجهة الأكثر اهتماماً بموضوع خلافة الرئيس الفلسطيني محمود عباس “أبو مازن”، وفي هذا السياق، الصحفي الإسرائيلي المختص في الشؤون العربية يونا بن مناحيم(معروف بقربه من الدوائر السياسية والأمنية الإسرائيلية) كتب على موقع “مركز القدس للشؤون العامة”: “أطلق أنصار مروان البرغوثي حملة لضمان إطلاق سراحه من السجون الإسرائيلية في إطار أي صفقة تبادل أسرى قادمة مع حركة حماس ليصبح خليفة محمود عباس، يمكن لإسرائيل أن تؤثر على انتخاب رئيس السلطة الفلسطينية القادم ، وعليها أن تقرر ما إذا كانت ستوافق على إطلاق رمز الإرهاب للانتفاضة الثانية”.
وتابع الصحفي الإسرائيلي: رئيس السلطة الفلسطينية لم يتعافى بعد من الوعكة الصحية التي تعرض لها وأضطر بسببها البقاء لثمانية أيام في المستشفى، حتى الآن لم يعد ليمارس مهامة بشكل كامل، وحسب مصادر فلسطينية، بناءً على توصية الأطباء، هو يعمل لساعات فقط كل يوم، كما إنه خفض سفره للخارج، وحسب تقديرات في حركة فتح، أبو مازن سيترك منصبه خلال أشهر لدواعي صحية.
ويرى الصحفي الإسرائيلي أن رئيس السلطة الفلسطينية لم يستخلص العبر من مرحلة مرضه، ولا نية لديه لوضع حد للفراغ القيادي الذي سيكون حال تركه منصبه لأي سبب كان، ونصيحة قيادة حركة فتح كانت تعيين نائب له أو قائم بأعمال، ويأخذ موافقة المجلس المركزي على ذلك، لكن طلبهم لم يلاقي القبول من أبو مازن.
ويدعي الصحفي الإسرائيلي أن معركة خلافة أبو مازن مستمرة من خلف الكواليس، وأن القيادات الفتحاوية التي ترى بنفسها خليفة محتمل لأبو مازن تزود عناصرها بالسلاح تخوفاً من اندلاع مواجهة مسلحة في الضفة الغربية بين من يرون بأنفسهم ورثة لأبو مازن.
تقديرات فلسطينية وإسرائيلية أن فرصة محمود العالول هي الأقوى ليكون وريث أبو مازن لحين إجراء انتخابات في السلطة الفلسطينية، ولكن هناك مجموعة داخل حركة فتح ترى في مروان البرغوثي الرئيس القادم للسلطة الفلسطينية، ويقودون حملة من أجل إطلاق سراحه من أجل ذلك.
وعن الأسير مروان البرغوثي كتب الصحفي الإسرائيلي، الأسير مروان البرغوثي يعتبر مهندس الانتفاضة الفلسطينية الثانية، وقائد كتائب شهداء الأقصى، الذراع العسكري لحركة فتح، وحكم بالسجن المؤبد 5 مرات لعلاقته المباشرة في عمليات أدت لمقتل إسرائيليين، أنصاره أطلقوا عليه نلسون منديلا فلسطين.
وحسب موقع الخليج العربي من يوم 6 حزيران، وبالاستناد لمصادر من حركة فتح من الضفة الغربية، هناك جهود تبذل مع دول عربية، ودول من الاتحاد الأوروبي، ومع الولايات المتحدة لدعم فكرة أن يكون مروان البرغوثي الخليفة القادم للرئيس أبو مازن، وحسب الموقع نفسه، نهاية الشهر الماضي كان في واشنطن اجتماع حضرنه شخصيات عربية وفلسطينية، وأوروبية لنقاش قضية خلافة الرئيس أبو مازن على ضور التراجع في وضعه الصحي، في الاجتماع تم الاتفاق على اسم مروان البرغوثي كخليفة لمحمود عباس، وعلى توفير وسائل ضغط على “إسرائيل” لإطلاق سراحه من السجن كجزء من صفقة تبادل الأسرى مع حركة حماس.
وعن مبررات حملة مروان البرغوثي ليكون الخليفة القادم لأبو مازن كتب الصجفي الإسرائيلي، قدراته السياسية المميزة من بين كل قادة حركة فتح على الساحة الفلسطينية والعربية والدولية، واستطلاعات الرأي العام في الشارع الفلسطيني تعطيه الأولوية، كما أنه الوحيد القادر على تحقيق النقل السلس للسلطة في الضفة الغربية، كونه الأقدر على توحيد حركة فتح، ناهيك أن مروان البرغوثي يحظى بدعم من كل الفصائل الفلسطينية بما فيها حركة حماس، ووجوده في سجون الاحتلال الإسرائيلي يعطيه الشرعية أيضاً للمنصب.
وعن علاقة الأسير مروان البرغوثي مع رئيس السلطة الفلسطينية كتب الصحفي الإسرائيلي، علاقة مروان البرغوثي مع محمود عباس سيئة، ومقربون من مروان يتهمون أبو مازن بأنه وقف ضد إطلاق سراحه في صفقة التبادل في العام 2011 خوفاً من منافسته على رئاسة السلطة الفلسطينية.
كما وجهت اتهامات لرئيس الفلسطينية بالعمل على إفشال الإضراب الأخير للأسرى الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية لكي لا يحقق مروان البرغوثي مكاسب سياسية من وراءه، قيادات رفيعة في حركة فتح ترى أن رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، ومع قيادات فتحاوية أخرى سيحاولون إفشال أية حملة تهدف لجعل مروان البرغوثي الخليفة القادم لرئيس السلطة الفلسطينية.
في المقابل، الدول العربية المعتدلة (مصر، الإمارات العربية المتحدة، السعودية) تدعم محمد دحلان في منصب رئيس السلطة الفلسطينية القادم، إلا أنه في نهاية الأمر، الموقف الإسرائيلي سيكون الحاسم في موضوع رئيس السلطة القادم، وهي من يستطيع إفشال تعيين أي شخص تعتبره غير مرغوب فيه.
وعودة لمروان البرغوثي والموقف الإسرائيلي منه قال الصحفي الإسرائيلي، مروان البرغوثي هو تلميذ ياسر عرفات، ورمز “إرهاب” الانتفاضة الفلسطينية الثانية (حسب تعبير الصحفي الإسرائيلي)، بالتالي من الصعب رؤية موافقة الحكومة الإسرائيلية الحالية على إطلاق سراحه، ليكون رئيس السلطة الفلسطينية القادم، وكل تاريحه مبني على “الإرهاب” ضد دولة الاحتلال الإسرائيلي ومواطنيها، والمصلحة الإسرائيلية في أن يكون رئيس السلطة القادم شخص يرفض “الإرهاب”، ويدعوا للسلام، ويكون مستعد للتعاون الأمني وفق نصوص اتفاقيات أوسلو.
وهناك أسئلة عديدة تطرح حول مروان البرغوثي قال الصحفي الإسرائيلي، هل تحول مروان البرغوثي لشخص معتدل خلال فترة اعتقاله في السجون الإسرائيلية؟، إلى ماذا ستؤدي علاقته الجيدة مع حركة حماس؟، هل يمكنه أن يأتي بها لطاولة المفاوضات؟، أو على الأقل يجعلها توافق على هدنة طويلة الأمد؟، كل هذه الأسئلة لا يوجد عليها إجابات واضحة حتى الآن، مصادر فتحاوية قالت، الأفضل ل “إسرائيل” أن لا تأمل لشيء من وراء كل هذه الأسئلة.
وختم الصحفي الإسرائيلي، حتى هذه اللحظة، محمود عباس، ومعارضي مروان البرغوثي يمسكون زمام السلطة، وصفقة تبادل مع حركة حماس غير بادية في الأفق حتى الآن، وقيادات فتحاوية أخرى تعمل على تعزيز قوتها في الميدان.
مروان البرغوثي قدرته على النشاط السياسي محدودة بسبب وجوده في السجون الإسرائيلية، ما تبقى له هو محاولة التأثير من خلال حملته في الضفة الغربية وفي الخارج حتى يتمكن من أن يطلق سراحه كجزء من صفقة تبادل الأسرى القادمة، وإن حدث وأطلق سراح البرغوثي، فقضية خلافة أبو مازن ستشهد تغير جذري.