هل يؤدي أكل الكثير من السكريات للإصابة بالسكري؟

الإثنين 04 يونيو 2018 02:25 م / بتوقيت القدس +2GMT
هل يؤدي أكل الكثير من السكريات للإصابة بالسكري؟



وكالات / سما /

هناك اعتقاد شائع بأن السكر هو السبب الوحيد الكامن وراء الإصابة بمرض السكري؛ فالمرض قبل كل شيء يتميز بوجود مستويات عالية من السكر في الدم، فهل هذا صحيح؟

وعرف مرض السكري -وفقا لمقال في موقع "ذا كونفيرزيشين"- أول مرة من خلال رائحة البول التي تشير إلى الحلاوة، واتضح في ما بعد أن البول الحلو الذي يحتوي على نسبة سكر عالية يدل على ارتفاع مستوى السكر في الدم.

ويبدو أن النقاش القائم اليوم حول كميات السكر المتناولة ودورها في الإصابة بمرض السكري مشتعل أكثر من أي وقت مضى.

النوع الأول من داء السكري هو أحد أمراض المناعة الذاتية، تتفاعل فيه العوامل الوراثية والعوامل البيئية. وتشير بعض الأبحاث إلى أن تناول السكر قد يلعب دورًا في تطور النوع الأول من مرض السكري، غير أن البحث ليس حاسمًا.

بالنسبة للنوع الثاني من مرض السكري، يمكن -مبدئيًا- لنظام غذائي يحتوي على نسبة عالية من السكر التأثير على تطور المرض أو تسريعه تبعًا لنمط الاستهلاك.

ولكن القول إنَّ السكر الغذائي قد يسبب أو يسهم في الإصابة بالنوع الثاني من مرض السكري يحتاج إلى أدلة علمية قوية تثبت إما أن السكر يزيد وزن الجسم والدهون الموجودة فيه (شروط ضرورية للإصابة بالنوع الثاني من مرض السكري)، أو أن السكر له تأثير استثنائي يؤدي إلى الإصابة بالنوع الثاني من مرض السكري، بغض النظر عن الوزن أو السمنة.

ما الذي نقصده عندما نتحدث عن السكر؟

ما يفهم معظم الناس أنَّ كلمة السكر تعني السكروز (سكر القصب): مزيج من الغلوكوز والفركتوز. هناك سوء فهم شائع بأن غلوكوز الدم يُستمدّ فقط من السكر الغذائي؛ بما يقارب كل السكر في الجسم، بما فيه السكر الموجود في الدم أيضًا، على شكل غلوكوز، وهو واحد من سكريات عديدة تنتمي إلى عائلة الكربوهيدرات.

عادة، تشكل السكريات جزءًا صغيرًا من النظام الغذائي، وتختلف فعالية هذه السكريّات في زيادة مستويات الغلوكوز في الدم، كما تؤثر الكربوهيدرات الأخرى، وكذلك الدهون والبروتينات على مستويات الغلوكوز.

تظهر الدراسات التي أجريت على الحيوانات أن الوجبات الغذائية عالية السكر تؤدي إلى زيادة سريعة في الوزن، وتضعف قدرة الجسم على ضبط الغلوكوز في الدم بشكل فعال. ولكن هذه التأثيرات ترجع أساسًا إلى مكون الفركتوز الموجود في السكروز وليس الغلوكوز.

أما بالنسبة للبشر، فقد وُجد أن النظام الغذائي المحتوي على نسبة عالية من السكر يمكن أن يزيد الوزن والعوامل المسببة لأمراض القلب والأوعية الدموية، ولكن يبدو أن هذه التأثيرات تحدث فقط عندما لا يتم التحكم في السعرات الحرارية، أي لو أنَّ السكر الإضافي قد عُوّض بسعرات حرارية من مصدر آخر فلن يؤدي ذلك إلى منع النتائج السلبية من الظهور.

كما أن الدراسات القائمة على الملاحظة فشلت في إظهار وجود علاقة ضارة بين السكر الغذائي والنوع الثاني من داء السكري.

ارتفاع وزن الجسم هو السبب الرئيسي في الإصابة بالنوع الثاني من داء السكري؛ الأشخاص الأكثر بدانة يتناولون كميات أكبر من أنواع أكثر من الأغذية -ليس فقط السكر- والسعرات الحرارية الزائدة الآتية من أي مادة مغذية تؤدي إلى زيادة الوزن.

وتحتوي معظم الأطعمة المعالجة ذات المذاق الحلو، مثل الكعك والشوكولاتة، على كميات كبيرة من الدهون التي تسهم بشكل كبير في محتوى السعرات الحرارية.

في الآونة الأخيرة، تحول الجدل إلى المشروبات المحلاة بالسكر، مثل المشروبات الغازية. تُعدّ السكريات في المشروبات أقلّ تسبّبًا في إحداث الشعور بالشبع من السكريات في الأطعمة الصلبة، وهذا قد يدفع بشهيتنا إلى الرغبة في تناول المزيد.

لا شيء مميزا في السكر

لا يوجد شيء مميز في السكر يجعلنا نستثنيه عن الأطعمة الأخرى، والسكر وحده لا يسبب النوع الثاني من داء السكري.

وفي العموم، يميل الناس الذين يتناولون الكثير من السكر إلى اتباع نظام غذائي أفقر في الأطعمة المغذيّة وأنماط حياة غير صحية، هذا بالإضافة إلى عوامل أخرى مثل الأشكال التي يتخذها النمو الحضري، والبيئة المدنية (الحضرية)، والبيئة الغذائية، والوظائف المجهدة، وقلة النوم، وأسعار الطعام؛ تسهم هذه العوامل كلها على الأرجح بشكل أكبر في ارتفاع معدلات الإصابة بالنوع الثاني من السكر، مقارنة بالسكر الغذائي.