أكد مدير عام المستشفيات في وزارة الصحة د. عبد اللطيف الحاج أن وزارة الصحة قدمت خدمات استثنائية لمصابي مسيرات العودة الكبرى في ظل ما تعانيه من أزمة خانقة في الأدوية والمستهلكات الطبية، مشيراً إلى أن الصحة توقعت أن تكون أغلب الإصابات هي حالات اختناق بالغاز المسيل للدموع لكنها تفاجأت بعدد هائل من الجرحى بالأعيرة النارية والمتفجرة واستطاعت رغم ذلك إدارة الموقف والتعامل مع هذا التطور.
جاء ذلك خلال اللقاء الإعلامي "لقاء مع مسؤول" والذي نظمه المكتب الإعلامي الحكومي مساء أمس الأحد، واستضاف فيه مدير عام المستشفيات د. عبد اللطيف الحاج، ومدير عام مجمع الشفاء الطبي د. مدحت عباس، و الناطق باسم وزارة الصحة د. أشرف القدرة.
ونوّه، إلى أن الوزارة عملت بنظام النقاط الطبية وهو نظام مستحدث عالمياً وتعاملت مع العديد من الخبراء الدوليين لتحضير أفضل التجهيزات لإنقاذ المصابين، مؤكداً أنه لولا هذه النقاط الطبية وجهودها الكبيرة لوصل إلى المستشفيات أضعاف أعداد الجرحى وهو ما كان سيشكل كارثة وضغط كبيرين في داخل المستشفيات.
وحول العدد الكبير للمصابين، أشار، إلى أن طواقم الوزارة تعاملت مع ما يزيد عن 13672 إصابة، منهم 7451 جريح وصلوا المستشفيات خلال أيام الجمعة منذ بداية المسيرات في 30 مارس الماضي أي بمعدل 700 – 800 جريح في كل جمعة وذلك خلال 4-6 ساعات فقط وهو ما يعني توافد عدد كبير على المستشفيات خلال فترة زمنية قصيرة مما شكّل ضغطاً كبيراً عليها من حيث استنزاف المقدرات وجهود الكوادر الطبية إضافة إلى القدرة الاستيعابية للمستشفيات من حيث عدد الأسّرة المتوفرة.
وأكد، أن الوزارة رفعت قدرتها الاستيعابية في أسّرة العناية المركزة إلى 3 – 4 أضعاف وكذلك في غرف الطوارئ، كما أنشأت خيم طبية أمام غرف الطوارئ في المستشفيات لتصنيف الحالات والتعامل الأولي معها، مؤكداً أن كل تلك الجهود والإجراءات أدهشت المؤسسات الدولية والخبراء الدوليين الذين أكدوا أن الطواقم أبدعت في التعامل مع الوضع رغم العدد الهائل من الجرحى.
من ناحيته، قال مدير عام مجمع الشفاء الطبي د. مدحت عباس أن الطواقم الطبية عملت لساعات طويلة لمنع حدوث حالات بتر رغم وجود الكثير من الحالات التي كانت تستوجب البتر الأولي وفقاً للمعايير العالمية، إلا أن الأطباء كانوا يستمرون بالمحاولة لساعات طويلة لتفادي البتر، مؤكداً أن 33 حالة فقط تعرضت للبتر وهو إنجاز كبير بشهادة الوفود والمؤسسات الدولية المطلعة على الوضع.
وأشاد عباس بجهود الأطباء الذين وصلوا الليل بالنهار لإنقاذ حياة ومستقبل المصابين وكانوا يعملون على مدار الساعة وقاموا بإجراء نحو 2000 عملية جراحية خلال أيام الجمعة و ما تلاها وتعاملوا مع جراحات خطيرة ومعقدة، مشدداً على أن الأطباء لم يتراجعوا لحظة واحدة عن بذل كل ما باستطاعتهم رغم ما يتعرضون له من تعب وإرهاق وضغط شديد إثر العدد الكبير من الإصابات والتفتت الكبير في أطرافهم الذي تسببه الأعيرة المتفجرة.
وفي ذات السياق، أوضح الناطق باسم وزارة الصحة د. أشرف القدرة أن المنظمات الدولية قيمت احتياجات القطاع الصحي حتى يستطيع الاستمرار بعمله خلال الفترة الحالية تقدر ب19.5 مليون دولار في حين ان ما وصل حتى اللحظة لا يحقق ربع الاحتياج الفعلي في ظل الاستنزاف المستمر في القدرة الدوائية.
وأكد القدرة أن ما يواجه القطاع الصحي يفوق القدرات الطبية لأي نظام صحي في العالم، حيث أن مستشفيات القطاع استقبلت خلال أيام الجمعة 280 إصابة في الساعة الواحدة وهو عدد كبير فاق ما حدث في العدوان الإسرائيلي عام 2014 حيث كانت تستقبل المستشفيات 9 حالات في الساعة الواحدة.
ووجه، شكره لكافة الطواقم الطبية على جهودها وتضحياتها وخصص بالتحية فارسة العمل الانساني الشهيدة رزان النجار وكذلك الطواقم الاعلامية التي تكشف حقيقة ممارسات الاحتلال الهمجية تجاه الشعب الاعزل.