بثت قناة "شبكة كان" العبرية، الليلة الماضية، تقريرا عن يحيى السنوار قائد حركة حماس في قطاع غزة خلال فترة سجنه وتوقعاتهم حول سياسته عقب صعوده لهرم الحركة بعد الإفراج عنه في صفقة جلعاد شاليط عام 2011.
ووصف السنوار خلال التقرير بأنه "اللغز المحير" و "الرقم الصعب"، مشيرا معده إلى أن السنوار قد يتولى مستقبلا دفة القيادة الفلسطينية.
ولفت التقرير إلى أن السنوار حاصل على الماجستير في العلوم السياسية ويتقن العبرية جيدا، وأنه التقى في سجنه مع عباس السيد وسمير القنطار. مشيرا إلى أنه من مواليد مخيم خانيونس الذي شهد ولادة محمد الضيف ومحمد دحلان.
وتطرق التقرير لإصابة السنوار بورم دماغي ومعالجته خلال اعتقاله وكيف خرج من السجن شخصا مختلفا.
وتحدثت بتي لاهط قائدة سجن هداريم سابقا والتي وصفت بأنها "أدارت السجن بقبضة من حديد" عن تجربتها مع وجود السنوار في سجنها.
وقالت بأن من سبقها في المنصب قالوا لها أن السنوار لن يتحدث معها، مشيرةً إلى أنها كانت فظة جدا حينها ولأنها امرأة لم يتحملها السنوار واستصعب ذلك قائلةً "كان يصعب عليه أن يبلعني".
وأشارت إلى أن السنوار أثار اهتمامها بسبب جلوسه في زاوية معينة داخل السجن ومتابعتها له بالكاميرا، مشيرةً إلى أن المعتقلين كانوا يأتوه تباعا ويستشيرونه في الكثير من القضايا ولكن كان همه أن لا يبرز ذلك حتى لا يتضرر.
وأضافت "نحن عندما رأيناه يتخذ الكثير من القرارات كنا نزعجه" مشيرةً إلى أنها كانت تعاقبه بعشرات العقوبات حين يرفض استدعاءها له وأنها كانت تقول له "أنت لست من تقرر إن كنت ستأتي أم لا .. عندما أستدعيك عليك أن تأتي، أنت من يأتي وليس آخر".
ولفتت إلى أنها كانت تقوم بنقله كل يومين إلى قسم أو سجن آخر مشيرةً إلى أنه بالرغم من أن مروان البرغوثي كان يجلس ساعات مع المحامي في غرف المحامين وكان يأتيه أعضاء كنيست وغيرهم إلا أن المعتقلين كانوا ينظرون للسنوار بشكل مختلف وباهتمام أكبر.
وأشارت إلى خضوع السنوار لعملية جراحية بعد أن أصابه "الفزع الشديد" إثر الورم الذي أصابه مدعيةً أنه خاف كثيرا على نفسه وكان ذلك مثيرا للسخرية. حسب تعبيرها.
وقالت أن السنوار كان يقول لا يتحدث مع اليهود لأنه يراهم "أنجاس"، لكنه كان يتوسل إلي لفحصه بعد إصابته ولمعرفة ما يجري معه، وأنه تحدث معها قبل العملية الجراحية وطلبت من الطبيب أن يشرح له ما سيجري وإلى أين سيذهب وهو ما أثر عليه فيما بعد كما تقول.
وفي معرض ردها على سؤال فيما إذا كان ذلك أثر عليه وعلى قراراته وكراهيته الشديدة لليهود، قالت "لا أدري".
وفيما إذا كان معني بمواجهة عسكرية مع إسرائيل بعد توليه قيادة حماس بغزة، قالت "إنه يخاف ويعلم أن إسرائيل ستضربه، هو يقظ وأذكى من الآخرين هناك".
من جانبه قال ميخه كوبي رئيس شعبة المحققين في الشاباك سابقا والذي حقق مع السنوار، أنه كان يرى في عينيه بأنه "قاتل". مضيفا "تشعر كمحقق أن هذا الشخص لا مشاعر لديه".
وادعى أن أصعب ما سمعه منه خلال التحقيق معه قصة قتله لشخص دفنه وهو حي مدعيا أنه كان يصف ما فعله بشكل غير مكترث وأنه أصدر تعليماته بذلك وكان يتحدث عن القصة دون أن ترمش عينيه أو يشعر بالخوف ودون أي اكتراث.
وأضاف "يحيى السنوار يمثل أنه براغماتي ومعتدل وهو ليس معتدل بتاتا، من يعرفه يعرف أنه شخص متقلب وممثل".
وبشأن إمكانية أن يتجه السنوار للتصعيد، قال أقدر أنه سيسعى لمواجهة جديدة مع إسرائيل طالما أنه قائد وآمل أن لا يبقى قائدا.
من جانبه قال الكولونيل احتياط ديفيد حاخام منسق الأنشطة الحكومية سابقا، أن السنوار في قيادة حماس لن يجد من يتحداه وأنه خلافا لقيادة حماس الحالية فقد أصبح الشخصية الأبرز من حيث القيادة بعد أن وطد مكانته وهيمنته على حماس.
وحول إمكانية توجه السنوار للقاء محمد دحلان والحديث معه، قال أن ذلك ممكن.
وحول إسرائيل والهدنة، قال "على المستوى الأيديولوجي موقف يحيى السنوار مناهض لإسرائيل تماما، لكن هناك قدر ما من البراغماتية في موقفه وسلوكه وأقدر أنه لن يخرج في جولة قتال أخرى وهذا ليس مطروحا بالنسبة لحماس".
فيما قال يورام بينور مراسل الشؤون الفلسطينية سابقا في القناة2، أن السنوار منذ أن كان في السجن كان شخصية قيادية وسريعا تولى مركز قيادي برئاسته لجهاز مجد الذي أسسته حماس بداية تأسيسها لتعقب "العملاء" المتعاونين مع إسرائيل وكان يربطهم عراة في الشارع ويسكب عليهم مواد حارقة.
وأشار إلى أنه خلال سجنه كان يقوم بنشاطات رياضية على عكس المعتقلين الآخرين وكان يحرص دائما على الظهور بشكل مختلف عن السجناء.
واعتبر أن السنوار قادر على خلق وضع سياسي وقرارات يمكن أن تؤدي إلى هدوء حقيقي لفترة طويلة جدا في غزة من خلال هدنة مع إسرائيل معتبرا إياه "شخص يمكن التحاور معه وهو جدير بذلك".
فيما قال الصحفي روني شاكيد أن السنوار بات عنوان مهم وأنه مستعد لبحث أي هدنة مع إسرائيل مشيرا إلى تصريحات أدلى بها عام 2006 من سجنه بأنه يمكن التعامل مع إسرائيل ضمن هدنة وأنه يعرف القدرات الإسرائيلية، ويعرف أن إسرائيل بإمكانها أن تعامل الفلسطينيين بشكل مختلف حتى وإن كان حيال أشخاص "سيئين مثله" وفق قوله.
وأضاف "تعلم في الجامعة، وهناك علم أن هناك جدارا حديديا اسمه إسرائيل، وأدرك أنه لا يمكن الاعتماد على ميثاق حماس لوحده الداعي لتدمير إسرائيل وطرد اليهود وأن هناك أمورا منطقية".
وأشار إلى أن السنوار يبدو مستعدا للقاء دحلان والاتفاق معه خاصةً وأنهما من سكان مخيم واحد إلى جانب الرجل العسكري الأول محمد الضيف. مضيفا "إنه شاب ونضج في السجن ويعرف الإسرائيليين فقد يُخرج من المر حلو .. من يدري".