تفاصيل .. ولاية الرئيس الفلسطيني في نظر الإسرائيليين

السبت 26 مايو 2018 02:03 م / بتوقيت القدس +2GMT
تفاصيل .. ولاية الرئيس الفلسطيني في نظر الإسرائيليين



محمد ابو علان

على الرغم من الإعلان أن الرئيس بصحة جيدة، ويتعافى، لازال الإعلام الإسرائيلي يقرأ ويحلل مرحلة الرئيس أبو مازن، واليوم الذي سيلي ولايته، في هذا السياق، كتب القناة الثانية الإسرائيلية:” مرّة أخرى في المستشفى، إشاعات، مؤشرات على حرب  لخلافته، الرئيس يمازح أطبائه، من الممكن البدء في تقييم مرحلته، وكم عمل لصالح شعبه، ولصالحنا”.

تابعت القناة العبرية، هذا الأسبوع تم إعادة فتح ملف خلافة أبو مازن، ولكن تم إعادته للرف مرّة أخرى كونه تبين أن الأمر لازال مبكراً الحديث فيه، الرئيس الفلسطيني البالغ من العمر 83 عاماً، مدخناً، تجاوز أيضاً المرض في هذه المرّة، وما بين التهابات في الأذن، والتهابات رئوية، وما بين العدوى والمضاعفات، وبعد 14 عاماً لحكمة، حان الوقت لتقييم العلاقة بينه وبيننا.

يوسي بيلن، من الشخصيات السياسية الإسرائيلية التي كان لها دور في المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية قال أن الرئيس أبو مازن هو الشخص الذي يمكن التوصل معه لاتفاق سلام لو كان هناك  شريكاً إسرائيلياً، ولكن المشكلة في عدم شريك إسرائيلي لعملية السلام.

عاموس جلعاد، جنرال إسرائيلي متقاعد، ,رئيس “معهد الاستشارات والإستراتيجية  IDC في هرتسليا قال تقييمي لمرحلة أبو مازن تأتي فقط من زاوية أمنية، وقال في هذا السياق:

“أبو مازن ، خلافا لسلفه ياسر عرفات ، عارض الإرهاب ، ليس بسبب حب لصهيون ، ولكن بسبب رؤيته الشاملة لكيفية تعزيز المصلحة الفلسطينية ، كما تم إنشاء التنسيق الأمني، ليس فقط بين جهاز المخابرات وبين أجهزتهم الأمنية، بل مع الإدارة المدنية، والجيش الإسرائيلي، والنتيجة إنقاذ حياة البشر”.

الفلسطينيون يقولون أن الإسرائيليين لن يمكنهم الأمل بوجود رئيس متعاون معهم أكثر من الرئيس أبو مازن، صحيح هو يقوم بدفع رواتب للأسرى الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية، وفي حالات الضغط ، كما في العام الماضي وخاصة منذ إعلان ترامب ، هناك تعبيرات  صدرت عنه عبرت حدود معاداة السامية،  ولم تنسى بعد رسالة الدكتوراه التي كتبها قبل أربعة عقود في موسكو حول الصلات بين الزعماء الصهاينة والنازيين.

شميرت مئير ، المختصة في الشؤون العربية قالت، هو تخلى عن أسلوب الكفاح المُسلح، فحركة فتح هي حركة مقاتلة بكل معنى الكلمة، تركت بشكل فعلي طريق الكفاح المسلح، وهذه خطوة جداً مهمة،ولكن هذا الكلام لا يعني إنهم تنازلوا عن فلسطين، ونحن لا نركض لإقامة الدولة الفلسطينية، قالت المحللة الإسرائيلية.

وترى شميرت مئير بمحمود العالول خليفة محتمل للرئيس أبو مازن، لكنها في الوقت نفسه لم تستبعد دخول السلطة لحالة من النزاع المسلح كون بعض المرشحين خلفهم جماعات مسلحة، كما علينا أن لا نسقط حماس من الخيارات، فهي تعرضت للكثير من الضربات في الضفة الغربية في السابق.

وتابعت القناة الإسرائيلية، منذ 14 عاماً وأبو مازن يعمل على إدارة الصراع كما هو الأمر في الجانب الإسرائيلي، نحارب سياسياً لا أمنياً، انتفاضة فلسطينية ثالثة لم تكن، وفي المقابل لم يكن أي إنجاز وطني، حتى في ظل استعداد رؤساء أمريكيين، ورؤساء حكومات إسرائيليين على قطع شوط لصالحه.

آفي ديختر عضو الكنيست الإسرائيلي، ورئيس جهاز الشاباك الإسرائيلي السابق قال:

“من الخطأ الاعتقاد إنه عمل لصالحنا، هو لم يحرك ساكناً صد الإرهاب حتى فقد سلطته في غزة في العام 2007، وهنا بدأ يعمل من أجل حماية كرسيه، كونه بدأ يعلم أن كرسيه الوحيد في الضفة الغربية، وفي المقاطعة في رام الله”.

وتابع ديختر:

” لسوء الحظ، أبو مازن لم يكن الخيار من اللحظة الأولى، ولكن فهمنا ذلك متأخر جداً، في العام 1994، منذ قيام السلطة الفلسطينية، وحتى اليوم يمكنك تقييم اتفاقيات أوسلو بأنها اتفاقيات فاشلة، وكان له الكثير من الفرص، وفوتها جميعها”.

ويرى آفي ديختر في حال تسلم محمود العالول  السلطة كخليفة لأبو مازن عليه تحقيق الاستقرار في مناطق السلطة،  وسيكون أمامه فرصة لتحقيق المصالحة مع حماس، فهم ينظرون له كمحارب، ويداه ملطخة بدماء الإسرائيليين، حسب تعبير ديختر، بالتالي سيكون لحماس أسهل للتحدث معه من محمود عباس الذي لم يكن سوى رجل سياسي في فتح.

وتابعت القناة العبرية، في نهاية حكمه  يجد أبو مازن نفسه معزولا بشكل متزايد، “إسرائيل” تطور علاقاتها مع بعض الدول العربية ، والتي بدورها تبتعد عن الرجل في المقاطعة، ناهيك عن التغيير الدرامي في لهجة واشنطن، الآن تتطلع جميع الأطراف إلى اليوم التالي لحكم أبو مازن .

بماذا يجب على “إسرائيل” أن تأمل في اليوم التالي لأبي مازن؟ أن يتم الحفاظ على النظام ، وأن مؤسسات السلطة تبقى تعمل ، وأن التنسيق الأمني يستمر ، والعنف يكون في الحد الأدنى.

الجنرال الإسرائيلي المتقاعد ايتان دانقوت، المنسق السابق لحكومة الاحتلال الإسرائيلي قال:

“من الواضح لي أنه في اليوم التالي ستكون حالة غليان، وحالة مقاومة، هناك جهات كثيرة تتصارع داخل السلطة الفلسطينية، بالإضافة إلى عناصر حركة حماس الذين سيحاولون خلق نفس الصدمة، وارياك في السلطة الفلسطينية، لا أرى وريث وحيد، بل أرى إدارة شخصين أو ثلاثة  أشخاص من الشخصيات البارزة.