قال رئيس الوزراء رامي الحمد الله "إننا نطالب بأوسع اصطفاف دولي حول دعوة الرئيس محمود عباس لعقد مؤتمر دولي يقر آلية دولية متعددة الأطراف لرعاية عملية السلام، وفي خضم كل هذا، ارتأت قيادتنا الوطنية توسيع انضمام فلسطين إلى المحافل والمنظمات والاتفاقيات الدولية، وتوظيف وتطويع أدوات ووسائل الشرعية الدولية، لمواجهة الاحتلال الإسرائيلي والتصدي لجميع الأعمال العدائية وغير القانونية من جانب الولايات المتحدة أو أي طرف آخر، وتفعيل الحماية الدولية لشعبنا، ووضع المنظومة الدولية أمام مسؤولياتها".
وأضاف الحمد الله: "ولضمان مساءلة إسرائيل وعدم إفلاتها من العقاب، قدمنا إحالة الحالة في فلسطين فيما يتعلق بجرائم الحرب الإسرائيلية المتعمدة، إلى المدعية العامة للمحكمة الجنائية الدولية، في حدث هام، قد يستغرق الكثير من الوقت، لكنه خطوة فاعلة وأساسية في محاسبة إسرائيل وتحقيق العدالة المنشودة لشعبنا بعد عقود متصلة من المعاناة والنكبات والألم".
جاء ذلك خلال كلمته في الإفطار الخيري لأسر وذوي الشهداء والأسرى، الذي نظمته حركة فتح، الجمعة في بلدة عنبتا بمحافظة طولكرم، بحضور محافظ طولكرم عصام أبو بكر، وعدد من الشخصيات الرسمية والاعتبارية.
وتابع رئيس الوزراء: "يحضرني كل الفخر والاعتزاز، وأنا أتواجد اليوم في رحاب بلدتي عنبتا، وبين هذا الحشد من أصحاب وأهل الخير، ومن المؤسسات الوطنية الفاعلة فيها. نيابة عن فخامة الأخ الرئيس محمود عباس، أهنئكم وأهنئ أبناء شعبنا جميعا في الوطن والشتات، لمناسبة شهر رمضان الكريم، ونتمنى أن يعيده الله علينا، وقد تحقق ما نصبو إليه ونستحقه من حرية واستقلال ونماء وتطور وتجسيد لدولتنا المستقلة على حدود عام 1967، والقدس عاصمتها الأبدية. تقبل الله منا ومنكم، صالح الأعمال والطاعات، وكل عام وأنتم جميعا بألف خير".
وأردف الحمد الله: "يشرفني أن اجتمع اليوم بأسر وذوي شهداء الحرية والكرامة الإنسانية، الذين يمثل اسم كل واحد منهم أيقونة للنضال العنيد من أجل الحرية والانعتاق. كل المجد لشهدائنا الأبرار والرحمة لأرواحهم الطاهرة. واسمحوا لي أن أشكر تنظيم حركة فتح في عنبتا والمؤسسات الوطنية فيها، على تنظيم هذا الإفطار الرمضاني الذي يعتبر وقفة احترام لتضحيات شهدائنا كما هي لعائلاتهم على صبرهم وقوتهم وتفانيهم. إن أقل ما نكرم به شهدائنا، هو الاهتمام بعائلاتهم والالتفاف حولهم. وفي هذا السياق، أؤكد لكم جميعا، على أن حقوق أهالي وعائلات الشهداء، مصانة في كل الظروف، ومهما علت من حولنا التحديات، وليس في ذلك أية منة على الإطلاق".
واستطرد رئيس الوزراء: "نجتمع وإياكم اليوم، وبلادنا تمر بمرحلة دقيقة، تتعاظم فيها التحديات والمؤامرات التي تهدف إلى تصفية قضيتنا وتشتيت حقوق شعبنا، حيث تمارس إسرائيل، بدعم من الإدارة الأميركية غطرستها وتعنتها وتمعن في ارتكاب الجرائم وأعمال التنكيل، حيث واجهت مسيرات العودة السلمية في قطاع غزة بالرصاص والقنص، وقتلت، منذ إعلان ترامب، مئة وخمسة وخمسين فلسطينيا بينهم عشرون طفلا، كان آخرهم الطفل عدي أبو خليل في رام الله. كما استشهد، قبل أيام الأسير المريض عزيز عويسات، الذي أبقت سلطات الاحتلال على اعتقاله رغم ظروفه الصحية المتردية، هذا وتستمر إسرائيل في مخططات التهجير والاقتلاع حيث أقرت حكومتها (تطبيق الهدم الإداري) للبيوت والمنشآت في الضفة الغربية دون الرجوع إلى المحاكم، وهو ما يحدث تطبيقه الآن بحق تجمع الخان الأحمر".
واستدرك الحمد الله: ""إننا اليوم ونحن نتصدى لهذه التحديات مجتمعة، ونحارب على الصعيد الداخلي أشكال التمييز والاضطهاد والتهميش، بحاجة إلى تعزيز السلم الأهلي والمزيد من وحدة الحال، وإحياء قيم ومضامين التكافل والرحمة والتواصل التي يأتي بها شهر رمضان الفضيل".
واختتم رئيس الوزراء كلمته: "نعم إننا بحاجة إلى توافر وتعزيز الإرادات الطيبة والنوايا الحسنة، كتلك التي تبرزها اليوم فعالية تنظيم فتح في عنبتا وكافة المؤسسات الشريكة لتعزيز التلاحم الشعبي والالتفات والالتفاف حول عائلات الشهداء، هذه الشريحة المهمة والعزيزة من أبناء شعبنا. ونحن نعول على البناء على هذا التوجه وتوسيعه، بتحقيق المصالحة والوحدة الوطنية الكبرى، والنهوض بقطاع غزة المكلوم ونجدة أبناء شعبنا فيه".