"السوفت بول" .. رياضة نسوية تخترق القيود في قطاع غزة المحاصر

الخميس 10 مايو 2018 05:16 م / بتوقيت القدس +2GMT
"السوفت بول" .. رياضة نسوية تخترق القيود في قطاع غزة المحاصر



غزة/سما/

في قطاع غزة المحاصر منذ احد عشر عاما، اقتحمت مجموعة من الفتيات الغزيات لعبة السوفتبول بعد شق طريقهن على الرغم من حجم المعيقات والصعوبات المجتمعية التى تمنع مشاركة الفتيات بالرياضة إلاّ أنهن تحدّن كل الظروف وبدأّن بتعلم اللعبة وممارسة تدريبات مكثفة تمكّنهن من النجاح ومواصلة تحقيق حلمهّن، لتنطلق اللعبة ولاول مرة في فلسطين والتى حصلت على ترخيص من وزارة الشباب والرياضة بقطاع غزة في 1-1-2017 بقيادة الكابتن محمود طافش والذي شكل أول فريق للعبة.

اللاعبة الفلسطينية جمانة شاهين والتى خاضت رياضية عدّة منذ طفولتها، تقول "لسما"، بدأت في سنّ السادسة لعب الجمباز ، وتابعت بعدها إلى التنس، ثم الكرة الطائرة، وبعدها السباحة، وشاركت في بطولات مدرسية وجامعية وحصلت على عدة ألقاب على مستوى قطاع غزة ومحافظة وسط القطاع. وكانت محطتي الرياضية الأخيرة الانضمام إلى أول فريق بيسبول فلسطيني نسائي يمثل شابات محافظة وسط قطاع غزة، وقد حصلنا على المركز الأول في فلسطين للبيسبول في فبراير/ شباط 2017 في أول دوري من هذا النوع. بلغت الثانية والعشرين للتوّ، أتدرب أسبوعياً، بالرغم من عملي أيضاً معلمة لغة إنكليزية في معهد متخصص.

ميرفت البيطار مسؤولة لجنة المرأة في الاتحاد الفلسطيني للبيسبول والسوفت بول ، قالت ان لعبة البيسبول أو "كرة القاعدة"، تُعد لعبة رياضية رائجة في الولايات المتحدة الأمريكية،  موضحة ان اللاعبات يقمن بضرب كرة صغيرة بمضرب خشبي، ثم يركضن في الملعب المخصص لإحراز النقاط، يسعى كل فريق لإيقاف الآخر عن طريق التقاط الكرة وإعادتها قبل إكمال اللاعب الركض إلى منطقة معينة، علماً بأن كلّ فريق يتكون من تسعة لاعبين.

وحول فكرة إنشاء فريق خاص برياضة البيسبول في غزة ، والتى جاءت عقب اقتراح قدمه مدرب الفريق أثناء وجوده، أخيراً، في مصر خلال حواره مع مدرب عراقي.

وقال مدرب الفريق النسوي، محمود طافش، بعد اقتراحي فكرة تكوين فريق للبيسبول في غزة على وزارة الشباب والرياضة الفلسطينية، عكفت على تكوين فريق يتكون من 20 شاباً، و20 فتاة، ليكون هذا الفريق هو الأول على مستوى فلسطين، والرابع عربياً من حيث تشكيلة الإناث.

وأوضح وجدت إقبالاً كثيفاً من الفتيات للانضمام إلى فريق البيسبول، خصوصاً أن الملعب الذي نمارس فيه تمارين اللعبة الأميركية مغلق، ولا يلقى أي اعتراض من جانبهن أو من قبل عائلاتهن.

ويشير طافش إلى أن الفريق النسوي للعبة البيسبول حصل على موافقة من وزارة الشباب والرياضة الفلسطينية لتشكيله خلال الشهور الماضية.

ويسعى مدرب فريق البيسبول الغزي، خلال الشهور الثلاثة المقبلة، إلى تنظيم أول دوري للعبة الأميركية لكلا الجنسين على مستوى محافظات القطاع، كما يتطلع إلى المشاركة في المحافل الدولية، بعد أن يتمكن فريقه من السفر دون مواجهة أي عقبات بسبب إغلاق المعابر.

اللاعبة تسنيم منصور: "هذه الرياضة ممتعة، وهذه البطولة الأولى على مستوى قطاع غزة لفرق الفتيات"، مشيرة إلى أن البطولة "نُظمت للفتيات لتحفيزهم في المشاركة في العديد من البطولات في المستقبل، سواء على المستوى المحلي أو الدولي"، لافتة في الوقت ذاته إلى أنهن "يواجهن صعوبات منها عدم توفر الأدوات المناسبة والأصلية، والعادات والتقاليد التي ترفض ممارسة الفتاة للرياضة".

وأعربت منصور عن أملها في أن يكون هناك ملاعب مناسبة وخاصة لهذه اللعبة، إضافة إلى المشاركة في المسابقات الدولية والعربية.

اما اللاعبة إيمان المغير (24 عاماً) واحدة من بين 20 فتاة، يشكلن نواة أول فريق نسوي في غزة للبيسبول الأميركية، والذي انطلق خلال شهر مارس الماضي بإمكانات بسيطة، فيما يسعى مدرب الفريق إلى تنظيم أول دوري للعبة لكلا الجنسين على مستوى القطاع، وتشكيل فريق آخر يضم 20 شاباً.

وتتوجه إيمان ثلاث مرات أسبوعياً إلى ملعب الهلال، مرتدية الملابس الخاصة برياضة البيسبول، وحذاءً مخصصاً للركض، لتنفذ تعليمات المدرب برفقة زميلاتها، من خلال تمارين خاصة، ضمن مرحلة الإحماء المعتادة. وبعد انتهاء الفتيات الـ20 من ممارسة التمارين الخاصة باللعبة الأميركية، يحمل نصفهن مضرب البيسبول، أما النصف الآخر فيرتدين قفازات جلدية لصد الكرات، ويبدأن بالركض حول مضمار الملعب.

وتواجه رياضة البيسبول صعوبات متعددة في القطاع، بسبب عدم توافر أدواتها الأصلية، بالإضافة إلى عدم وجود ملاعب مناسبة، خصوصاً لهذه اللعبة، ما يؤثر في إتقان اللعب والتمارين، بحسب طافش.