ضجت مقاطعة تاسمينيا في الساحل الغربي لأستراليا بعد أن وضعت إحدى الكنائس على قائمة عقارات معروضة للبيع.
وأجمع الكثير من رواد كنيسة "القديس مارتينيز"، على خوض نزاع طويل مع القائمين عليها بعد قرارهم هذا، رغم أن الهدف من بيعها هو الانفاق على أطفال هم ضحايا تحرشات واعتداءات جنسية ارتكبت داخل الكنيسة.
شيرلي سكولير إحدى مرتادي الكنيسة قالت:"صدمت عندما علمت بالقرار، المجتمع المحلي بدأ بالتساؤل عن الأماكن التي سنمارس فيها عباداتنا، أو نعقد فيها حفلات الزفاف أو نقيم الجنائز"، وأضافت "علينا أن نصعّد الأمور ونؤكد أن هذه الكنيسة هي جزء لا يتجزأ من مجتمعنا".
هذه الكنيسة هي واحدة من 55 كنيسة موضوعة للبيع على قائمة من 100 عقار تملكه الكنيسة الأنجليكانية، وتسعى الكنيسة لأن تحصل على 20 مليون دولار لتسخيرها لخدمة الأطفال الناجين من حالات الاعتداء الجنسي. حيث سيسخر 25% من هذا المبلغ للنفقات على الضحايا، ومثلها كدعم لبناء أبرشية جديدة، والخمسين بالمئة المتبقية ستكون لدعم تأسيس أبرشيات محلية جديدة، بحسب ما قاله جون ستانلي البروفيسور في الكنيسة الأنجيلية، وهو ما أكده الأسقف ريتشارد كوندي حيث قال:"الأبرشيات ستستمر في المناطق التي تخسر أبنيتها وسيتم بناء أبرشيات جديدة".
وبالمحصلة فإن المبلغ الذي سيجنى من صفقة البيع هذه سيساهم في دعم استمرار الكنائس، يوجد حوالي 3000 كنيسة أنجليكانية في المقاطعة، كما أن الكثير من أهالي تاسمينيا يعتبرون أنجليكانيين، مع العلم أن أعدادهم تراجعت لنحو 20% من المواطنين.
وبحسب دوغلاس إيزي من جامعة تاسمينيا، ففي العام 2001 كانت نسبة الأنجليكانيين في تاسمينيا حوالي 32%، لكن هذه النسبة تراجعت على المدى البعيد، حيث كانت أكثر بكثير في العقود الماضية.
وسيلتقي القائمون على الأبرشية مع حكومة تاسمينيا الأسبوع المقبل لمناقشة مستقبل إدارة المقابر المحاذية لعقارات الكنيسة، وهو ما أثنى عليه بيتر غوتوين، أمين خزنة تاسمينيا، وقال:"الكثير من المواطنين أعربوا عن مخاوفهم أملاكهم في بعض المقابر، فبعض العائلات اشترت مدافن لها لاستخدامها في المستقبل، اعتقد أن هنالك الكثير من الأمور التي يجب أن يبت بها".