واللا العبري: حماس تسخن الحدود والجيش وضع العلامة على الخط الأحمر لأحداث مايو

السبت 28 أبريل 2018 04:46 م / بتوقيت القدس +2GMT
واللا العبري: حماس تسخن الحدود والجيش وضع العلامة على الخط الأحمر لأحداث مايو



عكا للشؤون الإسرائيلية

كتب أمير بوخبوط مراسل "والا" العبري، اليوم السبت، حول أحداث الجمعة الخامسة على الحدود وما نتج عنها.

ناشطو حماس يعملون على الحدود ليس فقط لاستنزاف مقاتلي الجيش الإسرائيلي، ولكن أيضا لتحديد نقاط الضعف ورؤية كم يمكن اللعب على الحبل، الجيش الإسرائيلي قرر زيادة معدل الهجمات ليشرح بوضوح: "العنف على السياج له ثمن".

الجيش هاجم ستة أهداف تابعة لحركة حماس في قطاع غزة يوم الجمعة، وهو أحدث تحذير عما يمكن أن يحدث في المستقبل المنظور إذا حاولت حماس، بدعم من مصر، عبور الخطوط الحمراء. لكن "المشاجرات" على الحدود وعشرات الشهداء الفلسطينيين لم تردع القائمين على الحراك، لكنه حقق الهدف المعاكس.

خلال ما يزيد قليلا عن أسبوعين، في 15 مايو، ستكون هناك مظاهرة ضخمة تنظمها حماس للاحتفال بيوم النكبة على طول الحدود، مع نقل السفارة الأمريكية في القدس في الخلفية.

توضح المصادر في القيادة الجنوبية أن كل ما قامت به المنظمة في الأسابيع الخمسة الماضية هو اختبار أداة وفحص حدود الجيش الإسرائيلي حول ما هو مسموح به وممنوع في المظاهرات استعداداً للمظاهرة الضخمة على السياج.

كان نشاط أعضاء حماس على السياج بالأمس مشابهاً لعملية عسكرية. في أحد المراكز كانت هناك مجموعة من مائة فلسطيني على الأقل. في المرحلة الأولى، كانوا يكدسون إطارات برعاية العوالق الترابية، وبعدها أحرقوها لخلق ستار من الدخان، وعرقلة وسائل مراقبة الجيش. في المرحلة الثانية اقتربوا من السياج بالقرب من الأسلاك الشائكة التي أقيمت مئات من الأمتار إلى الغرب من السياج الأمني، وربطت هذه الاسلاك بسلاسل وبدأوا بسحبها في عمق الأراضي الفلسطينية وأصبح المسار بالتالي معبدة لعبورهم للداخل الاسرائيلي، وشملت المرحلة الثالثة محاولات لإتلاف البنية التحتية للسياج وتخريبه، باستخدام أجهزة متفجرة مرتجلة وزجاجات مولوتوف ورشق الحجارة.

ووفقاً للتفسيرات التي قدمتها قوات الاستطلاع التابعة لقوات الجيش الإسرائيلي إلى القوات في الميدان، فقد كانت قوات ذات مهارة عالية تتصرف وفقاً للأوامر، ولذلك كان كل شيء بحساب: بمجرد وصول مركبة مدرعة ورمي العشرات من أسطوانات الغاز المسيل للدموع، استلقى الشبان على الأرض لإدراك أن سحابة الغاز سوف تمر عليهم.

ولم يستبعد المسؤولون العسكريون احتمال أن تكون القوات التي تعمل بالقرب من السياج هم مقاتلي النخبة (وحدة النخبة التابعة لحماس)، ووجود قادة حماس يحيى السنوار وإسماعيل هنية في المنطقة أوضحوا دون أي شك أنهم كانوا متورطين بشكل مباشر في المظاهرات ويولون لها أهمية كبيرة.

يوم أمس، تم منع التسلل الجماعي إلى "الأراضي الإسرائيلية"، ولكن في ضوء قرار قيادة حماس بإرسال ناشطين مهرة إلى عدد كبير من المواقع، سيكون من الصعب للغاية على الجيش الإسرائيلي وقف مثل هذا التسلل ما لم تتمركز قوات كبيرة في المنطقة والرد على عنف المتظاهرين ستكون قاسية، العنوان مكتوب على الحائط منذ فترة طويلة.

لذا قرر الجيش الإسرائيلي الليلة الماضية زيادة وتيرة الهجمات العميقة ليشرح بوضوح أن "الإرهاب والعنف" وهذه الانتهاكات على الحدود لها ثمن.

مسؤولون في القيادة الجنوبية مقتنعون بأن حماس تستعد لمفاجأة الجيش وتأخذ بعين الاعتبار إمكانية تنفيذ هجوم تحت غطاء الاحتجاجات. وأوضحت الجهات ذاتها أن القلق ليس من اجتياز الى "إسرائيل"، ولكن من محاولة لحماس، برعاية الحشد الجماهيري، لتنفيذ هجمات في البؤر الاستيطانية أو المستوطنات بالقرب من السياج.

ومع ذلك، فإن الجيش لا يزال يحاول الحفاظ على الإطار الذي تجري فيه الاحتجاجات على الحدود، وليس في عجلة من أمره للضغط على حماس وإبقاء ظهرها للجدار، ولكن فقط إنتاج المعضلات له وجعله قلق بشأن ردة الفعل لمحاولات الاقتحام الجماعي. ولذلك لا يوجد تهديد حقيقي موجه لقادة حماس ومن الممكن التمييز بين ما يحدث في غزة وما يحدث في أماكن أخرى خارجها. اغتيال مهندس ماليزيا، وهو ما نسب للموساد، لن يمنع المظاهرات على الحدود.

في هذه المرحلة تلعب مصر بالنار ولا تفرض قيودا على حماس. الرئيس عبد الفتاح السيسي سمح لحماس باستنزاف قوات الجيش الإسرائيلي على الحدود، وفقط تدهور الوضع الأمني ​​وتنفيذ هجمات من قبل الجيش الإسرائيلي يمكن أن يسبب للقاهرة التفكير مرتين.