أوردت صحيفة هآرتس، الجمعة، تحليلا لخبيرها العسكري عاموس هاريئيل الذي أشار فيه إلى أن المؤسسة الأمنية الإسرائيلي تترقب ضربة إيرانية محتملة إما في هضبة الجولان أو في أي مكان تختاره طهران لاستهداف وجهات إسرائيلية حول العالم.
وقال إن التوجس لم يقف فقط عند روسيا إلا أنه يتعدى ذلك بكثير، ويجب وضع علامات الاستفهام حول الدور الصيني المحتمل أيضا في المنطقة.
وبعد نحو أسبوعين ونصف من التفجير الذي أودى بحياة سبعة من ضباط الحرس الثوري الإيراني في قاعدة التيفور في سوريا، يبدو أن إسرائيل لا تزال تترقب الرد الإيراني، على الرغم من التهديدات المتكررة بالانتقام.
وأضاف انه "من الممكن أنه كلما مر الوقت، أصبح صانعوا القرار في طهران أكثر وعيا للتعقيد الذي قد يصاحب هذا الرد، ومع ذلك، يبقى الافتراض العملي لمؤسسة الأمن الإسرائيلية أن هذا الرد ممكن، محتمل جداً".
وتابع "ظاهريا، فإن مجموعة الإمكانيات المتاحة للإيرانيين كبيرة. في العقود الأخيرة، تورطت إيران وحزب الله معا، وبشكل منفصل، في الهجومين في الأرجنتين، وفي تفجير انتحاري في بلغاريا، وفي سلسلة من المحاولات للإضرار بالدبلوماسيين والسياح الإسرائيليون، بما في ذلك الهند وتايلاند وأذربيجان) لبنان، كما سبق ذكره، يبدو خارج الحدود حتى 6 أيار/مايو، على خلفية الانتخابات البرلمانية المخطط لها هناك وخوف حزب الله من تصويره كدمية إيرانية".
بوتين يهدى أقدم النسخ المخطوطة باليد للمصحف في روسيا لخامنئي
وأشار الى انه "ستزيد ضربة الصواريخ من إيران الاعتراض بشأن مشروعها الصاروخي قبيل قرار أميركي محتمل بالتخلي عن الاتفاق النووي في 12 أيار/مايو. في حين يتطلب الهجوم على هدف بعيد عن الشرق الأوسط عملية تحضير مطولة، إن لم يتم إعدادها مسبقا". وأردف قائلا "هذا يبقي الهجوم من الجبهة السورية باعتباره الخيار الأكثر احتمالا.
ومن هنا تأتي اليقظة العالية نسبيا في الجولان، حيث يمكن للمرء أن يلحظ ذلك. يبدو أن الجيش الإسرائيلي يحاول ألا يترك نقاط ضعف في نظامه الدفاعي، تزامنا مع عقد ألعاب حربية متكررة في هيئة الأركان العامة لفحص الأحداث من عدة أوجه".
وجاء هذا التحليل تزامنا مع ما صرحه وزير الحرب الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان خلال منتدى نظمه معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى الذي تحدث فيه عن التجاذب بين موسكو وطهران. وقال ليبرمان "من المهم أن نفهم شيئا وهو أن الروس لاعبون شديدو البراغماتية". وأضاف ليبرمان وهو نفسه من أصل روسي "إنهم في نهاية المطاف أشخاص منطقيون، ومن الممكن التوصل إلى اتفاقات معهم، ونحن نتفهم مصالحهم".
وأوضح أن "مصالحهم مختلفة للغاية عن مصالحنا، لكننا نحترم أولوياتهم، نحاول تفادي الاحتكاكات المباشرة والتوتر". ولدى الجيش الروسي قاعدة جوية في حميميم بشمال غرب سوريا وقاعدة بحرية في طرطوس. ووقعت موسكو في 2010 اتفاقا مع نظام الرئيس السوري بشار الأسد ينص على تسليمه بطاريات دفاع جوي إس 300 لكن دمشق لم تتسلم بعد هذه الصواريخ ولا سيما بسبب ضغوط أإسرائيلية، حسبما أوردت صحيفة "كومرسانت" الروسية.
وحذّر رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو خلال الاحتفالات المصاحبة للاستقلال، إيران من اختبار عزيمة اسرائيل، وقال نتنياهو خلال حديثه عن العدوان النازي القاتل الذي لم تتصد له القوى الغربية بشكل كاف متحدثا عن إيران "اليوم أيضا هناك نظام متطرف يهددنا ويهدد السلام في كل ارجاء العالم"، مضيفا "هذا النظام يعلن صراحة انه يريد تدميرنا، تدمير الدولة الاسرائيلية". واضاف نتنياهو "لدي رسالة اوجهها الى قادة إيران، لا تختبروا عزيمة اسرائيل".
واتهمت سوريا وروسيا وإيران إسرائيل بشن هجوم الاثنين على مطار التيفور العسكري في سوريا ادى الى مقتل 14 شخصا بينهم سبعة إيرانيين. ولم تدل إسرائيل باي تعليق على الضربة الجوية. وأقرت إسرائيل بتنفيذها عشرات الغارات الجوية في سوريا منذ 2013 مبررة ذلك بمنع تسليم شحنات اسلحة متطورة الى حزب الله المدعوم من إيران، والذي يقاتل في سوريا الى جانب النظام.
كذلك تهدد اسرائيل بانها لن تسمح لعدوها اللدود إيران بإنشاء قواعد عسكرية في سوريا. وقال نتنياهو "نحن نقوم بوأد العدوان" من دون اعطاء اي توضيح. مضيفا "هذه ليست كلمات فارغة، نحن نرفقها بأفعال". وكرر رئيس الوزراء الاسرائيلي موقفه المعارض للاتفاق النووي الموقع في 2015 بين إيران والدول الكبرى والذي يطالب بتعديله. وقال نتنياهو إن "توقيع الاتفاق مع إيران أخفق ليس فقط في كبح عدوانها بل زاده". وهدد الرئيس الأميركي دونالد ترامب بالتخلي عن الاتفاق واعادة فرض عقوبات على إيران اعتبارا من 12 ايار/مايو ما لم يتم فرض قيود على برنامجيها النووي والصاروخي.