قال مركز الميزان لحقوق الانسان، في بيان له اليوم السبت، إن قوات الاحتلال الإسرائيلي تواصل استهدافها للمدنيين الفلسطينيين المشاركين في المسيرات السلمية على امتداد الحدود الشرقية لقطاع غزة، وتستخدم القوة المفرطة والمميتة للجمعة الخامسة على التوالي في معرض تعاملها مع الأطفال والنساء والشبان المشاركين في تلك المسيرات، وتستهدف الطواقم الطبية والصحافيين. حيث تسببت في قتل ثلاثة مدنيين، وإصابة (408) مواطناً، من بينهم (168) أصيبوا بالرصاص الحي، ومن بين الجرحى (71) طفلاً، و(14) سيدة، و(3) صحافيين، و(5) مسعفين، و(11) مصاب وصفت المصادر الطبية في وزارة الصحة الفلسطينية إصاباتهم بالخطيرة.
وبحسب توثيق مركز الميزان لحقوق الإنسان، بلغت حصيلة ضحايا الانتهاكات الإسرائيلية الموجهة ضد المدنيين في قطاع غزة منذ بدء المسيرات السلمية بتاريخ 30/03/2018، وحتى إصدار البيان، (45) شهيداً، من بينهم (38) قتلوا خلال مسيرات العودة، من بينهم (2) صحافي، و(4) أطفال، كما أصيب (3650) مصاب، من بينهم (665) طفل، و(128) سيدة، و(30) مسعفاً، و(32) صحافي، ومن بينهم (1933) أصيبوا بالرصاص الحي.
وتشير أعمال الرصد والتوثيق التي يواصلها مركز الميزان لحقوق الإنسان، إلى أن قوات الاحتلال الإسرائيلي المتمركزة عند حدود الفصل الشرقية لمحافظات قطاع غزة، أطلقت عند حوالي الساعة 14:00 من مساء اليوم الجمعة الموافق 27/4/2018، الرصاص الحي، والرصاص المعدني المغلف بالمطاط، وقنابل الغاز المسيلة للدموع تجاه المشاركين في المسيرات السلمية على طول الحدود الشرقية لقطاع غزة، واستمرت عمليات إطلاق النار حتى حوالي الساعة 19:00 من مساء اليوم نفسه. وحسب مصادر وزارة الصحة، فقد أعلنت عن استشهاد ثلاثة مواطنين خلال مسيرات الجمعة الخامسة السلمية، هم:
· عبد السلام عيد زهدي بكر (33 عاماً)، من سكان مخيم خان يونس، وأصيب عند حوالي الساعة 17:15 من مساء اليوم نفسه، بعيار ناري في البطن في مسيرة شرق محافظة خان يونس.
· محمد أمين أحمد المقيد (21 عاماً) من سكان مخيم الشاطئ غرب غزة، وأصيب عند حوالي الساعة 17:30 من مساء اليوم نفسه، بعيار ناري في الرأس في مسيرة شرق محافظة غزة.
· خليل نعيم مصطفى عطا الله (22 عاماً)، من سكان حي الصحابة في مدينة غزة وأصيب عند حوالي الساعة 17:45 بشظايا في الجسم في مسيرة شرق محافظة غزة.
في حين استهدفت قوات الاحتلال الطواقم الطبية والصحافيين، ومن بين الصحافيين الذين أصيبوا، المصور الصحفي عبد الرحمن هاني الكحلوت (24 عاماً)، حيث أصيب بعيار ناري في الساق اليمنى، والمصور الصحافي الخاص، هاشم إياد هاشم محمد حمادة (24 عاماً)، وأصيب بقنبلة غاز بشكل مباشر في الرأس، وذلك أثناء عملهما في تغطية فعاليات المسيرة شرق غزة.
وواصلت تلك القوات استهداف الطواقم الطبية والنقاط الطبية التي أقيمت بالقرب من أماكن تجمع المسيرات، حيث استهدفت بقنابل الغاز المسيل للدموع عند حوالي الساعة 16:00 من مساء اليوم نفسه، نقطة طبية ميدانية شرق منطقة البريج في المحافظة الوسطى، ما تسبب في اصابة أربعة من أفراد الطواقم الطبية بحالات اختناق، وتوقف عمل النقطة الطبية لبعض الوقت. كما أصيب المسعف في الخدمات الطبية مازن جبريل حسنة (32 عاماً) بعيار ناري في الساقين أثناء عمله في نقل المصابين شرق مدينة غزة.
هذا واستخدمت قوات الاحتلال قنابل الغاز المسيل للدموع كسلاح من خلال إطلاقها تجاه المتظاهرين بشكل مباشر، ما ألحق بهم اصابات مختلفة، من بينها إصابة الشاب حاتم عبد اللطيف التلباني (20 عاماً)، الذي أصيب بقنبلة غاز بشكل مباشر أسفل عينه اليسرى في مسيرات شرق المحافظة الوسطى، حيث وصفت المصادر الطبية في مستشفى شهداء الأقصى في المحافظة نفسها جراحه بالحرجة.
وعبر المركز عن استنكاره الشديد لسلوك قوات الاحتلال ولاسيما في استخدام القوة المفرطة والمميتة في مواجهة متظاهرين سلميين لم يشكلوا أي تهديد على حياة تلك القوات، وتعمدها إيقاع الأذى في صفوف المدنيين دون أن تكترث بقواعد القانون الدولي الإنساني ومبادئ القانون الدولي لحقوق الإنسان.
وطالب مركز الميزان مدعي عام المحكمة الجنائية الدولية، وفقاً للمعلومات الكافية المتوفرة لها حول الانتهاكات المنظمة التي ترتكبها قوات الاحتلال الإسرائيلي لقواعد القانون الدولي ولا سيما ميثاق روما، الشروع بالتحقيق في حالات القتل واستهداف المدنيين، وتقديم كل من يشتبه في ارتكابه لانتهاكات جسيمة للعدالة.
كما طالب المجتمع الدولي بالتحرك العاجل والفاعل لوقف انتهاكات قوات الاحتلال، والعمل على تطبيق العدالة في الأراضي الفلسطينية المحتلة، وتوفير الحماية الدولية للسكان المدنيين، والعمل على إنهاء الحصار، وتمكين الشعب الفلسطيني من ممارسة حقه الأصيل في تقرير مصيره.