اختتم المركز الفلسطيني للتنمية والحريات الإعلامية "مـــدى" دورة تدريبية استمرت لمدة ثلاثة أيام هدفت الى تعزيز وبناء قدرات الصحافيين والصحافيات من مختلف مناطق قطاع غزة حول آليات الرصد والتوثيق المبني على المعايير الدولية ويأتي هذا التدريب ضمن برنامج مدته 3 سنوات ممول من الإتحاد الأوروبي تحت عنوان "خطوة إلى الأمام نحو تعزيز حرية التعبير في فلسطين" يهدف تعزيز حرية الرأي والتعبير وحق الحصول على المعلومات في فلسطين ويعمل على بناء قدرات الصحافيين في تفعيل دور مؤسسات المجتمع المدني من جانب، ومن جانب آخر في الدفاع عن الحريات الإعلامية سواء من خلال الورشات التدريبية التي سيتم البناء عليها لدعم وحدة الرصد و التوثيق في المركز، كما وسيتم إعادة إعادة تفعيل الوحدة القانونية للدفاع عن الصحافيين الفلسطينيين الذين يتعرضون لإنتهاكات بسبب عملهم في الإعلام.
وشارك في الدورة التدريبية 8 صحفيين وصحفيات من مختلف المؤسسات الإعلامية العاملة في قطاع غزة، ضمن برنامج ممول من الاتحاد الأوروبي، لتأهيلهم للعمل في مجال التوثيق للمساهمة في عمل المركز كونه من أهم برامج المركز الحالية بحيث يستخدم لإعداد التقارير الشهرية وخطط المركز في المناصرة المحلية والدولية.
وهدفت الدورة إلى تطوير مهارات ومعارف المشاركين في مجال الرصد والتوثيق الاعلامى، وآليات رصد وتوثيق انتهاكات حقوق الصحفي، وآليات الحماية والحقوق الرسمية في فلسطين، والمساهمة في بناء قدرات الصحافيين، وتفعيل دور مؤسسات المجتمع المدني في الدفاع عن الحريات الإعلامية سواء من خلال الدورات التدريبية التي سيتم البناء عليها لدعم وحدة الرصد والتوثيق في المركز، وكذلك إعادة تفعيل الوحدة القانونية للدفاع عن الصحافيين الفلسطينيين الذين يتعرضون لإنتهاكات بسبب عملهم في الإعلام.
وافتتح الورشة التدريبية د. احمد حماد منسق مركز مدى في قطاع غزة الذي قدم نبذه عن نشاطات مركز مدى وطبيعة عمله والانتهاكات ضد الصحافيين والحريات الإعلامية في فلسطين بالإضافة إلى آلية عمل وحدة الرصد والتوثيق.
من جهته، استعرض مدرب الدورة الأستاذ محمد أبو رحمة الباحث الميداني في مؤسسة الحق في مجال الرصد والتوثيق الإطار النظري والمعرفي للموضوع من خلال تعريف الصحفيين المتدربين على أهمية المعلومات كحجر أساس في الدفاع عن حقوق الانسان وآلية استخدامات المعلومة الصادقة والدقيقة في كشف الحقيقة وأهمية توثيقها، كما ركز على دور الموثق في مصداقية المعلومة.
وأوضح للمتدربين آليات التوثيق والفرق بينها في الاستخدام مع التمييز ما بين الوثائق الأساسية والوثائق الداعمة والتعرف على آلية بناء الاستمارة وتقنية كتابة الشهادة المشفوعة بالقسم (الإفادة) والاطلاع على أساليب ومهارات كتابة التقارير الميدانية وفي هذا الإطار تم تقسيم المشاركين الى مجموعات قامت بإعداد أمثلة على إفادات وتقارير ميدانية والتي تم مناقشتها والبناء عليها لتحضير المتدربين للعمل الفعلي.
وأكد أبو رحمة أن الغرض من تقصي الحقائق، مد الضحايا بالعون العاجل خاصة لضحايا الاعتقال والاحتجاز والتعذيب، لما له من أهمية بالغة في الدفاع عنه للحد من الانتهاك الذي يتعرض له، وصولاً إلى إنقاذ حياته في بعض الظروف.
وأوضح أن تدخل الجهات المعنية في الدفاع عن حقوق الإنسان في الوقت المناسب ساعد الكثير من ضحايا الانتهاكات ووضع حداً لمعاناتهم، مستعرضاً بعض الأمثلة من الواقع الفلسطيني.
وجرى تدريب الصحفيين خلال أيام التدريب الثلاثة على التطبيق العملي بحيث قام الصحافيون والصحافيات المشاركين بإعداد تقارير ميدانية وتسجيل إفادات فعلية من الميدان حول إنتهاكات فعلية تعرض لها صحافيين/ات. وتم عرض التقارير والنقاش المعمق حولها من حيث تطبيق المواد النظرية التي تم التطرق لها خلال التدريب وكيفية تطبيق المعلومات في كتابة وإعداد التقارير مرورا بجميع المراحل في تقصي الحقائق والتوثيق والرصد.
وفي نهاية اليوم الثالث اختتم الدكتور حماد الدورة وتم توزيع الشهادات على المتدربين، وتقدم بالشكر للمشاركين/ت ومدرب الدورة محمد أبو رحمة، معرباً عن أمله أن تكون الدورة قد حققت الهدف منها ، والمتمثلة في الارتقاء بمستوى الصحفيين في رصد وتوثيق الانتهاكات التي يتعرض لها الصحفيون وأهمية المصداقية في المعلومات التي يتم جمعها من قبل العاملين في مجال الرصد والتوثيق وأهمية الاستفادة من هذه المعلومات حتى بعد مرور عشرات من السنين وخاصة في ظل الظروف السياسية التي تعيشها الأراضي الفلسطينية ووضعنا كشعب يرزح تحت الاحتلال.